الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
انتخابات ديمقراطية في ظل أنظمة الكفر أم البيعة لخليفة في ظل دولة الخلافة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

انتخابات ديمقراطية في ظل أنظمة الكفر أم البيعة لخليفة في ظل دولة الخلافة؟

 

 

 

الخبر:

 

ستجرى انتخابات رئاسية مبكرة يوم 12 آذار/مارس، بقرار من رئيس تركمانستان قربانغولي بيردي محمدوف في المجلس الوطني لمجلس الشعب. وفي هذا السياق انطلقت دعاية سيردار بيردي محمدوف، نجل الرئيس قربانغولي بيردي محمدوف، المرشح لرئاسة الجمهورية، في مكاتب تركمانستان في إقليمي البلقان وليباب. (راديو أزاتليك – تركمانستان – 2022/02/18م)

 

التعليق:

 

بيردي محمدوف، الذي أصبح رئيساً بالنيابة بعد وفاة نيازوف في 21 كانون الأول/ديسمبر 2006، انتخب رئيساً في شباط/فبراير 2007. وفقاً للمراقبين الدوليين، يدير بيردي محمدوف أحد أكثر الأنظمة قمعاً وانغلاقاً في العالم اليوم. في واقع الأمر فإنه يمنع الوصول إلى الإنترنت على أعلى مستوى من أجل عزل الناس عن الأخبار العالمية، ومنع تواصلهم مع بعضهم بعضاً ومنع انتقاد النظام. في الواقع وصلت هذه الممارسة إلى الحد الذي تقوم به الحكومة بجمع أطباق الأقمار الصناعية! ومن أكبر ضغوط هذا النظام أنه لا يسمح باستخدام تعبيرات دينية وسياسية بديلة، ويعاقب بشدة كل من ينتقد النظام. لهذا السبب تعد تركمانستان واحدة من الدول التي يوجد بها أكبر عدد من السجناء السياسيين بين الجمهوريات التركية. بيردي محمدوف الذي أراد ضمان استمرار كل هذه الضغوط ومنع أي انتفاضة أو رد فعل ضد النظام وضع أقاربه وزملاءه في أهم مؤسسات النظام. لهذا السبب يستخدم عنوان "الجبل الخلفي" والذي يعني الحامي.

 

لكل هذه الأسباب أصبح الشعب المسلم في تركمانستان متردداً في النطق بكلمة واحدة ضد النظام ناهيك عن انتقاده. لكن شعب تركمانستان، خاصة بعد ثورات الربيع العربي كسر قيود الخوف وبدأ يرفع أصواته ضد نظام الدكتاتور بيردي محمدوف ويعبر عن عدم رغبته في أنظمة ديكتاتورية بعد الآن. حتى أثناء انتفاضة كازاخستان، بدأ شعب تركمانستان في دعوة حساباتهم على وسائل التواصل لإظهار دعمهم لإخوانهم المسلمين هناك. علاوة على ذلك بدأوا دعاية مكثفة على وسائل التواصل مفادها أن شعب تركمانستان يجب أن ينهض أيضاً من أجل الإطاحة بهذا النظام الديكتاتوري. ومع ذلك عندما أدرك النظام الدكتاتوري ذلك، تدخل في جميع حسابات وسائل التواصل وحاول منعها. حتى أثناء انتفاضة كازاخستان كان النظام الديكتاتوري الذي كان يخشى خروج الناس إلى الشوارع والتظاهر ضده يريد بث الخوف في قلوب الناس من خلال اعتقال بعض النشطاء المعارضين للنظام سواء في روسيا أو تركيا. في الواقع قام بيردي محمدوف الذي شعر بغضب شعب تركمانستان، خاصة بعد الانتفاضات في كازاخستان بإبلاغ مجلس الشعب للمجلس الوطني بشكل مفاجئ بقرار الانتخابات المبكرة من أجل استغلال هذه المشاعر لدى الشعب ومنعهم من التحول إلى تغيير حقيقي صحيح. وأشار إلى "السماح للشباب في إدارة الدولة" كسبب لإجراء انتخابات مبكرة. بالطبع على الرغم من أن النظام الدكتاتوري استخدم تعبيراً عاماً "الشباب" إلا أنه كان يقصد ابنه سيردار، لأنه أظهره كمرشح رئاسي في الانتخابات. وهكذا بحجة الانتخابات يريد أن يسلم السلطة إلى ابنه لقمع غضب الشعب على النظام ولاستمرار ديكتاتوريته. ومع ذلك لم يعد الشعب المسلم في تركمانستان في موقف يخشى النظام ويفقد الوعي ويخضع لكل أوامره كما ظن بيردي محمدوف. لأنه من بين الناس بدأ الأشخاص اليقظون الذين فهموا تزوير انتخاب بيردي محمدوف في نشر حساباتهم على مواقع التواصل مفادها "لا نريد أن يغادر بيردي محمدوف، ولكن جميع أقاربه، بمن فيهم ابنه، وأن تتخلص البلاد منهم".

 

يا أهل تركمانستان: بالطبع من الرائع أنكم تعارضون النظام الديكتاتوري وتريدونه أن يتغير. ولكن الطريقة للقيام بذلك ليست بانتخابات ديمقراطية واستبدال الدكتاتور بيردي محمدوف وعائلته وجلب أسرة أخرى. وإنما السبيل للقيام بذلك هو إعادة دولة الخلافة بشكل عاجل والتي مرت 101 عام هجري على هدمها. فالخلافة وحدها هي التي ستقضي على القوى الاستعمارية مصاصي الدماء الذين يطاردون العالم وامتداداتهم الحكام العملاء في البلدان الإسلامية، وهي التي تحل مشاكل الأمة الإسلامية حسب كتاب الله وسنة رسوله ﷺ. لذا لا تنخدعوا بهراء الانتخابات الديمقراطية التي تستخدمها الأنظمة الكافرة كستار للتغطية على خيانتها وقمعها وظلمها، بل أظهروا كل سعيكم وجهودكم لبيعة الخليفة الذي يعاملكم بما يرضي ربكم. إذن هل هي انتخابات ديمقراطية في ظل أنظمة الكفر أم البيعة لخليفة في ظل دولة الخلافة؟ قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف: 74].

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رمضان أبو فرقان

آخر تعديل علىالأحد, 27 شباط/فبراير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع