- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
زمن موت القارة العجوز
الخبر:
انطلقت المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول، وسط تأكيد تركي على إمكانية التوصل إلى حل مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها الخامس. (الجزيرة نت)
التعليق:
الثلاثاء 29 آذار/مارس 2022 بدأت جولة جديدة من المفاوضات، والتي سبقتها ثلاث جولات عقدت في المنطقة الحدودية لبيلاروسيا وأخرى عبر محادثات عن بعد.
وباعتبار أن تركيا لها علاقات جيدة مع الطرفين وهذا صعب استيعابه، فهي تبيع سلاحا لأوكرانيا (الطائرات المسيرة)، وأيضا سمحت بعبور بارجات روسية وتجمعها علاقات قوية جدا مع روسيا وخاصة في الملف السوري.
إن هذه المفاوضات في تركيا تبدأ مع دخول الحرب شهرها الثاني، وقد التقى الجانب التركي كل وفد على حدة، وأعرب أردوغان بعد اجتماع مجلس الوزراء في أنقرة، عن أمله التوصل إلى وقف مبكر لإطلاق النار معتبرا أن المفاوضات تسير في الاتجاه الإيجابي.
وتطالب كييف بانسحاب فوري للقوات الروسية وضمانات آمنة بينما تطالب موسكو بحيادية أوكرانيا، وبالتخلي عن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والاعتراف بالمناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا كمنطقة مستقلة، والاعتراف بشبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود التي ضمتها روسيا في 2014.
إن الناظر للمشهد يجد أن أمريكا وأدواتها هي وحدها التي تتحرك على الساحة الدولية في مسألة أوكرانيا من حيث المفاوضات، فعرّابها في المنطقة هو الذي استلم إنهاء هذه الأزمة، وقد طالب أردوغان سابقا بأن تمنح روسيا بياض الوجه في انسحابها، وهذا كلام موجه للأوروبيين الذين لم يحركوا ساكنا، وقد بلعوا الطعم وهم يعلمون أن مذاقه مر.
فويل لهم من الفخ الذي نصبته لهم أمريكا وويل لهم من أزمة داخلية تعصف بالطاقة وأيضا تعصف بمستقبل اليورو إذا ما نفذت روسيا قرارها ببيع الغاز حصرا للأوروبيين بالروبل، وهذا سوف يجعل اليورو لا يستطيع الخروج ويؤدي إلى تضخم كبير قد يؤدي إلى انحلال عقد الاتحاد الأوروبي، وهذا الأمر قد يكون أصبح زمانه قريبا لما يعتلي أوروبا من ضعف وقلة حيلة وأزمة داخلية وخارجية وعدم ثقة بقدرات اتحادها في حماية دوله.
إن سيطرة أمريكا على الواقع الحالي يؤدي إلى إظهار ضعف أوروبا للعلن ما سوف يدفع الدول الأوروبية التي هي خارج الناتو إلى الالتحاق به لتكون تحت ظل الحماية الأمريكية وهذا ما أعدت له أمريكا أول الأزمة.
إن ازدواجية المعايير التي مارستها أوروبا علينا الآن تمارسها عليها أمريكا وتحرمها من أن تشكل قوة أوروبية لحماية دولها ومع محاولة ألمانيا الدعوة إلى تشكيل قوة تدخل سريع أوروبية قوامها 5000 جندي حيث قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينية لامبرشت في بروكسل يوم الاثنين 21 آذار/مارس 2022، إنه يجب أن تكون هناك قوة للتدخل السريع خاصة للدول الأوروبية.
إن العالم اليوم يعاني من الهيمنة الأمريكية التي لا تأبه إلا لمصالحها على حساب دماء البشر مهما كان لونهم أو عرقهم أو دينهم. فهي تسعى إلى السيطرة الكاملة، وبعد أن وضعت أوروبا تحت جناحها وظنت أنها أنهكت المسلمين بتقسيمهم وما أحدثته من شروخ، فهي الآن تتجه إلى محاكمات الصين لإخضاعها حتى تستطيع إعادة سيطرتها على العالم، ولكن هذا لن يكون فإن آلام البشرية سوف تصرخ في وجهها، وإن مارد الإسلام قادم لا محالة فهو الحل الوحيد والصحيح الذي يستطيع نقل البشرية من هذا الظلم غير المسبوق إلى عدل الإسلام ومنهجه الرباني فيخلص البشرية من هذا الظلم ويرسي عدالة الإسلام مكانه.
يا أيها الشرفاء في بقاع الأرض: يجب إنهاء هذا النظام الجشع الذي أهلك الحرث والنسل، وقد آن لنا أن نقتلعه من جذوره وأن نتطلع إلى النظام الذي يحقق لنا السعادة والعيش الهنيء.
قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي