الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الغرب يريدُ مسلمين بلا إسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الغرب يريدُ مسلمين بلا إسلام

 

 

 

الخبر:

 

تتزاحم الأخبار التي تتحدثُ عن السياسات والإجراءات التي ينتهجها الغرب تجاه الجاليات المسلمة التي تعيش فيه، ولعل أخبار فرنسا وجهدها الدؤوب لصناعة إسلام فرنسيٍّ وإذلال المسلمين، وأخبار السويد وسياساتها التعسفية حيال المسلمين عبر استهداف أبنائهم بانتزاعهم من عائلاتهم بشكل ممنهج وإعطائهم لعائلات غير مسلمة أو من الشواذ جنسيا لتربيتهم، هي الأخبار الفاقعة هذه الأيام، علماً بأن الغرب قاطبة يشترك في استهداف المسلمين ولو بأساليب مختلفة ولكنها تهدف إلى النهايات نفسها؛ مسلمين بلا إسلام.

 

التعليق:

 

لا يتفاجأ من سياسات الغرب تجاه المسلمين ومنذ البدايات إلا من جهل الإسلام من جهة وجهل الحضارة الغربية الرأسمالية ذات الإرث الصليبي من جهة ثانية.

 

عند الغرب ثابتان هما: حاجته الماسة إلى مهاجرين، والمسلمون منهم، ورفضه للإسلام عقيدة وممارسة ومظاهر ومشاعر عامة.

 

ولذلك كان هدف الغرب الدائم وطويل الأمد هو صهر المسلمين في الحضارة الغربية وتذويبهم.

 

وفي حين استغل الغرب ضعف المسلمين لفرض سياساته وتحقيق أهدافه، فقد نوَّعَ الأساليب للوصول إلى غايته، ففي البداية وفي منتصف القرن الماضي وقبله عندما فتح أبوابه للهجرات الكبيرة والتي كان الغرب بأمسِّ الحاجةِ إليها، طرح الغرب وبقوة شعارات الديمقراطية وضمان الحريات الشخصية والعقدية وحرية الرأي.

 

ثم بدأ باستخدام أساليب القوة الناعمة، عبر ما أسماه سياسات التعايش والتلويح بالجزرة لمن يستجيب له.

 

وانشغل الغرب بصناعة قيادات ومظلات إسلامية ضعيفة فكرياً ومعنوياً ومبهورة بالغرب وغير واثقة من نفسها.

 

وأخطر ما فعلته هذه الفئة هي إضعاف المسلمين عبر ما سُمِّي (فقه الأقليات) الذي أخذت تنشره على أنه الأصل، ففتحت بذلك الباب أمام المزيد من الضعف وبررت التنازلات من قبل المسلمين، ما جعل الغرب يمعن في ضغوطاته بينما يزداد أولئك إمعانا في فقه الأقليات، فقه صناعة الضعف وشرعنته.

 

وقد صاحب كل ذلك التلويح بالعصا الغليظة بالترويج لليمين المتطرف الغربي والذي يمارس أو يهدد باتخاذ إجراءات دموية ضد المسلمين.

 

على المسلمين في الغرب أن يتوقفوا عن اتباع نهج الضعف والخنوع، فهم ليسوا ضيوفاً بل رعايا، لهم كامل الحقوق، والغرب لا يمنُّ عليهم بشيء، بل هو بحاجتهم وهم يعيشون من كدِّهم وعرق جبينهم.

 

وهم ليسوا أقليات منبتّة لا أصل لها، بل هم جزء لا يتجزأ من أمة كبيرة وعريقة، ولها مستقبلها لا بل وحاضرها رغم ضعفه.

 

المسلمون لا يطلبون شيئاً أكثر مما كان الغرب قد وعدهم به عندما استقبلهم، وأن تتوقف السياسات التمييزية المعادية للمسلمين والإسلام.

 

وعلى الغرب أن يعلم أن استقرار المجتمعات لن يحصل ولن ينعم به أحد إذا تعرضت بعض فئات المجتمع للظلم وخصوصاً إذا كان ممنهجا، ومهما كان حجم تلك الفئات.

 

رفع الصوت عاليا وبقوة وجرأة وصراحة هو المطلوب، والتمسك بما يمليه علينا ديننا كأفراد وأسر مسلمة وما يتطلبه ذلك.

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس إسماعيل الوحواح

آخر تعديل علىالأربعاء, 09 شباط/فبراير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع