الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
شتان بين الفاروق وحكام هذا الزمان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

شتان بين الفاروق وحكام هذا الزمان

 


الخبر:


الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لم يأت وحده إلى القارة الأوروبية في جولته الخارجية الأولى منذ توليه الرئاسة، بل اصطحب معه جيشاً من الحراس والطائرات، كما تشارك سفن بحرية بريطانية في تأمين الحماية. وذكرت صحيفة الصن البريطانية، الخميس، أن هناك "حلقة فولاذية" تحيط بتحركات بايدن في بريطانيا، حيث سيحضر قمة مجموعة السبع. وهذه "الحلقة الفولاذية"، حسب الصحيفة، والجيش كما اعتبرها البعض، تتكون من 400 عنصر من جهاز الخدمة السرية، أي الأمن الرئاسي الأمريكي، ويتابع هؤلاء كل تحركات الرئيس ويؤمنون الحماية له، فضلا عن 50 سيارة فاخرة.


التعليق:


رئيس أقوى دولة في العالم لا يأمن على نفسه وهو بين بني جلدته وشركائه في المبدأ والسياسة القهرية. فهل هذا الأمر من باب التفاخر أم الخوف من مجهول؟! إن كان من باب التفاخر فهل الأوروبيون لا يعلمون من هي أمريكا وما هي قدراتها السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية؟ بلى يعلمون، ويعلمون أن هذه الأمور لا تسير عليهم إن كانت من باب التفاخر. فالأوروبيون ليسوا هم الآسيويين ولا الأفارقة. فليسوا هم من ينظرون إلى أمريكا والعيش فيها مع سهولة الأمر عندهم، أما الآسيويون والأفارقة فهذه الأمور قد تسري عليهم لانضباع بعضهم بأمريكا لما اقترفته أيادي الأمريكان وأسلافهم الأوروبيين في تحطيم مقدراتهم وسلبهم أدنى مقومات الحياة. أما الأمر الآخر وهو الخوف من مجهول توجب على سيد البيت الأبيض القيام بهذه الأمور احترازا وتحسبا للمجهول، فهذا الأمر يلامس الحقيقة.


إن هذا الرئيس وغيره من الرؤساء الآخرين لا يعدون سوى الوجه القبيح للمبدأ الذي يحملونه ويسعون لخدمته وتطبيقه على الناس بالحديد والنار في بلاد المسلمين والخداع والمراوغة في بلادهم. وهنا يكمن الخطر. فالجاهل مع الوقت يصبح يعلم بما يجهل والمظلوم يفكر ولا ينام من الظلم الذي وقع عليه وكيف يزيل الظلم ويغير الحال، وهنا يكمن خوف هذا الرئيس وغيره من الرؤساء. فالبشرية بمجملها ترزح منذ قرن من الزمن تحت حفنة من المتنفذين المتسلطين المخادعين. فما إن تدرك الشعوب مدى حقدهم على البشر وحرصهم على مصالحهم الضيقة على حسابهم حتى يسعوا إلى تغييرهم أو الانتقام منهم. فيخشاهم أمثال هؤلاء الحكام ويعملون لهم كل الحساب. فلا يكون مستغربا أن يحمي الحاكم نفسه بجيش ممن يحكمهم للأسباب التي ذكرت. والمستهجن أن أمثال حكام الغرب لهم من يساندهم ويصوت لهم ويختارهم ومع هذا يجيشون جيشاً لحمايتهم من باقي الشعب الذي هو مقهور ومغلوب على أمره. فكيف لو كان حاكماً لم يختره أحد وفيه كل الصفات التي تولد كل أنواع الدوافع لتغييرة أو الانتقام منه؟ فلا جيش يستطيع أن يحميه اليوم ولا غدا بين يدي خالق البشر.


فالعدل والأمان مرتبطان ببعضهما، فمن حكم بالعدل ضمن الأمان ومن لم يحكم بالعدل فلا أمن له ولا سلام. وقد نطق بهذه الكلمة رومي للفاروق عمر رضي الله عنه عندما قال له "حكمت فعدلت فأمنت فنمت". أما حكام اليوم غربا وشرقا فقد حكموا فظلموا ففقدوا الأمان وطار النوم من عيونهم. فشتان بين الثرى والثريا، بين حكام المسلمين أمثال عمر بن الخطاب وبين حكام المسلمين والغرب الكافر اليوم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا

 

آخر تعديل علىالسبت, 12 حزيران/يونيو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع