- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
من أين أتتك الجرأة يا برهان لتهدد فولكر بالطرد؟!
الخبر:
دعا رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان رئيس بعثة يونتامس فولكر بيرتس بالكف عن التمادي في تجاوز تفويض البعثة الأممية والتدخل السافر في الشأن السوداني.. محذراً من أن ذلك سيؤدي إلى طرده من البلاد. (صحيفة السوداني 2022/04/02م).
التعليق:
ما الذي أثار حفيظة البرهان حتى يهدد فولكر (الحاكم الفعلي) للسودان بالطرد؟!
من المعلوم في السودان أن بعثة يونتامس التي يرأسها فولكر بيرتس والتي جاءت بقرار من مجلس الأمن الدولي تحت الرقم 2425 بناءً على الطلب الذي قدمه حمدوك رئيس الوزراء السابق في أوائل العام 2020، ومن مهام هذه البعثة المساعدة في التحول الديمقراطي في البلاد، وتعزيز حقوق الإنسان والسلام المستدام، ودعم عمليات السلام وغيرها. وهذه البعثة تأتي ضمن الصراع الدائر بين العسكر رجال أمريكا وبين المدنيين رجال بريطانيا. وبالرغم من أن هذه البعثة هي فكرة بريطانيا للضغط على رجال أمريكا إلا أن أمريكا كان لها الدور الأكبر في اختيار رئيس البعثة حتى لا يكون شخصاً يستطيع أن يعرقل مخططات أمريكا في السودان، فكان فولكر أخف ضرراً على أمريكا. إلا أن الانقلاب الذي قام به البرهان في 2021/10/25 قد قلب الموازين وجعل سيطرة العسكر على مقاليد الأمور في السودان أكثر وضوحاً ومع ذلك سمح برهان لفولكر بالتحرك كما يشاء يقابل حتى لجان المقاومة، إلا أن القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون كانت عندما قدم فولكر تقريره لمجلس الأمن يوم الاثنين 03/28 والذي جاء فيه أن السودان بدون حكومة عاملة منذ استيلاء العسكر على السلطة وأن الحالة الاقتصادية والأمنية آخذة في التدهور وأن الوقت ليس في صالح السودان، كما تحدث عن القمع الذي يمارس على المتظاهرين السلميين، إضافة إلى الاعتقالات التي طالت السياسيين وغيرهم، وغيرها من الأمور التي لم تعجب حكومة العسكر في السودان، حيث رد ممثل الحكومة في الأمم المتحدة بأن التقرير الذي قدمه فولكر تضمن العديد من المعلومات المغلوطة أو المبالغ فيها، واعتبر أن أداء البعثة كان دون التوقعات. إذاً فإن أمريكا وصلت لقناعة بأن هذه البعثة يجب أن توقف عند حدها ولذلك أوعزت للبرهان أن يقول ما قال وهو الذي كان سابقاً كأنه موظف عند فولكر يعطيه التقارير ويسمح له بأن يفعل ما يشاء.
ما كان لأمريكا أو أوروبا وبعثة أممها أن يفعلوا ما يشاؤون لو كان السودان يملك زمام أمره أو لو كان للأمة جنة يقيها من تدخل الكافرين الذين أوصلونا بسياساتهم التي ينفذها عملاؤهم إلى حافة الهاوية؛ تبعية مقيتة في الحكم والسياسة وضنك في العيش عبر تطبيق إملاءات صندوق النقد الدولي المهلكة.
لن نخرج من هذا المستنقع الآسن إلا بالعمل الجاد والمخلص مع حزب التحرير لتحرير الأمة من أنظمة الكفر وسلطانه وإعادة سلطان الإسلام بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تقطع دابر الكافرين وأذنابهم من بلادنا؛ بل وتغزوهم في عقر دارهم لا لنهب ثرواتهم كما يفعلون وإنما لهدايتهم وإخراجهم من ظلمات الكفر والرأسمالية الجائرة إلى نور الإسلام وعدله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان