- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للسودان.. حقيقة الصراع وأدواته
الخبر:
جددت الولايات المتحدة الأمريكية الاثنين طلبها بإعادة حكومة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك وإطلاق سراح جميع الوزراء، والناشطين السياسيين الذين تم اعتقالهم في أعقاب استيلاء الجيش على السلطة في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وتزامنا مع وصول مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية للخرطوم، مولي في، لبحث الأزمة السودانية؛ قالت السفارة الأمريكية في العاصمة السودانية إن مولي ستنخرط في لقاءات مباشرة مع الأطراف السودانية لحثها على إيجاد حل سريع.
وتأتي زيارة مولي في ظل حالة من التوتر تسود الشارع السوداني في أعقاب مضي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في تشكيل مجلس سيادة جديد وخروج الملايين إلى الشوارع السبت للتعبير عن رفضهم لقرارات البرهان. (سكاي نيوز عربية، 2021/11/16م).
التعليق:
بدأت مسيرة المبعوثين الدوليين للبلاد الإسلامية منذ بداية الاستعمار للمنطقة التي صارت ميداناً للصراع الدولي بين الدول الرأسمالية الكبرى الطامعة في ثروات المنطقة والساعية لنشر الحضارة الغربية والحيلولة دون عودة الإسلام للدولة والمجتمع بإقامة دولة الخلافة الراشدة. فالصراع الدولي وأدواته الإقليمية والمحلية في السودان صار أمراً واضحاً، فمصالح أمريكا وبريطانيا مختلفة ولن تتعايشا معاً بهدوء، وأدواتهما المحلية تبع لهما، ولذلك فسيعمل كل من الطرفين لإجهاض تحركات الآخر فالمكون العسكري موالٍ لأمريكا، فقد أشادت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي في زيارتها الأخيرة للبلاد، بالدور الذي اضطلعت به القوات المسلحة إبان ثورة ديسمبر، من خلال انحيازها لتطلعات الشعب السوداني. وأوضحت أن ما حدث في 25 تشرين الأول/أكتوبر كان نتيجة إخفاقات تخللت الفترة الماضية، مشيرة إلى أنهم يعلمون أن بعض القوى السياسية تؤيد الخطوة التصحيحية. والمكون المدني موالٍ لبريطانيا، فهم شركاء متشاكسون يعملون لتحقيق رغبات أسيادهم وأربابهم المتنافسين على النفوذ حيث تحرص كل دولة من هذه الدول على ربط النظام السياسي في البلد والقائمين عليه بها، وهذا ديدن الاستعمار في كل بلاد المسلمين ومناطق الصراع كما هو الحال في العراق وسوريا وليبيا واليمن وتونس، فهؤلاء المبعوثون يعملون مع أدواتهم على رسم الخطط وحياكة المؤامرات للهيمنة على البلاد والسيطرة عليها لتنفيذ مخططاتهم الشريرة، فانقلاب البرهان جاء بعد ساعات من لقائه بالمبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان.
هكذا يتصارع الغرب الكافر المستعمر علينا وبنا وفينا، منصِّباً نفسه محامياً عن أدواته وقاضياً ومنفذاً لقراراته لما يخدم مصلحته، وأهل البلاد هم الذين يكتوون بنيران هذا الصراع الذي لا ناقة لهم فيه ولا جمل، وقوده الشباب الذي يتطلع لحياة كريمة؛ بذل حياته رخيصة من أجلها، تستغلهم القوى السياسية للوصول عبرهم للسلطة وتحقيق أهدافهم بمسميات المدنية والديمقراطية التي لا تحقق لهم آمالهم وطموحاتهم.
فالحل لا بد أن يكون نابعاً من عقيدة أهل السودان؛ العقيدة الإسلامية، وإنه لا خلاص لبلادنا والبلاد الإسلامية كلها إلا بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة قريباً بإذن الله، التي تقطع دابر الكافرين المستعمرين وتعيد للأمة كرامتها ومجدها وعزها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مجدي صالحين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير