- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التكاليف المعتادة للرأسمالية
(مترجم)
الخبر:
ارتفعت مبيعات المشروبات الكحولية في السويد بمقدار الربع في العام الأول لوباء كوفيد-19. ووفقاً لأحدث الأبحاث، بعد شهرين من رفع القيود واللوائح الصحية للعمل عن بُعد في المملكة، يتعاطى واحد من كل خمسة عمال الكحول. ويضطر أرباب العمل السويديون إلى طلب المساعدة من المستشارين في مكافحة إدمان الكحول والمخدرات. (يورو نيوز)
التعليق:
نوقشت هذه المشكلة في مجتمعات أوروبا منذ بداية عام 2020، بمجرد فرض قيود فيروس كورونا الأولى.
لذلك في مقال DW بتاريخ 2020/07/05 كُتب ما يلي: "خلال فترة الحجر الصحي، بدأ الألمان في شراء المزيد من المشروبات الكحولية. وفقاً لدراسة أجرتها جمعية أبحاث السوق، اشترت 30 ألف أسرة وأرباب بيوت شملها الاستطلاع في آذار/مارس بزيادة ثلث المشروبات الكحولية أكثر مما كانت عليه في الفترة نفسها من عام 2019. وهذا لا ينطبق فقط على النبيذ، ولكن أيضاً على المشروبات القوية مثل جِن وفودكا".
ويستشهد مقال خدمة بي بي سي الروسية بتاريخ 2020/04/11 بالإحصائيات التالية: "في روسيا، في الأسبوع الأخير من شهر آذار/مارس، نمت مبيعات الويسكي والفودكا والبيرة بنسبة 47٪ و31٪ و25٪ على التوالي، وفقاً لشركة التسويق نيلسن، نقلاً عن رويترز. وفي الولايات المتحدة في الفترة نفسها تقريباً، قفزت مبيعات الكحول بنسبة 55٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. التوجه نفسه، وفقا لنيلسن، لوحظ في بريطانيا وفرنسا".
في الواقع، هذا الوضع في الدول الغربية ليس مفاجئاً.
إن الدعاية المنتشرة للشعارات التي تقول بأن هذه الحياة ليست أكثر من متعة، تؤدي بطبيعة الحال إلى حقيقة أنه بمجرد أن يحصل الشخص على يوم عطلة أو إجازة، فإنه يريد أن يستخدمها فيما يسمى بـ"الاستجمام الثقافي"، ومكونه الإلزامي هو الخمور.
يتفاقم الوضع بسبب حقيقة أن مؤسسة الأسرة قد دمرت بالكامل تقريباً في الدول الغربية. وهذا يؤدي إلى حقيقة أن الإجازات بالنسبة لجزء كبير من الجيل الأكبر تعني الشعور بالوحدة لأنهم قد أطلقوا بالفعل أطفالهم وأحفادهم في ما يسمى "الحياة الحرة".
لقد حفرت الرأسمالية، بفكرتها عن الربح والانتفاع، خنادق لا يمكن التغلب عليها، ليس فقط بين بلدانها، بل حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، بين الأب والابن، وبين الزوجين، وبين الجد والأحفاد.
لذلك، من المتوقع حدوث زيادة في مبيعات الخمور في سياق التدابير التقييدية لفيروس كورونا، عندما يبدو أن شرب كوب من الفودكا هو أسهل وأرخص وسيلة طبيعية لترتيب وقت فراغك.
كل هذا ليس أكثر من تكاليف المعيشة المعتادة في ظل القوانين الوضعية، والتي وصفها الله تعالى بقوله: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فضل أمزاييف
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا