الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لن تقوم الدولة الفلسطينية! لماذا؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لن تقوم الدولة الفلسطينية! لماذا؟

 

 

 

الخبر:

 

قال رئيس وزراء كيان يهود نفتالي بينيت يوم 2022/1/27 "طالما أنا رئيس حكومة لن يكون هناك تطبيق لاتفاق أوسلو. أنا من الجناح اليميني، ومواقفي لن تتغير، ما زلت أعارض إقامة دولة فلسطينية وأدافع عن دولتنا" (صحيفة إسرائيل اليوم)

 

التعليق:

 

إن يهود معهودون بنقض العهود والوعود والعقود، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في العديد من الآيات، فنقضوا ميثاقهم مع الله خالقهم فكيف لا ينقضون ميثاقهم مع المخلوق؟! ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾. نقضوا عهدهم مع رسول الله ﷺ، ونقضوا ميثاقهم مع دولة الخلافة التي حمتهم واعتبرتهم أهل ذمة في أمان وسلام عندما هربوا من مذابح الأوروبيين والصليبيين ومحاكم التفتيش في الأندلس فتآمروا ضد الدولة العثمانية مع الإنجليز الذين خططوا لاستخدامهم ضد الإسلام والمسلمين، فجلبوهم من أصقاع الأرض وأقاموا لهم كيانا ليكون قاعدة متقدمة للغرب في قلب البلاد الإسلامية كما ذكر رئيس وزراء بريطانيا الأسبق تشرشل وليس محبة في يهود، بل انتقاما من المسلمين الذين هزموهم شر هزيمة في الحروب الصليبية. وأمريكا تبنت هذا الكيان للغرض نفسه، وكل دول الغرب مع روسيا تتبنى هذا الكيان.

 

رأت أمريكا أن من الأمور الأساسية لتثبيت كيان يهود في المنطقة إقامة دولة فلسطينية بجانب هذا الكيان تكون مهمتها حمايته، فأخرجت مبادرتها حل الدولتين عام 1959 على عهد أيزنهاور. ولم تستطع أن تطبقها على تعاقب الإدارات، وقد تبنت اتفاقية أوسلو عام 1993، ولم يعترف كيان يهود فيها بدولة فلسطينية وإنما اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية التي خانت الله ورسوله والمؤمنين بسبب اعترافها باغتصاب يهود لنحو 78% من فلسطين، وبحقها العيش بأمان وسلام والتخلي عن العمل المسلح لتحرير فلسطين ونبذ ومحاربة من يحاربها، من أجل ذلك التزمت بالتنسيق الأمني الذي يعني محاربة أهل فلسطين. ونصت الاتفاقية المشؤومة على إقامة سلطة حكم ذاتي تتسلط على رقاب أهل فلسطين كما هو حاصل بالفعل. وقد سقط مشروع حل الدولتين عندما أخرجت الإدارة الأمريكية السابقة على عهد ترامب ما سمي بصفقة القرن. وعندما جاء بايدن أعلن عودة أمريكا لحل الدولتين ولكنه أعلن أنه من الصعب تطبيقه حيث أوجد يهود عراقيل تحول دون تطبيقه. ولهذا فلا يوجد احتمال لتطبيقه. وقد أعلن رئيس وزراء كيان يهود أنه يعارض إقامة دولة فلسطينية وفي الوقت نفسه يعارض تطبيق الاتفاق الأقل منه وهو اتفاق أوسلو الذي ينص على إقامة حكم ذاتي. فأصبح مشروع حل الدولتين عبارة عن ألهية يتلهى بها الحكام الخونة ويتغطون بها حتى يبرروا عدم قيامهم بأي عمل ضد يهود، لأنهم ينتظرون تطبيق حل الدولتين! علما أنه خيانة واعتراف باغتصاب يهود لأكثر أرض فلسطين.

 

ويأتي مثل حسين الشيخ أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول في السلطة الفلسطينية ليرد على رئيس وزراء كيان يهود في تغريدة على تويتر يوم 2022/1/28 ويقول: "رحيل وقيام دولة فلسطينية لن تنتظر موافقة بينيت لأنها حتمية تاريخية". فكلامه هراء وهذيان. فركنه أمريكا لم تستطع أن تقيم الدولة الفلسطينية رغم محاولاتها العديدة على مدى أكثر من ستة عقود! وإدارة بايدن تعترف بهذه الصعوبة وليست مهتمة بذلك، وجل اهتمامها الآن روسيا والصين وأوروبا مع مشاكلها الداخلية العويصة سياسية واقتصادية ومجتمعية.

 

فقادة المنظمة ومسؤولو السلطة يفتقرون لأي صدق أو إخلاص، فهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، حتى الحكم الذاتي مستبعد، فهم يرون تسويف يهود، بل رفضهم لكل ذلك ويرون عجز أمريكا، ولكنهم حتى يبقوا موظفين أذلاء منتفعين تحت "بسطار الاحتلال" كما قال كبيرهم عباس يجترون باستمرار الدعوة لإقامة دولة فلسطينية. فإذا لم يكونوا موظفين في السلطة لخدمة الاحتلال والسهر على حمايته، فلن يجدوا طريقا أخرى للنهب والسرقة من أموال الناس. فسلطتهم ومنظمتهم عبارة عن وسيلة للاقتتات بل للنهب والسرقة.

 

لقد توعد الله سبحانه في سورة الإسراء يهود بالعقاب الشديد بإرسال عباد له أولي بأس شديد يسومونهم سوء العذاب، إذا عادوا إلى الأرض المقدسة وأشاعوا فيها الفساد وعلوا في الأرض علوا كبيرا كحالهم اليوم. وقد بشر الرسول ﷺ بقتال المسلمين ليهود والقضاء عليهم.

 

والمؤمنون يعلمون علم اليقين أنه لن تتحرر فلسطين إلا بالجهاد، وهم متيقنون من وعد الله وبشرى رسوله ﷺ بتحريرها والقضاء على يهود، وسيكون ذلك بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة حيث ستنزل في بيت المقدس ويصلي خليفة المسلمين في المسجد الأقصى. فخاطب رسول الله ﷺ أحد أصحابه قائلا: «يَا ابْنَ حَوَالَةَ، إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ أَرْضَ الْمُقَدَّسَةِ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَابِلُ وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنَ النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ» (أبو داود) ومعنى ذلك أن الخلافة ستقام في مكان ما من بلاد الإسلام، ومن ثم ينتقل مركزها إلى بيت المقدس ليكون عاصمة الخلافة الأخيرة إلى يوم القيامة. وما يؤكد ذلك تهيئة الله لأسباب ذلك، وإن الله إذا قضى أمرا هيأ له أسبابه. فقد وجد بفضل الله ورحمته على المؤمنين حزب التحرير فتبنى فكرة الخلافة ويعمل لها ليل نهار وقد أوجد لها رأيا عاما وهي على وشك أن تقام بإذن الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

آخر تعديل علىالإثنين, 31 كانون الثاني/يناير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع