الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المتطرفون الهندوس يسعون لإحياء مذبحة غوجارات ضد المسلمين في جميع أنحاء الهند

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

المتطرفون الهندوس يسعون لإحياء مذبحة غوجارات ضد المسلمين في جميع أنحاء الهند

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

شهد شهر رمضان اشتداد الاضطهاد والعنف ضد المسلمين في الهند من الجماعات الهندوسية المتطرفة. وخلال الشهر المبارك، زار الآلاف من القوميين والعنصريين الهندوس الأحياء الإسلامية في ولايات مختلفة في الهند، بما في ذلك ماديا براديش وغوجارات وجارخاند والبنغال الغربية، وأقاموا مسيرات تهديدية ونشروا رسائل كراهية، تحت ستار الاحتفال بمهرجان الهندوس رام نافامي. وحمل كثيرون العصي والسيوف، وتعرض عدد من المساجد ومنازل المسلمين ومتاجرهم للهجوم. في منطقة كارجون في ماديا براديش، أضرم حشد من الهندوس النار في مسجد، بينما في غوا، حاولت مجموعة من الغوغائيين يحملون أعلام الزعفران دخول مسجد بينما كان المصلون يبدأون صيامهم. في بعض الحالات، شوهد أفراد من الشرطة ينضمون إلى الحشود. في هذه التجمعات، تم تشغيل أغانٍ جماعية محرضة مليئة بالتهديدات بارتكاب إبادة جماعية ضد المسلمين. وقال رجل هندوسي لصحفي "عندما نستمع إلى الأغنية، نشعر بالقوة، نشعر بأننا نريد قتل كل مسلم من حولنا".

 

التعليق:

 

هذه التجمعات هي جزء من الأجندة المستمرة لمؤيدي هندوتفا، بما في ذلك حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، بقيادة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يسعى إلى جعل الهند دولة هندوسية قائمة على الهوية الدينية والثقافية الهندوسية، حيث يتم ترويع المسلمين لدفعهم إلى ترك دينهم. هذه الأحداث ليست سوى جزء بسيط من الاضطهاد والتهديدات الشديدة التي يواجهها المسلمون في جميع أنحاء البلاد. وفي منطقة كارغون في ماديا براديش، هدمت إدارة المنطقة بالجرافات حوالي 16 منزلاً و29 متجراً مملوكة لمسلمين اتُّهموا بارتكاب أعمال عنف ضد العصابات الهندوسية التي هاجمت حيّهم وهددوه. وتعرض رجال مسلمون للهجوم واتُّهموا بالزواج من هندوسيات بغرض اعتناق الإسلام فيما وصفه المتطرفون الهندوس بـ"جهاد الحب"، بينما تم إعدام مسلمين آخرين في الشوارع على يد مجموعات حراسة الأبقار. في عام 2020، عقب اندلاع جائحة كوفيد، واتُّهم مسلمون بنشر فيروس كورونا، أو بالمشاركة في "جهاد كورونا" كما أطلق عليه. أحد أحدث أفلام بوليوود "The Kashmiri Files"، الذي روج له حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند والذي رعى أيضاً عروض الفيلم في الهند وخارجها، يصور المسلمين على أنهم أشرار متعطشون للدماء. وبعد مشاهدة الفيلم، ألقى بعض مؤيدي هندوتفا خطابات في دور العرض ودعوا الرجال الهندوس إلى الزواج قسراً من نساء مسلمات وإنجاب أطفال منهن لضمان تفوق أعداد الهندوس على أعداد المسلمين في البلاد.

 

وفي بعض الولايات الهندية، مثل ولاية ماهاراشترا، حاولت السلطات منع المساجد من رفع الأذان، وشجعت أتباعها الهندوس على الذهاب إلى المساجد وتشغيل الأغاني الهندوسية بضِعف صوت الأذان إذا لم تتم إزالة مكبرات الصوت. وفي ولايات هندية أخرى، مثل كارناتاكا، دعا الهندوس اليمينيون إلى مقاطعة التجار المسلمين وسائقي سيارات الأجرة ومتاجر الحلال، بينما مُنعت النساء والفتيات المسلمات في الولاية من ارتداء الخمار في المدارس والكليات. كما يتم النظر في حظر الزي الإسلامي في المؤسسات التعليمية في ولايات هندية أخرى. وفي كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، خلال تجمع ديني، دعا الرهبان الهندوس وقادة الهندوتفا علناً إلى ارتكاب إبادة جماعية ضد المسلمين. في الواقع، أصبحت مثل هذه الدعوات للقتل الجماعي للمسلمين أمراً روتينياً في الهند. صرح أحد منظمي هذا التجمع، سوامي برابودهاناند من الهندوس راكشا سينا: "تماماً مثل ميانمار، يجب على الشرطة والجيش وكل هندوسي حمل السلاح وتنظيم التطهير [للمسلمين]... ليس لدينا خيار آخر". كل هذا بالتوازي مع قانون تعديل المواطنة الخاص بالنظام وسجل الهند الوطني للمواطنين اللذين يستهدفان المسلمين بشكل غير متناسب مع التهديد بالترحيل إذا لم تكن لديهم الأوراق المطلوبة لإثبات جنسيتهم للبلاد، على الرغم من أنهم يعيشون في هذه الأرض منذ أجيال.

 

كل هذا يذكرنا بالكراهية والعنف اللذين تعرض لهما المسلمون في مذبحة غوجارات المناهضة للمسلمين قبل عقدين من الزمن والتي قُتل فيها مئات المسلمين، بمن فيهم النساء والأطفال. وقد تم الكشف عن جريمة القتل الجماعي هذه تحت مراقبة ناريندرا مودي الذي كان رئيس وزراء ولاية غوجارات في ذلك الوقت. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الفظائع التي ارتكبت ضد المسلمين في الهند، في الماضي والحاضر، فإن مودي ونظامه الطائفي يلقى ترحيباً حاراً من رؤساء الدول والحكومات في جميع أنحاء العالم، ويتبنون الاستبداد من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية ومصالح سياسية وطنية... ونقصد هنا الدول الرأسمالية العلمانية. ففي شهر نيسان/أبريل فقط، قام رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بزيارة الهند لتعزيز الصفقات التجارية والاستثمارية. وفي غضون ذلك، يسعى النظام في باكستان إلى تطبيع علاقة الدولة مع الهند على الرغم من استمرار الاحتلال الوحشي لمسلمي كشمير واضطهاد المسلمين على يد حزب بهاراتيا جاناتا وأنصاره.

 

إن هذا كله يجب أن يكون تذكيراً قوياً للمسلمين في جميع أنحاء العالم بأنه لا توجد دولة، ولا هيئة دولية، ولا قيادة اليوم ستقف بصدق للدفاع عن حياة وحقوق المسلمين ودينهم سواء أكانوا في الهند أو كشمير أو ميانمار أو سوريا أو فلسطين أو اليمن أو في أفريقيا الوسطى أو تركستان الشرقية أو في أي مكان آخر. إن عائلات ضحايا مذبحة غوجارات لم تستمر فقط في انتظار تحقيق العدالة على الجرائم التي حرضت ضدهم قبل 20 عاماً... لكنها تُحكم الآن من الرجل الذي أيد حملة القتل الجماعي ضد المسلمين.

 

نحن كمسلمين، يجب أن ندرك تماماً أنه لن يكون هناك أمن للمسلمين في الهند أو في أي مكان آخر دون إقامة قيادة ونظام الإسلام، الخلافة على منهاج النبوة. في الواقع، كان المسلمون في الهند، وكذلك أتباع الديانات الأخرى، يتمتعون بالأمن والازدهار في ظل الحكم الإسلامي وحده. لذلك، لمنع حدوث مذبحة جديدة ضد المسلمين في الهند أو في دول أخرى في العالم، يجب أن نركز اهتمامنا وجهودنا وطاقاتنا المخلصة وعلى وجه السرعة لإقامة الدولة التي هي الوصي والدرع والداعم للمسلمين ودينهم؛ الخلافة. قال النبي ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. نسرين نواز

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

آخر تعديل علىالجمعة, 13 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع