الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ديدن الطّغاة هو تغيير دستور البلاد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ديدن الطّغاة هو تغيير دستور البلاد

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في 5 أيار/مايو، أعلن رئيس كازاخستان قاسم توكاييف المادة 18 من القانون الدستوري لجمهورية كازاخستان "بشأن الاستفتاء الجمهوري"، وقال قررت: 1- إجراء استفتاء جمهوري في 5 حزيران/يونيو 2022..

 

التعليق:

 

في كل مرّة يتغير فيها رئيس الدولة في بلادنا، ولا سيما رؤساء دول آسيا الوسطى، كل منهم في عجلة من أمره لتعديل القوانين لصالح أنفسهم، مع العلم أنهم يرتكبون جرائم، فهم يحاولون حماية أنفسهم من الملاحقة الجنائية في المستقبل إذا هم فقدوا مناصبهم. نزارباييف، أول رئيس لكازاخستان، فعل الشيء نفسه، وأطلق على نفسه لقب زعيم الأمة، ورتب لنفسه قوانين الحصانة وحظر المسؤولية الجنائية.

 

واليوم، يسترشد رؤساء جميع دول العالم بالقوانين التي اخترعها الإنسان نفسه. هذه القوانين تخلق تناقضات وتؤدي حتماً إلى معاناة الناس الذين يعيشون بموجب هذه القوانين. ومن الأمثلة على ذلك قدرة من هم في السلطة على تغيير ليس فقط القوانين الثانوية، ولكن حتى دستور البلاد. لذلك لا يعاقب الحكام المستبدون لسرقة ممتلكات الشعب، لخدمة مصالح المستعمرين، ولقمع شعوبهم، وأكثر من ذلك بكثير. فالناس الذين في السلطة ببساطة يصبحون أنفسهم هم القانون. واتضح أن صاحب السلطة دائماً على حق، ولا يمكن أن يتحدّاه إلاّ من هو أعلى منه وأقوى منه. ونرى تجسيداً لفساد هذه القوانين على مختلف مستويات الحكم من الرئيس إلى الشرطي المحلي.

 

يحدث هذا لسبب واحد، هو أننا لا نعيش وفق الشريعة. فلو نظرنا إلى عهد النبي محمد ﷺ وعهد الخلفاء الراشدين الذين اتبعوا سنة نبينا الحبيب، فسنرى أن القاعدة كانت قائمة على أحكام ثابتة من الله تعالى، ولا أحد يتجرأ على انتهاك أو تغيير هذه الأحكام. قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ﴾.

 

لأكثر من 13 قرناً، عاش المسلمون وفقاً لشرع الله، دون استخدام أية قوانين أخرى وضعها الإنسان، إلى أن هُدمت الخلافة، فالسيادة في الإسلام للشرع، والسلطان للأمّة.

 

من خلال دراسة سيرة الرسول محمد ﷺ، نجد العديد من الأمثلة الرائعة عن كيفية تطبيق شرائع الإسلام بالتساوي على الأغنياء والفقراء، وأن الجميع متساوون أمام القانون، فمثلاً عن عائشة رضي الله عنها أنه عندما سرقت امرأة معروفة من بني مخزوم، التمس بعض المسلمين من النبي ﷺ ألا يعاقب هذه المرأة بسبب مكانتها الرفيعة، فقال النبي ﷺ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» (رواه البخاري ومسلم)

 

أو كلام أبي بكر رضي الله عنه بعد تنصيبه خليفة: "الضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع إليه حقه، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله...".

 

أيها المسلمون! طالما يحكمنا الطغاة، ويغيرون القوانين ويعدلونها بأنفسهم، في الواقع القوانين نفسها التي اخترعها الطواغيت السابقون، فسنظل نعاني من جرائمهم وتناقضات القوانين نفسها. الحكم الوحيد الصحيح هو حكم الله، الحكم على أساس الشريعة. فبادروا لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوّة. وفقنا الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلدر خمزين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالأربعاء, 25 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع