الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
(أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

 

 

 

الخبر:

 

أعلن الحزب الدستوري الحر في تونس على لسان رئيسته المدعوة عبير موسى، الدعوة لوقفة احتجاجية أمام مقر حزب التحرير، يوم الأحد الموافق 2022/01/09م، ويأتي هذا القرار تنديدا بعمل الحزب الذي يعمل على إنهاء الديمقراطية، والذي يعمل بخطا حثيثة لإسقاط الدولة المدنية والنظام الجمهوري، ويدعو إلى إرساء "دولة الخلافة"، في خرق صارخ لتشريعات البلاد. (الخميس 2022/01/06م، من الصفحة الرسمية لرئيسة الحزب الدستوري على الفيس بوك)

 

التعليق:

 

لا يخفى على كل ذي عينين أن الصراع بين الحق والباطل في هذه الأيام على أشده، وهذا من سنة الله سبحانه أن يبقى الصراع بين الحق والباطل حتى يقذف الله بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وكما قال الله سبحانه: ﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾، وما تدعو إليه عبير عيسى وأشباهها من وقفة أمام مقر حزب التحرير للتنديد به وبدعوته للخلافة ليس إلا حلقة من حلقات الصراع بين الحق والباطل، ويبدو أن الباطل قد استشعر قرب نهايته وأن ذلك أصبح أقرب من رد الطرف، ولذلك أصبح يتحرك يمنة ويسرة كحركة المذبوح، فتقوم هذه النكرة، من مخلفات فرنسا، بافتعال أزمة مع حزب التحرير، لعلمها وأسيادها أنه هو حقيقة من يمثل الصراع الفكري المبدئي ضد باطلهم.

 

إن هذه الوقفة التي دعت لها رئيسة الحزب الدستوري الحر لن تحقق شيئا من أهدافها، وما هي إلا كمن ذهب يريد إطفاء قرص الشمس بالنفخ فيه، فعاد بانقطاع أنفاسه! وصدق الأعشى عندما قال: (كناطح صخرةً يوما ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنَه الوَعِلُ)، نعم هكذا هو الصراع بين الحق والباطل، فمهما قويت أنفاس الباطل واشتدت ريحها، فهي زاهقة لا محالة، ومهما طالت غيبة الحق وكبوة أهله، فهو ظاهر لا محالة، بعز عزيز أو بذل ذليل.

 

إنه من الغريب المستهجن والمحزن في آن، أن يرى المرءُ بعضَ مَن ينتسبون لهذه الأمة يقفون موقفا معاديا تجاه من يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية في ظل دولة تطبق شرع الله وتنشر العدل والقسط في ربوع العالم. وإن صاحب هذا الموقف لا يخرج عن كونه، إما عميلاً يخدم أعداء الدين من دول الغرب الكافر المستعمر، ويسعى جاهدا في تكريس الواقع الفاسد وإطالة عمره، والمحافظة على مصالح المستعمر في نهب ثروات البلاد، وإما أن يكون جاهلا مغرّرا به، ولهؤلاء جميعا نقول، إن كنتم مسلمين، أو حتى غير مسلمين، فإن حزب التحرير يدعوكم لما فيه الخير لكم ولبلدكم، يعمل معكم ولكم ليقطع دابر الكافر المستعمر ومؤسساته التي نهبت الثروات وأفقرت العباد، يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية التي ينعم فيها المسلمون وغيرهم بعيشة ملؤها العدل والقسط. والحزب معروف للقاصي والداني، لا أسرار فيما يدعو إليه ولا خفايا، لا يداهن ولا يحابي، وإن إصرار الحزب على مواصلة عمله في هذه الأمة لإعزازها رغم ما يلاقيه من عنت ومحاربة لتذكرنا بمؤمن آل فرعون الذي قال الله فيه: ﴿وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ * تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ * لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ * فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾. [غافر: 41-45]

 

نسأل الله لنا وللمسلمين الهدى والثبات على الحق.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وليد بليبل

آخر تعديل علىالثلاثاء, 11 كانون الثاني/يناير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع