الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مآسي أطفال وجشع حكام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مآسي أطفال وجشع حكام

 

 

الخبر:

 

أعلنت مؤسسة تعليمية تربوية تركية تعد من أقدم المؤسسات التعليمية في تركيا، أن مئات آلاف الأطفال الأتراك تخلّوا عن دراستهم إما كلّياً أو جزئياً خلال العام الدراسي الماضي 2020 ـ 2021، وذلك على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ سنوات، حيث ارتفاع معدّلات التضخّم ونسبة العاطلين عن العمل وتدهور سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.

 

وحذّرت جمعية التعليم التركية في تقريرٍ نشرته حديثاً من تداعيات استمرار مئات آلاف الأطفال في التخلي عن دراستهم، فهو أمر يؤثر على مستقبل تركيا، بحسب ما جاء حرفياً في تقرير الجمعية التي تهتم بشؤون التعليم في مراحله الأولى.

 

وكشفت الجمعية التركية أن "676 ألف طفل ممن تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً اسُتبعِدوا من النظام التعليمي في العام الدراسي 2020 ـ 2021 بشكلٍ جزئي، بمعنى أنهم لم يلتحقوا بمدارسهم بشكلٍ منتظم"، في حين أن 155938 طفلاً آخرين تخلّوا عن تعليمهم كلياً لعدم قدرة عائلاتهم على تحمّل مصاريفهم، وفق ما كشفت هاجر فوجو مديرة شبكة الفقر المدقع التركية.

 

وجاء في تقرير الجمعية التركية أن "الفقر يرغم العائلات ذات الدخل المحدود بالتحاق مئات الآلاف من الأطفال بسوق العمل رغم صغر سنهم، الأمر الذي يعني أن الأطفال الذين تخلّوا عن تعليمهم تحوّلوا لعاملين على ما يبدو. (العربية.نت ـ 06 شباط/فبراير 2022م)

 

التعليق:

 

تتوالى المآسي على أمتنا كقطع الليل المظلم، من أزمة إلى أزمة ومن مصيبة إلى كارثة، من أطفال السويد إلى ريان، إلى نساء وأطفال في ثلج الخيام، أو على شواطئ بحار هادرة، أو على أسلاك حدود شائكة تضج بجثث مجمدة، فروا من جور الحكام وظلم اللئام، إلى جب عميق لا يدرون أيخرجون منه أم يصبحون سبقا صحفيا تتناقله الكاميرات ويتبارى المعلقون في طرح القصص، واستدرار الدموع؟!

 

وهذه تركيا التي تحمل لواء الإنسانية، وترتدي رداء العلمانية، تزج بأطفالها إلى أتون الرأسمالية، التي لا ترحم طفلا، ولا ترأف بشيخ، ما يهمها هو الربح المادي.

 

وحكومة أردوغان التي لا تشذ عن مثيلاتها، في مستوى الرعاية المتدني للشعب، في مقابل ما تقدمه تلك الحكومة من تسهيلات في نشر الرذيلة، وفتح البلاد للكفار يعيثون فيها فسادا، ونحن لا نجد هذا أمرا غريبا في بلاد فتحت أراضيها لتنطلق منها طائرات تقصف أطفال سوريا ونساءها وتدمر البيوت على رؤوس أصحابها.

 

فكيف له أن يهتم لمستقبل أطفال تركوا الدراسة، لثقل الكاهل واندفع هذا الكائن الغض النضر لسوق العمل أو إلى ساحات أو شوارع لبيع أشياء، ويأتي بالقليل للمشاركة في دعم دخل العائلة، وهم يتشدقون بحقوق الطفل، والمحافظة عليها أمام كاميرات الإعلام، أما وراءها، فتنتهك الحقوق وتستباح الحرمات.

 

وستبقى هذه الحال من سوء الرعاية، أو حتى انعدامها وتستمر المآسي، حليفة الأطفال الذين فقدوا الرعاية اللازمة، إلى أن يأذن الله أن تقوم دولة ترعاهم وتحتضنهم، إلى أن ينهوا تعليمهم ثم تجد لهم عملا وتقدم كل ما هو واجب عليها، ولن يكون هذا إلا بتغيير الواقع إلى دولة الخلافة، التي يكرم فيها الإنسان لأنه إنسان، ويرعى فيها من طفولته إلى أن يصبح إنسانا له مكانته العلمية أو العملية، محققا كل طموحاته، ويجب علينا في هذه الأيام التي تذكرنا بذكرى هدم الخلافة، أن نغذ السير في سبيل استئنافها لنحافظ على أبنائنا من الضياع الذي سببته له هذه الأنظمة البالية التي لا تراعي في مؤمن إلا ولا ذمة.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نسيبة إبراهيم

 

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الجمعة، 11 شباط/فبراير 2022م 10:40 تعليق

    لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حل ولا خلاص إلا بالخلافة الراشدة اللهم هيئ سبيل إقامتها ورفع رايتها

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع