- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الزكاة.. فأين بقية أحكام الإسلام كيف ستطبقونها ومتى؟!
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في صنعاء يوم الخميس 21 نيسان/أبريل الجاري خبراً بعنوان "وزير التعليم العالي: ما نشاهده اليوم ونسمعه عن هيئة الزكاة يثلج الصدر في ذهاب الزكاة إلى مصارفها الشرعية التي حددها الله تعالى" جاء فيه "أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب إلى أن مشروع الشهيد صالح الصماد الذي تموله هيئة الزكاة لآلاف الفقراء يأتي في إطار كثير من المشاريع التي دعا إليها وأسس لها الشهيد الصماد ومشروعه النهضوي " يد تحمي.. يد تبني".
التعليق:
في البداية يعرف أهل اليمن بأن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وأدلتها معروفة وأن مقدارها ربع العشر 2.5% من المال الذي بلغ النصاب وحال عليه الحول. ونصابها 20 ديناراً ذهباً "85 جرام" - أي ما يعادل 3.400.000 ريال اليوم باحتساب جرام الذهب 24 قيراط بـ 40.000 ريال - وأن الفرض عليهم هو أداؤها. إلا أننا نرى أن اهتمام الحوثيين بالزكاة قد أحس به الناس عند حرصهم على أخذها منهم، وفاق الوصف في التعسف بأخذها بغير نصابها، وفي أخذها من غير أعيانها التي حددها الشارع، فهي تؤخذ اليوم على العقارات المؤجرة ومن الحطب والأحجار والمياه وعداها، حتى بلغت إيرادات عائدات الزكاة عشرات المليارات من الريالات، ينفقها الحوثيون على من يشاؤون، ويحجبونها عن غيرهم، حتى مع اتساع دائرة الفقراء والمساكين منذ قدومهم أكثر مما كانت عليه.
والسؤال الذي يطرح نفسه أين الاهتمام بتطبيق بقية أحكام الإسلام عدا الزكاة؟ فليفهم الناس أن الحوثيين يتعاملون كرأسماليين ذرائعيين حقيقيين، يتبعون المنافع ويبررون لأنفسهم الاستحواذ عليها، وينتقون من أحكام الإسلام ما يريدون، حتى يكاد يلفت الانتباه لأفعالهم قوله تعالى ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾؟!
إن الزكاة حكم شرعي واحد يجب تطبيقه إلى جانب بقية أحكام الإسلام في السياسة كمبايعة خليفة للحكم بالإسلام، وتوحيد بلاد المسلمين المجزأة تحت راية العقاب، وإزالة الحدود المصطنعة فيما بينها، والاقتصاد بإنشاء بيت مال للمسلمين وتقسيم دواوينه، وإشباع حاجات الناس الأساسية من دون تمييز، ومنع الربا ومحاربته، والتعامل المالي على أساس المعدنين من ذهب وفضة، والاجتماع في تنظيم علاقة الرجل بالمرأة وما ينشأ عنها من أبوة وأمومة وسكنى ونفقة وغيرها على أساس الإسلام، والسياسة الخارجية في نبذ القانون الدولي والتعليم في إبعاد يد منظمة اليونيسكو عنه... الخ.
إن أحكام الإسلام لن تطبق إلا بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، على أنقاض الحكم الجبري الذي نعيشه اليوم. قال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن