- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حذار من الهاليو التي تغزو العالم بخطا ثابتة
فأبناؤكم وبناتكم أمانة في أعناقكم
الخبر:
بي بي سي عربي 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2021: ملخص الخبر أن تتعرّف على الهاليو، ومعناها: الموجة الكورية، ويضيف بأن قوة كوريا الجنوبية الناعمة تغزو العالم بخطا ثابتة. لكن في الأعوام الأخيرة، يبدو أن الموجة الثقافية الكورية لم تعد تقتصر على منطقة جنوب شرق آسيا، بل تخطتها وتدفقت باتجاه باقي أنحاء العالم، وجعلت من فريق "بي تي إس" واحداً من الفرق الغنائية الأكثر شعبية في العالم. ووفقا لبي بي سي عربي أيضا، فإن الهاليو قد وصلت إلى العالم العربي، إذ قد أعلن تركي آل الشيخ رئيس مجلس الهيئة العامة للترفيه في المملكة أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي عن توقيع عقد حفل مع فرقة كورية، دون الإعلان عن اسم تلك الفرقة.
التعليق:
إنّا لله وإنا إليه راجعون، مصائب تتوالى على هذه الأمة كقطع الليل المظلم، مصيبة تدحرجت من كوريا الجنوبية واستقرت في حواضر المسلمين.
الهاليو، الفرق الغنائية الكورية التي تغزو العالم بخطا ثابتة ومن أشهر تلك الفرق الغنائية فرقة "EXO" وفرقة موسيقى البوب الكورية الجنوبية (BTS) والتي حققت رقماً قياسياً جديداً في عالم الموسيقى، حصل أعضاؤها الذكور على ميداليات حكومية لمساهمتهم في نشر الثقافة الكورية في العالم، ولها جمهور غفير في أنحاء العالم معروف باسم الجيش أو "A.R.M.Y"، وحسب زعمهم فإن هذه الفرقة تميزت بأداء أغانٍ وصفت بالهادفة وتبعث الأمل لدى الشباب وتصنف كأشهر فرقة شهدها العالم على الإطلاق، حسب بيزنس إنسايدر.
وهناك فرقة (BlackPink) أعضاؤها من الإناث وجيشها يسمى بـ"Blink"، ومن الأهميّة بمكان أن أتطرق لواقع الآرميز والبلينك فهؤلاء هم جيوش افتراضية ينتمون إلى تلك الفرق ويحاربون من أجل دعمها وتشجيعها ونشر ثقافتها وهم من فئة الشباب من كل الأجناس والأديان وأعدادهم في البلاد الإسلامية في تزايد مستمر جُلّهم من الفتيات.
هذا الانتماء تسميه الفرق بـ"هذا عالمك" وهو يتضمن الكثير من الشعارات الخطرة، فمثلا شعار "نحن نجعلك سعيداً" و"العشق الجنوني الممرض" و"ابتسامتنا لك حياة" وغيرها من شعارات العبودية.
لقد شوّهوا صورة الرجل الحقيقي عند الفتيات المسلمات فبعد أن كان الرجل هو من يتصف بالقوة والشجاعة والإقدام والفروسيّة، وهو من يغار على عرضه ويخوض الحروب للذود عنه، أصبحت صورة الرجل الوسيم المخنّث المائع الذي يضع مساحيق التجميل، حركاته خليعة وميوله شاذة، لا تعرف ما إذا كان ذكراً أم أنثى!
إن ميول أعضاء هذه الفرق الشاذ بدأ ينتشر في الآرميز والبلينك انتشار النار في الهشيم فأصبح هؤلاء الأتباع يستقبلون ويتلقون هذه الأفكار دون استهجان ولا نقاش بل يأخذونها تسليماً ما دام هذا نهج أعضاء تلك الفرق التي ينتمون إليها.
كما أنّ لتلك الفرق قيَماً خاصة بها تهدر كل القيم الروحية والخُلقية والإنسانية التي حددها الشرع للإنسان كيلا تكون مقاصد أعماله عبثية وكي لا يحصل عنده خلل.
إن فكرة فرقة (BTS) و(BlackPink) خطيرة جداً؛ إنها تصوغ الشباب والفتيات المسلمين في فكرهم وفهمهم، وشعورهم وإحساسهم، وميولهم وذوقهم، ودوافعهم وغاياتهم، وما ينعقد عليه قلبهم ويظهر على سلوكهم صياغة سامّة.
إن حالنا قد تبدل بل انقلب رأسا على عقب، فبعد أن كنا نصدر إلى العالم حضارة الإسلام العظيمة، وثقافات المسلمين الراقية، مخرجين الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، أصبحنا نتلقى الموجات الغنائية الكورية، وصرنا مسرحا لنشاطات الكفار الماجنة، وتجتاحنا موجاتهم الثقافية تترى، فترى المسلمين إثرها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية.
ومما يجب لفت النظر إليه أن هناك سياسات استراتيجية ثابتة يتخذها الحكام الأشرار في البلاد الإسلامية تقوم على أساس إفساد جيل الشباب المسلم، لإلهائهم عن قضاياهم المصيرية والمركزية، وأنهم أصحاب مشروع حضاري له طراز معين من العيش لا يشبه أي طراز من العيش ولا يشبهه أي طراز، واستعادة أمجادهم التي صنعها أجدادهم منذ فجر الإسلام، حيث عمت موجات الخير أكثر من ثلث العالم القديم. فيريد هؤلاء الحكام وأسيادهم الكفار أن تبقى البلاد الإسلامية عرضة لاجتياحات موجات الشر والفساد، وقطع صلة المسلمين بدينهم وتاريخهم ولغتهم العربية لغة القرآن، وهدفهم الخفي أن يصلوا إلى نقطة يعلنون فيها عن انتهاء الإسلام كدولة وسياسة وحضارة، وأنه دين كهنوتي مقتصر على بعض العبادات، فمن شاء فليمارسها، ومن شاء فليتركها، وهذا شأن شخصي محض، وليس التزاما حضاريا ترعاه دولة تدير مجتمعا ذا طراز معين من العيش.
فالحكام وهيئة الترفيه والهاليو وغيرها من إفرازات الغرب الحاقد على الإسلام والمسلمين، هي جميعا من عمل الشيطان الغرور، فلا يتبع خطواتهم إلا أولياؤهم، ولا يسير خلفهم إلا الخاسرون.
فلا بد لنا من التصدي لمثل هذه الموجات المفسدة، وليستعيد شباب المسلمين دورهم الحقيقي بعد أن ينفضوا عنهم غبار الميوعة والتسكع الحضاري، ويعملوا على بناء شخصياتهم الإسلامية المتينة، ليصبحوا رجال الدولة العظماء، والمفكرين، والسياسيين، والمجتهدين، والعلماء، والمجاهدين الذين سيحملون الإسلام إلى العالم أجمع هداية ونوراً بجدية فائقة.
فاللهم قنا شرور الفاسدين والمفسدين، ونجنا من موجة الهاليو وأمثالها، وعجل لنا بقيام دولة الخلافة الراشدة التي ستنقي أجواء المسلمين من أدران تلك الموجات، وتقيهم منها إلى الأبد بدولة مبدئية متينة البنيان، وطيدة الأركان، ثابتة الكيان، يصعب أمر القضاء عليها، لأن المبدأ سر قوتها، ويصعب أيضاً أمر تحطيم كيانها وانتزاع سلطانها، وتسخيرها من الدول الأخرى.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة رولا إبراهيم