- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عمران خان: باكستان شريكة لأمريكا في السلم لا في الحرب!
الخبر:
ذكرت آر تي الروسية 2021/7/1 أن رئيس وزراء باكستان عمران خان قد ندد بسياسة بلاده السابقة المتمثلة في أن تصبح "دولة في خط المواجهة" في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد الإرهاب، ووصفها بأنها سياسة "حمقاء".
التعليق:
يقول لسان حال حكام المسلمين بأنهم من أمريكا؛ إذا حاربت حاربوا وإذا سالمت أمريكا سالموا. هذا لسان حالهم، فبعد أن قتل في باكستان 70 ألفاً من المسلمين وخسر اقتصادها 150 مليار دولار، بحسب عمران خان نفسه، فإنها قد أدركت خطأها السابق وتريد الآن أن تصححه، فتجرأ رئيس وزرائها وقال في بيان بحسب المصدر السابق نفسه: "يمكننا أن نكون، وسنبقى دائما، شركاء في السلام مع أمريكا، ولكن لا يمكننا أبدا أن نكون شركاء في النزاع بعد الآن".
وكان الأولى به أن يعترف بالحقيقة بأن أمريكا ومعها عملاؤها لم تتمكن من الانتصار في أفغانستان، وقد خسرت الحرب فعلاً، وتريد الانسحاب الذي خططت له إبان إدارة ترامب وتقوم بإتمام تنفيذه اليوم إدارة بايدن، ومع الانسحاب الأمريكي يجب أن يفرض السلام، ومن موجبات فرض هذ السلام أن يرفض أتباع أمريكا الحرب ويندمون عليها تماماً كما تندم سيدتهم أمريكا، فيظهرون وكأنهم لا يريدون الحرب، والحقيقة أن قرارهم في واشنطن، فإن أرادت الحرب دفعوا إليها ودافعوا عن موجباتها وعلت نبرة (الإرهاب) و(الإرهابيين)، وإن جنحت للسلم روج أتباعها للتعايش والابتعاد عن الحرب!
وهذا حال باكستان مع الهند؛ فالهند تريد الحرب وتفرض الأمر الواقع في كشمير، وباكستان تدعو إلى السلام وتخفف التوتر مع الهند تمهيداً لإعطاء المجرم الهندي ناريندا مودي البطولة في كشمير وضد المسلمين وتهيئة لظروف أخرى لمزيد من الانخراط الهندي ضد الصين، ومع تخفيف باكستان للتوتر مع الهند التي تعربد في كشمير فإن الهند قد قامت بتعزيز قواتها على الحدود مع الصين وفق السياسة الأمريكية لإرباك الصين وتهديدها، وكل ذلك يحصل بتنازلات باكستانية في جامو وكشمير.
ومن أجل المزيد من تخفيف التوتر مع الهند كانت باكستان قد أعلنت قبل أيام بأنه لا حاجة للسلاح النووي في حال السلام مع الهند، أي أنه يتخلى عن أعظم إنجاز أنجزته باكستان عبر تاريخها لقاء السياسة الأمريكية، فهو يمهد الطريق لاحتمال تخلص باكستان في المستقبل من أسلحتها النووية، كل ذلك حتى تطمئن الهند ولا تعتبر باكستان تهديداً لها كما جرت العادة منذ استقلالها عن بريطانيا تقريباً فتتفرغ لمنازعة الصين وفق مقتضيات السياسة الأمريكية.
هؤلاء هم حكام السوء، لا يفكرون في السلام أو الحرب إلا وفق مقتضيات السياسة التي ترسم لهم في العواصم الكبرى، وهذا سيستمر حتى يأذن الله بنصره ويتمكن المسلمون من القفز على صدور هؤلاء الحكام فيطيحوا بهم ويقيموا دولتهم؛ الخلافة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال التميمي