الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الغذاء والمأوى للأوكرانيين، والمجاعة والتشريد للمسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الغذاء والمأوى للأوكرانيين، والمجاعة والتشريد للمسلمين

 (مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت وكالة الأنباء العربية (الجزيرة) اليوم ما لم تعتبره أي وكالة أنباء غربية مهماً: "إنّ العائلات تخشى أنّ الأمم المتحدة تقلّص المساعدات الغذائية إلى شمال غرب سوريا". ونُقل عن متحدث باسم برنامج الغذاء العالمي توضيح مفاده "بالنسبة لشمال غرب سوريا، يعني هذا أنه اعتباراً من أيار/مايو 2022، ستنخفض سلة الغذاء من 1300 إلى 1170 سعراً حرارياً لكل شخص"، ما سيؤثر على حوالي 1.3 مليون شخص هم جزء بسيط من 12 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي في سوريا.

 

التعليق:

 

اللاجئون النازحون داخلياً في سوريا يتضورون جوعاً منذ سنوات، يموتون من البرد في خيامهم، ويموتون من المرض ويعيشون على فتات من المساعدة، والآن كل هذا سيتناقص. ومن بين أولئك الذين لجأوا إلى الغرب، تلقى هؤلاء الذين وصلوا فعلاً استقبالاً مختلطاً في أوروبا؛ فتحت ألمانيا أبوابها لفترة وجيزة في البداية ولكن سرعان ما انتشرت موجات العنصرية ما أدّى إلى إقامة الأسوار وإغلاق الحدود البرية. ثم انتقل اللاجئون الفارون من طغيان الأسد المتعطش للدماء إلى البحار في قوارب صغيرة، وقد غرق الكثير منهم وتمّ تصوير سفن تابعة للاتحاد الأوروبي وهي تسحب قوارب اللاجئين إلى البحر لمنعها من الهبوط على الشواطئ الأوروبية. مع استمرار ارتفاع أعداد اللاجئين وظهور المشاهد المقلقة للأطفال الغرقى، أصبحت السياسات الأوروبية أكثر ذكاءً وتضمنت صفقات مشبوهة مع حكومات شمال أفريقيا للقيام بعملها القذر من خلال منع اللاجئين بوحشية من مغادرة سواحل شمال أفريقيا. كانت هناك أيضاً صفقات مع تركيا لإبقاء اللاجئين داخل تركيا، حيث أصبحوا بعد ذلك كرة قدم سياسية يتمّ كبحهم وإطلاق سراحهم بدورهم مع اندلاع التوترات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

 

إنّ التناقض مع استقبال اللاجئين الأوكرانيين الفارين من وحشية الغزو الروسي لا يمكن أن يكون أكبر. قبل أسبوع، اعتذرت بريتي باتيل، وزيرة الداخلية البريطانية، لأن 12000 لاجئ أوكراني فقط تمكنوا من الوصول إلى بريطانيا، لكن رئيس وزرائها بوريس جونسون، أعلن أمس أن اللاجئين الذين يعبرون القناة إلى بريطانيا سيتمّ إرسالهم إلى رواندا، وهي دولة تشتهر فيها الإبادة الجماعية والفساد، وسيكون هؤلاء اللاجئون في الغالب من المسلمين.

 

على الرغم من هذه الفوارق، لفتت المجاعة غير الملحوظة للاجئين السوريين في خيامهم انتباهي أكثر، ويمكن أن يضاف إلى هؤلاء الضحايا الجوعى للحرب في اليمن، حيث تحدث كارثة إنسانية غير مسبوقة تغذيها الأسلحة الغربية، والفلسطينيون غير المرئيين. نعم، يتصدر الفلسطينيون عناوين الصحف أحياناً إذا قُتل أو جُرح عدد كاف منهم، مثل 150 تعرضوا للضرب والغاز والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي هذا الصباح أثناء الصلاة في المسجد الأقصى بالقدس، ولكن عادةً ما تمرّ معاناتهم دون أن يلاحظها أحد. لطالما كان الأمر كذلك، لكن الحرب في أوكرانيا جعلت النفاق الغربي مقززاً بشكل مضاعف. صواريخ جافلين المضادة للدبابات وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات لأوكرانيا لمحاربة روسيا، لكن لا "ستينغر" أو "جافلين" للفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم! علاوةً على ذلك، مثلما تفتقر الأمم المتحدة إلى الأموال المخصصة للاجئين السوريين، يتمّ أيضاً تقليص برامج اللاجئين المخصصة للفلسطينيين، في حين يتم إصدار إعلانات يومية عن حزم مساعدات إنسانية وعسكرية ضخمة للأوكرانيين. وهذه ليست سوى جزء بسيط من التفاوتات. يزعم الغرب أنه يدعم وحدة أراضي أوكرانيا، لكنه قطّع أوصال البلاد الإسلامية عدة مرات، إما بشكل مباشر من خلال الغزو، أو بالاعتراف بمكاسب أصدقائهم، مثل ضمّ كيان يهود لمرتفعات الجولان. هل يجب على المسلمين الاستياء من مثل هذه التفاوتات؟

 

تعترف الأيديولوجية الغربية بالمساواة بين الرجل والمرأة من الناحية النظرية، لكنها في الواقع ليست قوية بما يكفي لتجاوز الميول العرقية التي ابتليت بها أوروبا الحديثة. يزعم السياسيون الأوروبيون أنهم يتحدثون عن الإنسانية والمثل الإنسانية المشتركة، ويزعمون أنهم مدافعون عن الخير ضدّ قوى الظلام في العالم. ومع ذلك، فإن الإسلام هو الوحيد القادر على جعل الأبيض والأسود متساويين في الممارسة العملية، وبدلاً من الاستياء من التفاوت الأوروبي الحتمي، يكفي أن نكشف لأولئك الذين لم يروا بأنفسهم المحاولات المعيبة والساخرة للحكومات الغربية لتصوير نفسها على أنها شيء هم بالتأكيد ليسوا كذلك ولن يكونوا أبداً.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

آخر تعديل علىالثلاثاء, 25 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع