- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يُمكن للسّياحة أبداً إنقاذ تنزانيا أو الدّول النامية الأخرى
(مترجم)
الخبر:
في 8 أيار/مايو 2022، أطلقت رئيسة جمهورية تنزانيا المتّحدة سامية سولو حسن فيلم الجولة الملكية في دار السلام، بعد الإطلاق الأولي في نيويورك في 18 نيسان/أبريل، ولوس أنجلوس في 21 نيسان/أبريل، وأروشا في 28 نيسان/أبريل، وزنجبار في 07 أيار/مايو.
التعليق:
يذكر بيان رسمي صادر عن حكومة تنزانيا أن الفيلم سيؤدي إلى استثمارات سياحية بإيرادات قيمتها 5.04 مليار دولار أمريكي أي ما يقرب من 12 تريليون شلن تنزاني وخلق حوالي 300000 فرصة عمل في هذه العملية.
إن من غير المقبول الاعتقاد بأن الفيلم سيقلّل بشكل خطير من معدّل البطالة المرتفع في البلاد والذي كان من المتوقّع أن يصل إلى 9.30٪ في عام 2022، بينما لم توفّر الحكومة أية وظائف ملموسة منذ حوالي سبع سنوات حتى الآن.
وفقاً لبيانات البنك الدولي، يدخل سوق العمل 800 ألف شخص فقط كل عام. ومن المؤسف أيضاً أنّ العديد من الشركات الخاصّة قامت بفائض عن الحاجة اعتباراً من عام 2015. وبالتالي، فإن 300000 وظيفة يُقال إنه تم إنشاؤها مثل قطرة ماء صغيرة في المحيط.
تمّ إنشاء الفيلم بتمويل من أعضاء مجلس الأعمال الوطني التنزاني الذي يتكوّن من القطاعين العام والخاص داخل وخارج صناعة السياحة بقيمة 7 مليارات شلن تنزاني، ما يعني أن المراقب والمراجع العام للأموال العامة لا يمكنه التدّخل في أعمال الإنفاق، فتبدأ التساؤلات: هل هو مشروع عام؟ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم تستخدم الأموال العامة من الحكومة المركزية من الميزانية الوطنية؟ الجواب الواضح على ذلك هو: المشروع خاص من شأنه أن يُفيد الشركة التي ترعاه في نهاية المطاف، وليس أهل البلد ككّل كما زُعم.
ومن المحزن أيضاً أن معظم مناطق الجذب السياحي مثل المتنزهات الوطنية ومحميات الألعاب لا يستفيد منها أفراد الشعب، إلى حدّ قتل بعضهم على يد مسؤولي اللعبة الحكوميين أو نقلهم بالقوة من مستوطناتهم بحجّة حماية مناطق الجذب، الحكومة نفسها تنشغل بدعوة الرأسماليين الغربيين لاستغلال المزيد من تلك الموارد الطبيعية تحت مسمى الاستثمارات.
أثناء إطلاق الفيلم في أمريكا، وقّعت الحكومة مذكرات تفاهم وخطابات نوايا وإعلانات لبدء مفاوضات بشأن الاستثمار والتجارة والعلاقات التجارية بين الشركات الأمريكية وتنزانيا. أيضاً، كانت هناك إعلانات للشركات الأمريكية التي لديها مصالح وخطط للانخراط في الأعمال الاقتصادية في تنزانيا، بما في ذلك شركة أسترا إنيرجي وباراريل وايرلس.
يميل العالم النامي إلى إظهار آثار جانب واحد فقط من السياحة للعالم متغاضيا عن أي سلبية. في سياق تنزانيا وفقاً لليونيسيف - تنزانيا، أدّت السياحة الغربية إلى العديد من الآثار الاجتماعية والثقافية السلبية المتعلقة بالتدهور الثقافي من التعرّض للثقافة الغربية واستهلاك الخمور والدّعارة وتعاطي المخدرات بالإضافة إلى العديد من قضايا الانحرافات. (تأثير السياحة على المجتمعات والأطفال في زنجبار، اليونيسف - تنزانيا 2018). في الحقيقة التأثيرات هي الأسوأ.
السياحة في ظل الرأسمالية تستخدمها الإدارة في كثير من الحالات لاختلاس الأموال والممتلكات العامة، واستغلال الغرب للدول النامية، وهي وسيلة لنشر الفوضى المجتمعية والفساد، والتسلية الدنيوية التي تحث الناس على نسيان هدفهم من الحياة، وأكثر من ذلك هو الانجراف من الشّرور والصّعوبات التي تسببها الرأسمالية.
سيسمح الإسلام في ظلّ دولة الخلافة الراشدة بالسياحة دون الانخراط على الإطلاق في خصخصة الممتلكات العامّة أو نهب الأموال العامّة أو مضايقة أفراد الحياة العامّة المجاورة لمناطق الجذب السياحي.
سيتمّ اتخاذ جميع الإجراءات الشرعية لمنع الرذائل والفساد وعدم ترك السياحة لمجرد التسلية الشفهية التي تؤدي إلى الاعتراف بخلق الله تعالى.
﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد بيتوموا
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا