الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الثناء على الانتقاص، هل هذا صحيح؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الثناء على الانتقاص، هل هذا صحيح؟!
(مترجم)

 


الخبر:


قال الرئيس التركي أردوغان في قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل، "الحمد لله، لم يأت أبدا"، وذلك ردا على سؤال حول ما إذا كان استخدام الرئيس الأمريكي بايدن لكلمة "إبادة جماعية" المتعلقة بأحداث عام 1915 قد أثير خلال الاجتماع. (وكالات، 2021/06/15)


التعليق:


للأسف، عندما تكون الدول مصنوعة من الكرتون، يتحول القادة في أذهانهم من حالة الوجود إلى حالة أخرى تماما مثل ورقة تذبل وتصبح هشة إذا واجهت أقل مقاومة. ناهيك عن أن القادة يظهرون ويخطئون في تمثيل أنفسهم للشعوب بخفة الفم. إن القائد الجيد يظهر في المعركة، والقائد الذكي والشجاع يظهر في الحكم. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، فإنهم لا يظهرون الشجاعة والبصيرة في المعركة، ولا على الطاولة. إن حقيقة تصريح أردوغان قبل يوم واحد من قمة حلف شمال الأطلسي بإثارة موضوع ما يسمى بـ"الإبادة الجماعية" الأرمنية، وقوله "الحمد لله" بعد اجتماعه مع بايدن فيما يتعلق بعدم الحديث عن هذا الموضوع، كان عارا سياسيا حقيقيا. ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.


على الرغم من أن حلف شمال الأطلسي تأسس ضد السوفييت، إلا أنه قد حدّث نفسه من خلال صياغة وجوده على الإسلاموفوبيا مع تفكك الاتحاد السوفيتي في التسعينات. دعونا نذكركم بأن تركيا هي البلد الوحيد في هذا الاتحاد الذي أهله مسلمون. وبدلا من النأي بأنفسهم، يقوم حكامنا بفصل النزاعات والثناء على وحدة حلف شمال الأطلسي الذي هدفه شن حروب ضد الإسلام والمسلمين. وعلاوة على ذلك، فإن جعل أبناء الأمة أداة لأهدافهم السياسية والاقتصادية والعسكرية هو أكبر إذلال. كنا نعرف أن القادة الذين لا يخجلون من عيش هذا الانتقاص لن يجلبوا الولايات المتحدة، وهي زعيمة الكفر، للحساب من أجل "الإبادة الجماعية" الأرمنية، ولكن من المحتمل أن أحدا لم يتوقع منهم أن يصلوا بعيدا بما فيه الكفاية للإشادة بها. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾، إن هذه الآية لا تذكرهم بأي شيء؛ ما يعني أنه لا يوجد قاع لحفرة الانتقاص.


دعونا نذكر أردوغان بأن الإشادة لا يجوز أن تحصل فيما يتعلق بالقرارات التي يتخذها الكفار ضدك، بل يجب اتخاذ موقف حازم ضدهم، والانسحاب من تحالفاتهم الشريرة، والوقوف في وجه هجماتهم ضد المسلمين والرد عليها عسكريا.


ويتم ذلك بالطريقة التي فعلها طارق بن زياد رحمه الله بعد أن فتح الأندلس وداس على عرش توليدو. ويتم ذلك بالطريقة التي فعلها صلاح الدين الأيوبي رحمه الله بعد أن طهر القدس من الصليبيين. ويتم ذلك بالطريقة التي فعلها السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله بعد أن دمر خطط الكفار، بعد فتح الفاتح لإسطنبول. وسيكون هذا تحقيقاً لعمل يقره ربنا سبحانه وتحقيقاً للثناء على الخير الذي به تطمئن قلوب المسلمين.


إن ما تبذلونه من جهود للتعبير عن الصداقة في الإطار نفسه الذي يقف فيه الكفار في أمريكا وأوروبا، الذين لا يستوعبون التاريخ المجيد والمشرف للأمة والسعي لتصفية الحساب، مع وجود الكراهية التي تراكمت في أنفسهم، هو ارتجال سياسي. فما هي الصداقة والتحالف الذي تتحدث عنه مع هؤلاء الكفار الذين ينتقمون بما فيه الكفاية ليكونوا معادين لتاريخ الأمة؟ إذا كانت قسوة الكفار هذه لا تزال لا تنتقصك، وإذا كنت لا تزال تختار السكوت على الرغم من القرارات التي اتخذوها ضدك، إذن استمر بفعل ما يحلو لك!

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد سابا

 

آخر تعديل علىالسبت, 03 تموز/يوليو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع