الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحق لا يُعرف بالرجال.. وإنما يُعرف الرجال بالحق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحق لا يُعرف بالرجال.. وإنما يُعرف الرجال بالحق

 

 

 

الخبر:

 

تناقلت وسائل التواصل الإلكتروني خلال الأيام الماضية تلاسناً بين بعض أنصار داعيتين نسأل الله لهما ومنهما الخير، وذلك نتيجة مناصحة أحدهما للآخر في أمر لا نريد الخوض فيه هنا.

 

التعليق:

 

إن دين الإسلام، دين الحق والعقل، والمجادلة بالحق الذي تكون مرجعيته في النهاية كتاب الله وسنة رسوله ﷺ كما جاء في قوله تعالى: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاْخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [النساء: 59]

 

وأمرنا جلّ وعلا أن لا نجعل أي خلاف بيننا مدعاة للتفرقة أو الجفوة أو الفتنة، ولا يجوز أن يتحول أي خلاف في الفكر أو الرأي بين المسلمين إلى خلاف شخصي أو ما نطلق عليه "شخصنة الخلافات" فيقول رب العزة: ﴿لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: 105]

 

ولكن ما نراه في وقتنا الحالي ونتيجة الابتعاد عن تطبيق أحكام الإسلام كما يجب، فإن شخصنة الخلافات بأنواعها موجودة ومنتشرة. وإن كان هذا مرفوضاً في أي خلاف دنيوي فرفضه أكبر إن كان يتعلق بالدين والفكر. ومع انتشار وسائل التواصل والمواقع الإلكترونية وتعدد وسائل الإعلام، فقد تحولت بوصلة آداب الخلاف والاختلاف في الإسلام. وبدل التركيز على نقاش القضايا الخلافية المطروحة بالشكل الذي يناسب هذه الخلافات، تتحول المسألة إلى خلاف شخصي، لم يعد فيه من المهم التوصل إلى الحقيقة والصواب بقدر إثبات أن رأي طرف صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيره خطأ لا يحتمل الصواب، وهو فخ يقع فيه الكثيرون إلا من رحم ربي.

 

ومن الشائع أيضاً مناصرة أتباع كل طرف لصاحبهم بغض النظر عما يطرحه من أفكار، وبغض النظر عن أنه إنسان يمكن أن يصيب ويخطئ. ومنهم من لم يقرأ هذا الرأي أو خلافه، ولكنهم ينطلقون مدافعين عن شخصه وكأنه لا يخطئ ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وتلك والله طامة كبرى، أن نصل إلى تقديس الأشخاص وتحويل الأمر إلى مسألة شخصية بدلا من مناقشة الفكرة أو الموضوع بالحجة والبرهان، مما يثير الفتنة والنعرات الشخصية والتشكيك، فتضيع الحقيقة. وهؤلاء منهم غير المدركين أن هذا باطل لا يجوز، ومنهم مدركون لخطورة ذلك متعمدين إثارة الفتن والنعرات.

 

فالمسلم الحق يدافع عن الفكر المبني على عقيدة الإسلام بغض النظر عمن يقوله، فهو ليس معصوب العينين مسلوب العقل يسير وراء أشخاص بغض النظر عن صحة أفكارهم أو آرائهم. ويمكن أن يصيبوا في أمر ويخطئوا في غيره، فليس هناك معصوم من الخطأ، وكما قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه: "الحق لا يعرف بالرجال، وإنما اعرف الحق تعرف رجاله". فاعرف الحق تعرف أهله، ولكن داءنا أننا نعرف الحق بالرجال، ولا نعرف الرجال بالحق! اللهم اهدنا سواء السبيل.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مسلمة الشامي (أم صهيب)

آخر تعديل علىالخميس, 29 نيسان/ابريل 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع