الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
غادر طاغية، وحل مكانه طاغية آخر!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

غادر طاغية، وحل مكانه طاغية آخر!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في 18 كانون الثاني/يناير 2022، نشر الموقع الرسمي لأول رئيس لجمهورية كازاخستان، نور سلطان نزارباييف، نداء نزارباييف، لأوّل مرّة منذ بدء المظاهرات الجماهيرية في البلاد منذ 2 كانون الثاني/يناير.

 

نزارباييف في ندائه يطمئن الجميع: "استجابة للنداءات العديدة الموجهة إلي، وفيما يتعلق بالمنشورات في وسائل الإعلام، أبلغكم أنني في عام 2019 سلمت صلاحيات الرئيس إلى قاسم جومرات توكاييف ومنذ ذلك الحين، أصبحت متقاعداً، وأنا الآن في راحة مستحقة في عاصمة كازاخستان ولم أغادر إلى أي مكان.

 

يتمتّع الرئيس قاسم جومرات توكاييف بالسلطة الكاملة، وهو رئيس مجلس الأمن، قريباً سينتخب الرئيس رئيساً لحزب نور أوتان، لذلك لا صراع ولا مواجهة في النخبة. إنّ الشائعات حول هذا الموضوع لا أساس لها على الإطلاق".

 

التعليق:

 

إن خطاب نزارباييف يشبه إلى حد كبير الاستسلام الكامل. قبل بدء المظاهرات الجماهيرية في كازاخستان، شارك نزارباييف في جميع الأحداث السياسية تقريباً في البلاد، حتّى في قمة رابطة الدّول المستقلة في 28 كانون الأول/ديسمبر 2021 في سان بطرسبرغ، شارك رئيسان من كازاخستان، الأول والحالي، في وقت واحد. من سمع عن رئيس الدولة الأسبق فكيف يتبع الذّيل الرئيس الحالي ويؤثر على القرارات السياسية؟!

 

في أواخر التسعينات، صرح نزارباييف، متحدثاً إلى الصحفيين، بمسؤولية أنّ أقاربه لن يكونوا في السلطة، ولن تكون هناك ملكية في البلاد، وأن كل شيء سيكون، كما هو مكتوب في دستور البلاد، وتنتهي فترة ولايته في عام 2000. ولكن كما نرى، حنث نزارباييف بكل وعوده وقضى أكثر من 30 عاماً في السلطة. كانت بناته، وأصهاره، وأقاربه في السلطة، وهو نفسه حكم بلا حدود، ولم يرغب في التّخلي عن السلطة حتى سُئل أخيراً.

 

غاب نزارباييف لأكثر من أسبوعين من بداية التجمعات العفوية. خلال هذا الوقت، فقد معظم أفراد عائلته في قمة السلطة مناصبهم بطريقة أو بأخرى، ثم أقاله توكاييف من منصب رئيس مجلس الأمن. يقوم الرئيس الحالي للبلاد، قاسم جومرات توكاييف، بإصدار القوانين بلا كلل وإجراء تغييرات على الموظفين في جميع المجالات.

 

منذ اللحظة التي تولى فيها منصبه، لم يسمح توكاييف لنفسه بهذه الحريات. منذ بداية التجمعات العفوية، يمكن قراءة عدد من التعيينات الجديدة على الموقع الرسمي لرئيس جمهورية كازاخستان. يتمّ ذلك عادةً بعد تولي رئيس جديد مهام منصبه، ولكن كان علينا هنا الانتظار لمدة عامين حتى التغييرات الجديدة في الموظفين. في 11 كانون الثاني/يناير، أصدر توكاييف مرسوماً بشأن تشكيل الحكومة الجديدة لجمهورية كازاخستان. وفي 19 كانون الثاني/يناير، حلّ محل وزير الدفاع في البلاد. هذا يعني أن نزارباييف تقاعد أخيراً من العمل وفقد سلطته.

 

غادر طاغية، وحل مكانه طاغية آخر. هذا هو واقع المسلمين في كازاخستان. أولاً، ساهمت الشيوعية، ثم الرأسمالية، في إبعاد مسلمي كازاخستان عن فهم الإسلام، وبالتالي أصبحوا رهائن للأفكار العلمانية. على عكس البلاد المجاورة، غالباً ما يذهب مسلمو كازاخستان إلى التجمعات والمطالبة بالإصلاحات. هذه هي فقط كل جهودهم، تتمحور حول أفكار العلمانية. وفي النهاية، يخسرون باستمرار، تماماً مثل هذه المرة.

 

قام المستعمرون بإلهاء المسلمين بمهارة عن التغييرات الأساسية. إن نظام الحكم الذي ابتكره الإنسان، والذي فرضه المستعمرون، هو أساس كل المشاكل؛ المشاكل في الداخل وفي المجتمع وفي الدولة وفي جميع أنحاء العالم. يُجبر المسلمون عمداً على حلول لا تفيد إلاّ الطغاة الأقوياء والمستعمرين، وهذه الحلول تخلق مشاكل جديدة.

 

إن الحلّ الوحيد الصحيح، سواء لمسلمي كازاخستان أو لمسلمي العالم كله، هو الإسلام. لما استنفد العالم من طغيان الجهل والظلامية، أنزل الله تعالى الإسلام حلاً لمشاكل البشرية. نحن اليوم في المحنة نفسها، حيث يُحكم العالم بالظلم، ويكون القوي على حق، والضعيف، إذا كان على حق، فهو دائماً بلا حقوق!

 

الإسلام بوصفه نظاما لحياة الإنسان والمجتمع والدولة هو القرار الصائب الوحيد. وبالتالي، سيكون الحل هو العمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. عندها فقط يجد مسلمو كازاخستان والعالم أجمع السلام والازدهار، كما وعد الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلدر خمزين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالثلاثاء, 25 كانون الثاني/يناير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع