الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الأزمة الغذائية العالمية سببها الرأسمالية، ولا حل لها إلا بتطبيق الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الأزمة الغذائية العالمية سببها الرأسمالية، ولا حل لها إلا بتطبيق الإسلام

 

 

الخبر:

 

اتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك روسيا الأربعاء بمنع صادرات الحبوب من أوكرانيا كسلاح حرب.

 

وقالت بيربوك في اجتماع لوزراء الخارجية في الأمم المتحدة بنيويورك: "تقود روسيا هذه الحرب بسلاح رهيب وقوي آخر هو الجوع والحرمان. من خلال إغلاق الموانئ الأوكرانية ومن خلال تدمير الصوامع والشوارع والسكك الحديدية، تشن روسيا حرب حبوب، ما أثار أزمة غذائية عالمية".

 

وأضافت أن موسكو "تفعل ذلك في وقت فيه الملايين مهددون بالفعل بالجوع، لا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا، بسبب الآثار المدمرة لأزمة المناخ، وبسبب جائحة كوفيد، وبسبب الصراعات المستعرة في مناطقهم".

 

ووفقاً للحكومة الألمانية، تمنع روسيا تصدير 20 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا، بشكل أساسي إلى شمال أفريقيا وآسيا. يتم حظر الكثير منها في ميناء أوديسا.

 

وأوكرانيا هي واحدة من أكبر منتجي الحبوب في العالم.

 

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أهمية إيصال الحبوب الأوكرانية وكذلك الأغذية والأسمدة التي تنتجها روسيا وبيلاروسيا إلى الأسواق العالمية.

 

وقال إن أوكرانيا وروسيا تنتجان معا ما يقرب من ثلث القمح والشعير في العالم ونصف زيت دوار الشمس.

 

وأشار إلى أن الحرب في أوكرانيا يمكن أن تدفع ملايين الأشخاص إلى انعدام الأمن الغذائي وتسبب "أزمة يمكن أن تستمر لسنوات".

 

التعليق:

 

خلق الله الإنسان وجعل من حقه أن يشبع جوعاته الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن، وجعل الأمن والصحة والتعليم من ضروريات الحياة البشرية، فهذه الأمور من أبجديات مقومات الحياة البشرية، فلا يحق لأحد أيا كان حرمان الإنسان من هذه الحقوق لأنها تتوقف عليها حياته، بل أكثر من ذلك يجب أن يمكّن الفرد في المجتمع من الحصول على الكماليات ما أمكن.

 

لقد شرع الإسلام جملة من الأحكام الشرعية من أجل تحقيق هذه الأمور؛ فأوجب على الدولة ضمان حصول كل فرد من الرعية على حقه في المأكل والملبس والمسكن والأمن والصحة والتعليم وتمكين الفرد من إشباع كمالياته قدر المستطاع، وكل ذلك مفصل في كتب الفقه الإسلامي أيما تفصيل، وقد جمع الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله في كتابه النظام الاقتصادي في الإسلام أنقى وأصفى تلك الأحكام.

 

أما حال العالم اليوم فهو لا يخفى على أحد، فبعد أن تفرد المبدأ الرأسمالي المجرم في جميع أنحاء الحياة وفي كل أنحاء العالم أصبح العالم يتلوى على نار هذا المبدأ المجرم الظالم الذي لا يقيم وزنا لأية قيمة سوى القيمة المادية التي أورثت المجتمع البؤس والشقاء والجوع والحرمان، ففي كل دول العالم تجد قلة قليلة تمتلك البلد وخيراته وتتحكم في لقمة عيش السواد الأعظم من الشعوب.

 

إن الواجب على شعوب العالم أن تنتفض على هذا الظلم الذي لم يبق لهم حتى رغيف خبز.

 

إن حكومات الغرب والشرق في الإجرام سواء، فألمانيا ليست أفضل من روسيا ولا الصين أفضل من أمريكا ولا فرنسا أفضل من بريطانيا، بل كلهم في الشر سواء، ولكنهم يستغلون الظروف عندما تكون لصالحهم ليس إلا، فدينهم وقبلتهم هي المصلحة والمنفعة والقيمة المادية لا غير فهم وحوش كاسرة تنهش في لحم البشرية دون شفقة أو رحمة.

 

من المؤسف والمؤلم أيضا أن لا تنتج البلاد الإسلامية من الطعام ما يسد رمق شعوبها، وأزمة الغذاء العالمية اليوم التي نتجت عن الحرب الروسية الأوكرانية فضحت تلك الأنظمة العميلة وأظهرت أنها من جنس أعداء الأمة.

 

أيها المسلمون في كل بقاع المعمورة، أنقذوا أنفسكم والعالم بأسرة من إجرام الرأسمالية التي بسببها أصبح عدد جياع العالم يزيد عن ربع مليار إنسان والعدد في ازدياد. لا تنتظروا أكثر من ذلك فـ"قَدْ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى، وَجَاوَزَ الْحِزَامُ الطُّبْيَيْنِ"، واعلموا أيها المسلمون أنه لا ينقذ البشرية إلا أنتم، كيف لا وأنتم تمتلكون أعظم عقيدة من رب العالمين؟! عقيدة تقنع العقل وتبعث على الطمأنينة فترقى بالإنسان فتعطيه خير الدنيا والفوز في الآخرة، واعلموا أيها المسلمون أن ذلك لا يكون إلا بالعمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، عندها فقط تطبق أحكام رب العالمين كما أمر جل في علاه، فتسعدوا وتنقذوا البشرية من الكفر والضياع، فتشبعوا البشرية إيماناً كما تشبعونهم قمحا وطعاما، لمثل هذا اعملوا أيها المسلمون.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد الطميزي

 

آخر تعديل علىالسبت, 21 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع