9 قواعد عسكرية أمريكية في اليونان... لماذا؟

 

 

الخبر:

 

يتصاعد القلق في الأوساط السياسية والعسكرية التركية من التزايد السريع في عدد القواعد العسكرية الأمريكية التي جرى إنشاؤها في السنوات الأخيرة في مناطق يونانية وجزر مختلفة قرب الحدود التركية، وذلك في ظل تصاعد التوتر بين أنقرة وأثينا والخشية من حصول مواجهة عسكرية بين الجانبين.

 

وفي أحدث تصريحاته السبت الماضي، شدد الرئيس التركي أردوغان على أنه لا يصدق الادعاءات بأن القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في اليونان موجهة ضد روسيا حصرا، وقال: "تم إنشاء تسع قواعد عسكرية أمريكية في اليونان. ضد من يتم نشرها؟ يقولون إنها ضد روسيا… لكن ذلك لا ينطلي علينا".

 

التعليق:

 

مع تصديق البرلمان اليوناني على اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك بين اليونان وأمريكا (MDCA) في 13 أيار/مايو 2022، تمكنت الولايات المتحدة من الوصول إلى ثلاث قواعد عسكرية في اليونان، بالإضافة إلى القاعدة التي تعمل بالفعل.

 

بصرف النظر عن القاعدة البحرية في خليج سودا في جزيرة كريت، والتي كانت الولايات المتحدة تعمل بها منذ عام 1969، ستسمح اتفاقية MDCA للجيش الأمريكي باستخدام ثكنات جورجولا في مقاطعة فولوس بوسط اليونان، وأرض ليتوتشورو للتدريب، وثكنات الجيش في مدينة أليكساندروبولي الساحلية الشمالية الشرقية.

 

وبحسب نيوزوييك فقد كان ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف الناتو قد انتقد العام الفائت اتفاقية الدفاع المشترك بين اليونان وفرنسا، دون تسمية البلدين. وقال ستولتنبرغ حينها: "ما لا أؤمن به هو محاولة القيام بشيء خارج إطار حلف شمال الأطلسي، أو التنافس مع حلف الناتو أو تكرار ذلك".

 

وسبق أن تحدث أردوغان عن الملف نفسه قبل أسابيع، بالقول إن "اليونان تحولت عمليا بالكامل إلى قاعدة عسكرية أمريكية".

 

وأظهرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو في الأشهر الماضية وصول أعداد كبيرة جداً من المعدات العسكرية الأمريكية للقاعدة القريبة من الحدود التركية، وهو ما اعتبرته وسائل الإعلام التركية بمثابة "خطوة أمريكية عدائية" وطالبت الحكومة باليقظة، وكتبت عناوين من قبيل: "سيل من الدبابات الأمريكية قرب الحدود التركية" و"لماذا تحشد أمريكا قواتها على حدود تركيا؟".

 

وأكبر القواعد الجديدة التي أنشأها الجيش الأمريكي في اليونان تقع في منطقة أليكساندروبولي (دادا آغاتش) اليونانية التي تبعد 14 كيلومترا فقط عن نهر ماريتسا الذي يفصل الحدود التركية اليونانية، وهي منطقة تطل على بحر إيجه. وتشير تقديرات إلى أن الجيش الأمريكي سينشر في القاعدة أكثر من 1000 دبابة وعربة عسكرية وأكثر من 100 طائرة مروحية عسكرية.

 

خبير الدفاع التركي إركان كوزان قدر بأن أمريكا لن تشارك بشكل مباشر في حرب بين تركيا واليونان، معتبرا أن أحد أسباب توسع الوجود الأمريكي في اليونان هو احتواء تركيا، مضيفاً أن واشنطن تريد تركيا أقل استقلالية لتعمل بما يتماشى مع المصالح الأمريكية. وكأن السياسة التركية ليست متماهية مع أمريكا في كل الملفات الخارجية!

 

هناك إشارات تربط بين تعزيز الوجود الأمريكي في اليونان وبين تسارع وتيرة التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، ويبدو أن أمريكا تريد أن تحكم قبضتها على هذه الثروات مبكرا حتى تبقي أوروبا تحت قبضتها في مجال الطاقة، خاصة مع الإجراءات الأوروبية الأخيرة في التخلي عن إمدادات الطاقة، كليا أو جزئيا، القادمة من روسيا.

 

لكن لا بد ألا ننسى حقيقة نظرة الغرب إلى بلاد المسلمين، فمهما بلغ توغلها العسكري والسياسي والاقتصادي فيها إلا أن الأمور قد تنقلب رأسا على عقب بين عشية وضحاها ويعود السلطان للأمة فتتغير الموازين كلها، ولذلك فإنها تؤمّن وجودها على مرمى حجر.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى