- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فقراء محبوسون في جبل من ذهب!
(مترجم)
الخبر:
من المتوقع أن يتجاوز التضخم في باكستان 15 في المائة بحلول الصيف ومع إظهار منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً قياسياً من خلال مؤشر أسعار الغذاء، والذي يبلغ الآن 159 - وهو أعلى مستوى منذ تشكيله في عام 1990 - سيزيد من الضغط التصاعدي على أسعار المواد الغذائية في باكستان. (The Diplomat)
التعليق:
إن الأزمة الحالية في باكستان لها جذور أعمق بكثير من كونها مجرد ظاهرة اقتصادية أو سياسية في ذلك الوقت، فهي تؤدي إلى تحللها المبدئي. في الواقع، يبدو أن العالم كله ضحية، والذين من المفترض أن يساعدوهم يزعمون أن الإجابة على المشكلة تكمن في تعزيز المشكلة. من المستحيل بلوغ مكانة دول العالم الأول التي تعتبر مثالاً للنجاح والازدهار، لأن دول العالم الأول هي الطفيليات التي لا تسمح لدول العالم الثالث بالنمو.
إذا ما ألقينا نظرة على العصر الذهبي للإسلام، فسنرى أنه نشأ من شبه الجزيرة العربية، قهر الإمبراطوريات القديمة المصرية والفارسية والرومانية والشرق الأدنى. ازدهرت جميع مجالات النمو في ظل حكم الإسلام وسرعان ما تحولت إلى حضارة رائعة ذات قدرات علمية وثقافية وفنية عظيمة. بما أن الإسلام هو دين الله سبحانه وتعالى، فإنه لم تكن لديه أية مؤامرات ملتوية خفية تهدف إلى خضوع سكان العالم للرغبات الدنيوية بشكل مقزز؛ حيث تكمن القوة في أيدي الأشخاص الذين لا يُنزلون أنفسهم منزلة البشر، بل يجرؤون على لعب دور الإله.
بدلاً من ذلك، كان الإسلام دعوة مفتوحة للعالم كله للانضمام والعمل من أجل خير البشرية. أدت ترجمات الأبحاث والنصوص العربية إلى اللاتينية "إلى تحول جميع التخصصات تقريباً في العالم اللاتيني في العصور الوسطى"، ما أدى إلى رفع مستوى المعيشة بشكل عام.
إن وضع اليوم في جميع دول العالم الثالث، وخاصة البلاد الإسلامية، هو نتيجة لسيادة الأجندات الغربية والأوروبية التي تم التفكير فيها وخلقها لإكراه المستضعفين، ما أدى إلى حبس الآخرين وتقييد كل إمداد ونماء جسدي وفكري وعاطفي وروحي، بمساعدة الوجوه والأسماء المحلية.
يعاني أكثر من 20 بالمائة من أهل باكستان من سوء التغذية، وما يقرب من 45 بالمائة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون من التقزم، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. إذا ما نظرنا إلى الواقع فسنجد أن بلادنا مليئة بالموارد وبالمناخ الجيد. تربتنا خصبة للزراعة وهي أكبر مصدر لعائدات النقد الأجنبي. لدينا احتياطيات من الملح والمعادن والأحجار الكريمة والفحم. مع كل هذه النعم من الله، إذا كانت الحكومة لا تزال تفشل في تلبية احتياجات شعبها، فلا يوجد دليل أفضل على أن مواردنا في الأيدي الخطأ. الممارسات الزراعية للحكومة في العقود السبعة الماضية لم تكن مثمرة، والسبب هو إهمال قطاع الزراعة.
باكستان ودول أخرى لا تحتاج إلى ملفات ومجلدات للتقارير الاقتصادية من تلك المؤسسات الأجنبية التي هي في الواقع سبب البؤس. السلع بعيدة المنال، لأن كل ما ننتجه وأي شيء نعمل من أجله يستخدم في دفع الربا على القروض التي تأخذها الأنظمة العميلة. تكمن حلول هذه المشاكل في إقامة دولة الخلافة التي ستضمن استخدام موارد الأمة لتلبية احتياجات شعبها. كان للتاريخ الإسلامي العديد من الحكام والفاتحين العظماء الذين أدركوا أنهم مسؤولون عن شعوبهم وهذا جعلهم مؤرقين لا ينامون، ولدينا أمثلة كعمر بن عبد العزيز، فبسبب إصلاحاته الاقتصادية، فاضت الأموال وأمر بإنشاء قوافل للمسافرين على الطرق السريعة. كتب ذات مرة إلى الناس، "اجلبوا لي كل طفل حديث الولادة لمنحه المال، لأنه في الأصل مالكم ونحن نعيده إليكم".
روى أبو هريرة أن رسول الله قال: «لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَباً، مَا يَسُرُّنِي أَنْ لاَ يَمُرَّ عَلَىَّ ثَلاَثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلاَّ شَيْءٌ أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ»
كيف يمكن لمسلم أن يدعي حب محمد ﷺ ويتمنى شفاعته، وهو مسلط على قومه، ويجمع المال لنفسه ويترك أمة الرسول الكريم تتألم؟! وهنا يأتي دور الأمة الإسلامية. إن الله تفضل على عباده، وإذا علموا أنهم وآخرين يعانون بسبب سكوتهم، فإنهم يكونون قد تهاونوا في واجباتهم، أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان