الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تصاعد الأزمات في الدول الأوروبية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تصاعد الأزمات في الدول الأوروبية

 

 

 

الخبر:

 

هددت لندن اليوم الجمعة بتشديد تفتيش سفن الصيد الأوروبية في المياه البريطانية، ردا على إجراءات أعلنتها فرنسا، في أول تصعيد بين الجانبين منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان إن لندن "تعتزم إطلاق آلية لتسوية الخلافات نصّ عليها الاتفاق التجاري لما بعد بريكست (Brexit)"، ويشمل ذلك "تنفيذ تفتيش دقيق لأنشطة الصيد البحري للاتحاد الأوروبي في المياه الإقليمية للمملكة المتحدة". (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

إن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان في 29 آذار/مارس 2017، واحتجت حكومة المملكة بالمادة 50 من المعاهدة، وغادرت رسميا في 31 كانون الأول/ديسمبر 2020.

 

من ذلك الوقت إلى هذه الأيام لم تتحرك فرنسا للتدقيق على بريطانيا، فلماذا اليوم؟

 

هل جذور الكراهية بين القوتين بدأ ليعود إلى ما كان عليه سابقا؟

 

إن ظهور هذا التوتر اليوم تحديدا جاء بعد التصديق على معاهدة أوكوس بين بريطانيا وأمريكا وأستراليا لتزويد أستراليا بما تحتاج إليه لبناء غواصات نووية، وهي المعاهدة ذاتها التي ألفت أكبر تعاقد فرنسي لتزويد أستراليا بالغواصات، ما حرم الفرنسيين من دعم اقتصادهم في وقت هم في أمس الحاجة لذلك، وقد اعتبرت فرنسا أن بريطانيا عادت إلى انتهازها الدائم، ما قد يفجر الصراع الأوروبي الأوروبي، واقتناع أوروبا بأن بريطانيا بسعيها للعالمية خارج نطاق الاتحاد الأوروبي ما هو إلا مجرد تعبير آخر عن النزعة القومية الدفينة وغير المحترمة.

 

وعلى الصعيد الآخر تجد بريطانيا أن فرنسا عادت إلى إظهار عدائها لأمريكا، وتشبثها بالعنجهية والعظمة الخادعة لهم، ما قد يؤدي إلى انهيار الاتحاد الأوروبي فتبقى فرنسا بعنجهيتها وحيدة، ومن هذه العنجهية أن تصدرت هي المشهد العدائي لبريطانيا بافتعال أحداث تستند إلى القانون في الاتحاد الأوروبي، وهي مسألة التجارة والصيد البحري، وتجاوزت الحدود الإقليمية البحرية التي كان الطرفان يغضان الطرف عنها.

 

ولكن حاولت فرنسا أن تعبر عن امتعاضها بهذه الحركات التي قد تنعكس سلبا على الاتحاد الأوروبي برمته. حيث إن فرنسا منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كانت تراهن أن فشلا ذريعا سوف يكون كارثيا على بريطانيا وموقعها الدولي ونفوذها المستقبلي، ولكن ذلك لم يحدث بل بالعكس كانت بريطانيا تعمل بدهائها المعهود إلى عدم تحقق الرؤية الفرنسية، بل موجهة ضربة قاسية لفرنسا في معاهدة أوكوس.

 

إن الدول الكبرى اليوم ليست كسابق عهدها، فهي جميعها تعاني من رواسب النظام الرأسمالي الذي خلف لها أزمات مجتمعية واقتصادية هائلة، وأيضا وعي الشعوب أثر عليهم سلبا، واقتراب الأزمة الاقتصادية العالمية يهدد وجودهم، وخاصة الاتحاد الأوروبي الذي يظن أنه سوف ينهار قريبا لكثرة الأزمات التي يعاني منها اقتصاديا على جميع المستويات، وخاصة المحروقات التي يتم خنقه بها، وخاصة أننا ندخل شتاء قد يكون هو آخر شتاء يعيشه الاتحاد الأوروبي وهو متماسك، ناهيك عن الأزمات السياسية، وتقدم الأحزاب اليمينية، وكثير من الأمور لسنا في صدد ذكرها هنا.

 

نعم، سوف نشهد عودة الدول القومية التي تتناحر بشكل دائم، وتعتليها العصبية والطائفية والمذهبية ليذوقوا من الكأس نفسه الذي سقونا منه سابقا.

 

إن الخلاص الحقيقي هو بعودة المنقذ للبشرية ألا وهو شرع الله الذي لا مناص من العودة إليه إذا أردنا العيش كبشر تسودهم العدالة والعيش الهنيء الخالي من الأزمات التي فرضها النظام الوضعي.

 

أيها العقلاء والمفكرون المخلصون: إن اليوم هو يوم ظهوركم لتفضحوا هذه العصابة التي تتحكم برقاب العالم ولفظ نظامهم الذي يخنق البشرية برمتها ويجعلها تقترب من الفناء بجشعهم ومصالحهم التي لا تنتهي ولا يملأ عيونهم إلا التراب.

 

أيها المسلمون: أنتم تدركون تماما أن الغرب يسعى حثيثا للمحافظة على نسيجه الذي نسجه من عقليته الشريرة، من خطط وحيل خبيثة وحروب فكرية ودموية وسياسية ونفسية واقتصادية مع المسلمين حتى لا نقوم بدولتنا دولة العز، ولكن هيهات هيهات فإن الخلافة قائمة قريبا بإذن الله ولو كره الكافرون، لأنها وعد من الله باستخلاف المؤمنين العاملين للصالحات العازمين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فلم يتنازلوا ولم يهادنوا ولم يبدلوا، كحزب التحرير، ووعدهم بالتمكين وبالأمن. وهي بشرى رسول الله ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

آخر تعديل علىالأحد, 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع