- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
من المعيب حدوث أزمة مياه في بلد يملك أطول أنهار الدنيا!!
الخبر:
شهدت مدينة عسلاية في وسط السودان فاجعة أليمة، حيث غرقت ثلاث فتيات بترعة عسلاية منطقة الرواشدة بمدينة ربك أثناء محاولتهنّ جلب الماء من الترعة. وتمكّن أهل المنطقة من استخراج جثتين بينما تجري محاولة استخراج الجثة الثالثة.
التعليق:
إن مثل هذه الحوادث الأليمة تحدث في السودان بشكل متكرر، وهذا يدل على تقصير الحكام في توفير أهم مقومات الحياة وهو الماء، ومن المعيب أن نتحدث عن أزمة مياه في السودان لأنه يملك أطول أنهار الدنيا، ورغم هذا فالناس يعانون للحصول عليها عبر المواسير مما يضطر أهل البلد للتعرض للمخاطر بجلب الماء من الترع أو النيل مباشرة، وحتما هذا يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه كما في حادثة عسلاية.
وهذا الأمر طبيعي في ظل نظام رأسمالي، يكون الإنسان هو آخر اهتمامات الحكام، حيث لا شأن لهم بتوفير الحاجات الأساسية، عكس نظام الإسلام نظام الخلافة الذي يوجب على الحاكم إحسان رعاية شؤون الناس، وهذا ليس تفضلا منه بل هو حق لهذا الإنسان الذي كرمه الله من فوق سبع سماوات ولكن أهانته مثل هذه الأنظمة التي ليس لديها مثقال ذرة من إنسانية ولا دين.
نعم، نظام الخلافة التي فيها الحاكم خادم مطيع للأمة يرعى شؤونها حق الرعاية امتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام فيما يرويه ابن عمر رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه. ولقوله ﷺ ووعيده على الحاكم الذي لا يحسن إلى رعيته، ويشق عليهم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول في بيتي هذا: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ» رواه مسلم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان