الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته

 

 

 

الخبر:

 

مع المنخفضات القطبية خطباء الجمعة يحثون الناس على تفقد الفقراء والمحتاجين، ثم يختمون خطبهم بالدعاء للملك، ولا يذكّرونه بواجبه في رعاية شؤون الناس!

 

التعليق:

 

تتكرر مآسي الناس كل عام، وكل شتاء، وكلما اشتد البرد، إذا ساقتك طريقك إلى محطة من محطات الوقود، ترى الناس يحملون القوارير ليملأوها بالكاز (الكيروسين) لأغراض التدفئة، وتجد بعضهم لا يملك ليدفع ثمنه الباهظ، وتجدها لا تحقق التدفئة لأولاده لبضع ساعات.. فماذا يفعلون باقي اليوم؟

 

هذا حال فئة معدمة من الناس، أما حال الكثيرين، ذوي الرواتب المتدنية، والذين يعيشون دون خطّ الفقر، وهم أكثر الناس، فلا تكاد رواتبهم تكفي للضرائب والفواتير ويضاف إليها التدفئة في فصل الشتاء، ويعيشون بالحد الأدنى للحاجات الأساسية أو دون الحد الأدنى.

 

رحم الله عمر بن الخطاب الذي امتنع عن أكل السمن عام المجاعة، وقال مخاطباً بطنه: "قرقري أو لا تقرقري، لن تذوقي السمن حتى يأكله الناس"، والذي أوقد النار بنفسه للمرأة الفقيرة ليلة ولادتها، وصنع لها ولأطفالها الطعام، وأتى بزوجته لتخدم المرأة، ولقد كان رضي الله عنه ينفخ في النار ليوقدها والدخان يخرج من لحيته، وكان قد حمل كيس الطعام على ظهره من بيت المال ليوصله إلى تلك المرأة، ولم تعرف المرأة أن الرجل الذي أوقد لهم النار وأتى لهم بالطعام لم تعرف أنه أمير المؤمنين، حتى نادت عليه زوجته بقولها: يا أمير المؤمنين بشر الرجل بأن امرأته قد ولدت. ولقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يذهب كل صباح إلى بيت امرأة عجوز كفيفة، فيكنس لها البيت ويعدّ لها الطعام.

 

أما حكامنا اليوم، ورجال الحكم والوزراء ومديرو دوائر الدولة، وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية المختلفة، وذوو الرتب العالية والرواتب المرتفعة والميزات الخاصة، ومعهم النواب والأعيان، فهم في قصورهم الفارهة المكيّفة صيفاً وشتاء وسياراتهم المكيفة ومكاتبهم الفارهة، ولا يخاف أحدٌ منهم أن يسأله الله تعالى على رؤوس الأشهاد يوم القيامة؛ لا نقول عن بغلة عثرت لأنهم لم يعبدوا لها الطريق، بل عن كل فقير أو جائع أو بردان أو مريض أو مصاب أو مبتلى من الناس. ولا يقولَنّ أحد منهم إنه لا يملك شيئاً، بل كلهم شركاء في جريمة التقصير بحق رعاية شؤون الناس، منظومتكم ونظامكم الفاسد هو السبب، وأنتم الذين تثبّتونه وتطيلون عمره، فأنتم شركاء في الجريمة، جريمة هذا النظام بحق الناس، كان الأولى أن يُقتلع هذا النظام من جذوره، وأن يوضع مكانه النظام الصحيح الوحيد، نظام الإسلام الذي ضمن رعاية شؤون الناس، فلا يشبع الحاكم حتى يشبع كل الناس، ولا يستدفئ الحاكم حتى يطمئن أنه لا يوجد بردان بين الناس، ولا ينام الحاكم وواحدٌ من رعيته يتألّم، أو يقومَ بواجبه نحوه.

 

وأقول لخطباء المساجد: ذكّروا الملك بأنه راع على الناس وأنه مسؤول عن رعيته، وقولوا له: إن الله سيحاسبك يوم القيامة عن كل جائع وفقير وبردان ممن هو مسؤول عن رعاية شؤونهم، قبل أن تدعوا له في نهاية الخطبة.

 

وأختم بحديث رسول الله ﷺ: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ» رواه مسلم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خليفة محمد – ولاية الأردن

آخر تعديل علىالأحد, 30 كانون الثاني/يناير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع