الأربعاء، 18 محرّم 1446هـ| 2024/07/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تعدد الجيوش في الدولة والقنابل الموقوتة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تعدد الجيوش في الدولة والقنابل الموقوتة

 

 

 

الخبر:

 

 أعلن قائد الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، عن رفضه دمج قواته في الجيش. وقالت مصادر متطابقة لسودان تربيون إن موقف حميدتي حيال دمج قواته هو أحد أبرز أسباب توتر العلاقة بين قادة الجيش والدعم السريع، رغم إصرار الطرفين على نفيها. وقال حميدتي، خلال تأبين قيادي بحركة تحرير السودان قيادة مناوي، إن الحديث عن دمج قوات الدعم السريع في الجيش يمكن أن يفكك البلد. وأضاف: "الدعم السريع مكون بقانون مُجاز من برلمان منتخب، وهو ليس كتيبة أو سرية حتى يضموها للجيش، إنه قوة كبيرة". (سودان تربيون)

 

التعليق:

 

لقد نفى كل من المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة والناطق الرسمي لقوات الدعم السريع وجود أي توتر بينهما. وكذلك أثبت قانونية وجود قوات الدعم السريع ذلك التصريح الذي أدلى به رئيس هيئة الأركان السودانية، حيث أشار إلى القانون الذي أنشئت بموجبه تلك القوات، وكذا ما نصت عليه الوثيقة الدستورية (دستور المرحلة الانتقالية).

 

إن هذه التصريحات والبيانات، رغم نفي وجود توتر بينهما، إلا أنها أكدت على حقيقة وجود جيشين يسيران في خطين متوازيين! والحقيقة أن السودان فيه حوالي أحد عشر جيشاً، جزء منها داخل المؤسسة الحاكمة وجزء خارجها. وتعدد هذه الجيوش إنما يدل على تعدد العقيدة القتالية لديها، وكذلك يشير، وبشكل قوي إلى تعدد مراكز القوى وتعدد الولاءات، مما يجعل أمر تضارب المصالح والذي يولد الاحتكاك أمراً متوقعاً، وهذا يجعل من هذه القوات قنابل عنقودية موقوتة، يمكن أن تنفجر في أية لحظة متسببة في سلسلة من التفجيرات لا يعلم مداها إلا الله.

 

صحيح أن الحل هو دمج هذه القوات في جيش واحد بعقيدة قتالية واحدة، وهذا لا يتم بمجرد تسجيلهم في الكشوفات العامة للجيش، ولا بمجرد إعادة تدريبهم وتأهيلهم، وإنما يحتم ترك العقائد القتالية السابقة وبناء عقيدة قتالية بديلة يؤمن بها الجميع. لذلك لا بد من عقيدة عقلية كمنطلق للعقيدة القتالية ولا تصلح العقائد الوجدانية الحالية لتوحيد هذه الجيوش حيث لكل جيش منها عقيدته الوجدانية، سواء أكانت قبلية أم جهوية ومناطقية أم إثنية أم وطنية أم غيرها من العقائد الوجدانية التي لا تصمد كثيراً عند المحكات. ومن هنا كان لا بد من عقيدة عقلية تبنى عليها العقيدة القتالية تصلح لأن تجمع ولا تفرق ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ ولا أرى لكم غير العقيدة الإسلامية حبلا متينا يربط بين هذه الجيوش.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس حسب الله النور – ولاية السودان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 15 حزيران/يونيو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع