الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
«أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ»

بسم الله الرحمن الرحيم

 

«أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ»

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 1 نيسان/أبريل 2022، ذكر الرئيس العام للمجلس التنفيذي لنهضة العلماء يحيى خليل ستاكوف أن وضع الكافر لا بد أن يترك ولا يستعمل في وقت الحاضر. وقال يحيى: "في ذلك الوقت، توصلنا إلى أن فئة غير المسلمين أو الكافر كانت في الواقع غير ذات صلة في سياق الدولة القومية الحديثة". وفي 3 نيسان/أبريل 2022، خلال درس التراويح في مسجد جامعة جاجاه مدى، يوجاكرتا، إندونيسيا، قال الوزير المنسق للقانون وحقوق الإنسان، محمد محفوظ محمودين: "لا يجوز لنا ونُمنع من تشكيل دولة مثل تلك التي شكلها الرسول. لا يجوز. إنه حرام". ورأى أن المهم ليس بدولة الإسلام، بل الدولة الإسلامية أي دولة تطبق القيم الإسلامية. وبالإضافة إلى ذلك، من خلال خطاب المدير العام للتربية الإسلامية رقم D-881 / DJ / PP. 2022/04/03، أوقفت وزارة الأديان مؤقتاً طلب الحصول على تصاريح جديدة لتعليم القرآن للطفولة المبكرة ومدارس تحفيظ القرآن. سيدخل هذا حيز التنفيذ في 11 نيسان/أبريل 2022. وتساءل عضو البرلمان الإندونيسي، بخاري يوسف، "لماذا الوقف؟ شكك العديد من جمهورنا في الأسباب الحقيقية وراء القرار. علاوة على ذلك، فقد تم تنفيذ الوقف تزامنا مع شهر رمضان لذلك اعتبر غير لائق" (2022/4/15).

 

التعليق:

 

1. كل الأحداث المذكورة أعلاه تبين كيف تستمر الجهود المبذولة للتخلص من أفكار الإسلام. بدءاً من طمس مصطلح الكفر، ما يجعل من الصعب إنشاء مراكز لتحفيظ القرآن، ومنع إقامة دولة على غرار دولة النبي ﷺ بل تحريمها. وهذا يؤكد أن حكومة هذه البلاد قد انفصلت عن القرآن. قال الرسول ﷺ: «أَلَا إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: «كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرَ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ» رواه الطبرانى.

 

2. والقول بتحريم إقامة دولة على طراز دولة النبي ﷺ هو جرأة على الله ورسوله وضرب لأحكام الإسلام. ألم يقل الله سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ [الأحزاب: 21]. فكان رسول الله ﷺ قدوة في كل شيء بما في ذلك الدولة. فكيف يلزم الاقتداء بالنبي في الصلاة والزكاة والحج، ولكن يحرم الاقتداء به في نظام الحكم والدولة؟! لم يكن تصريح الوزير قائما على الدليل، بل على هواه. وفي هذا يقول الإمام الشافعي في كتابه الرسالة ص.39: "أَنَّ لَيْسَ لاَحَدٍ أَبَداً أَنْ يَقُوْلَ فِي شَئْ حِلٌّ وَلاَ حَرَمٌ إِلاَّ مِنْ جِهَةِ الْعِلْمِ وَجِهَةُ الْعِلْمِ الخَبَرُ فِي الْكِتَابِ أَوْ السُّنَةِ أَوْ الإِجْمَاعِ أَوْ الْقِيَاسِ".

 

3. وفي الواقع، من الواضح جداً أن نظام الحكم الإسلامي الوحيد، على غرار حكم النبي، هو الخلافة. وإذا ذكرت الدولة الإسلامية فالمقصود هو الخلافة. كما قال الرسول ﷺ: «تَكُوْنُ النُّبُوَّةُ فِيْكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُوْنَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا - إلى أن قال - ثُمَّ تَكُوْنُ خِلاَفَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد. كتب أحد علماء إندونيسيا وهو الشيخ سليمان رشيد في كتابه "فقه الإسلام" فصلاً عن "الخلافة" عام 1968م ذكر فيه أن الخلافة كانت فرض كفاية. واتفق العلماء على فرضه. كما ذكر الشيخ عبد الرحمن الجزيري توفي 1360هـ في "الفقه على المذاهب الأربعة" ج 5، ص 416 "اتَّفَقَ اْلأَئِمَّةُ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالىَ عَلىَ أَنَّ اْلإِمَامَةَ فَرْضٌ".

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد رحمة كورنيا – إندونيسيا

آخر تعديل علىالثلاثاء, 25 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع