- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التغيير المنشود يعني اقتلاع الفساد من جذوره
الخبر:
أورد موقع نبض السودان تصريحاً لرئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا، سيد محمد الأمين ترك، قال فيه: "إنّ على الشعب السوداني شكره لأنّه أسقط الحكومة الانتقالية السابقة، وأراحهم مما سمّاها أحزاب "4 طويلة" ـ في إشارة لأحزاب تحالف قوى الحرية والتغيير". وقال في تصريحاتٍ لصحيفة السوداني الصادرة، الخميس 2022/06/09م، "أغلقنا الشرق حتى يسقط الجماعة ديل، لمواجهتنا".
التعليق:
لو أحسنا الظن في ما فعله ترك من إغلاق الشرق آنذاك وأنه يقصد إسقاط حكومة الحرية والتغيير، وإسقاط جماعة "4 طويلة" لسوء أوضاع أهل السودان، وما تجرعوه من ويلات طالت جميع نواحي الحياة؛ من فقر وضيق في المعيشة وسوء الأحوال، وعدم توفر الأمن... ومن قوانين إجرامية صادقت عليها قوى الحرية والتغيير كسيداو وقانون الطفل وغيرها... وسقطت حكومة الحرية والتغيير فهل تغيرت الأوضاع وتحسن الحال وأصبح أهل السودان يعيشون في رفاهية؟!
لا لم يحدث شيء من هذا القبيل، بل الحال هو نفسه، بل ازداد الوضع سوءاً على سوء فقد تفاقمت الأوضاع الاقتصادية وأصبحت الحياة جحيما لا يطاق؛ لأن ما حدث هو تغيير شكلي مع بقاء النظام نفسه الذي هو أس البلاء، فالتغيير الحقيقي هو الذي أرشدنا إليه النبي ﷺ وقد عُرضت عليه حلول فرفضها لأنه يعلم أنه تغيير لا يسمن ولا يغني من جوع، فهو يطمح ويسعى لتغيير حقيقي وجذري.
أورد ابن هشام في سيرته صفحة 293 قول عتبة بن ربيعة في أمر رسول الله ﷺ ما دار بين عتبة وبين رسول الله ﷺ، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيّ، قَالَ: حُدّثْت أَنّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَكَانَ سَيّداً قَالَ يَوْماً وَهُوَ جَالِسٌ فِي نَادِي قُرَيْشٍ وَرَسُولُ اللهِ ﷺ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَلَا أَقُومُ إلَى مُحَمّدٍ فَأُكَلّمَهُ وَأَعْرِضَ عَلَيْهِ أُمُوراً لَعَلّهُ يَقْبَلُ بَعْضَهَا، فَنُعْطِيهِ أَيّهَا شَاءَ وَيَكُفّ عَنّا؟ وَذَلِكَ حِينَ أَسْلَمَ حَمْزَةُ، وَرَأَوْا أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَزِيدُونَ وَيَكْثُرُونَ فَقَالُوا: بَلَى يَا أَبَا الْوَلِيدِ قُمْ إلَيْهِ فَكَلّمْهُ، فَقَامَ إلَيْهِ عُتْبَةُ حَتّى جَلَسَ إلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إنّك مِنّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْت مِنَ السّطَةِ فِي الْعَشِيرَةِ وَالْمَكَانِ فِي النّسَبِ، وَإِنّك قَدْ أَتَيْت قَوْمَك بِأَمْرِ عَظِيمٍ فَرّقْت بِهِ جَمَاعَتَهُمْ وَسَفّهْت بِهِ أَحْلَامَهُمْ وَعِبْت بِهِ آلِهَتَهُمْ وَدِينَهُمْ وَكَفّرْت بِهِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ فَاسْمَعْ مِنّي أَعْرِضُ عَلَيْك أُمُوراً تَنْظُرُ فِيهَا لَعَلّك تَقْبَلُ مِنْهَا بَعْضَهَا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «قُلْ يَا أَبَا الْوَلِيدِ أَسْمَعُ» قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إنْ كُنْت إنّمَا تُرِيدُ بِمَا جِئْت بِهِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَالاً، جَمَعْنَا لَك مِنْ أَمْوَالِنَا، حَتّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالاً، وَإِنْ كُنْت تُرِيدُ بِهِ شَرَفاً سَوّدْنَاك عَلَيْنَا، حَتّى لَا نَقْطَعَ أَمْراً دُونَك، وَإِنْ كُنْت تُرِيدُ بِهِ مُلْكاً مَلّكْنَاك عَلَيْنَا، وَإِنْ كَانَ هَذَا الّذِي يَأْتِيك رَئِيّا تَرَاهُ لَا تَسْتَطِيعُ رَدّهُ عَنْ نَفْسِك، طَلَبْنَا لَك الطّبّ، وَبَذَلْنَا فِيهِ أَمْوَالَنَا حَتّى نُبْرِئَك مِنْهُ فَإِنّهُ رُبّمَا غَلَبَ التّابِعُ عَلَى الرّجُلِ حَتّى يُدَاوَى مِنْهُ أَوْ كَمَا قَالَ لَهُ، حَتّى إذَا فَرَغَ عُتْبَةُ وَرَسُولُ اللهِ ﷺ يَسْتَمِعُ مِنْهُ قَالَ: «أَقَدْ فَرَغْت يَا أَبَا الْوَلِيدِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَاسْمَعْ مِنّي»، قَالَ: أَفْعَلُ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ ﴿حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ * كِتَابٌ فُصّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنّةٍ مِمّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ...﴾ [فُصّلَتْ: ١-٥]. ثُمّ مَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ فِيهَا يَقْرَؤُهَا عَلَيْهِ فَلَمّا سَمِعَهَا مِنْهُ عُتْبَةُ أَنْصَتَ لَهَا، وَأَلْقَى يَدَيْهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ مُعْتَمِداً عَلَيْهِمَا، يَسْمَعُ مِنْهُ ثُمّ انْتَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ إلَى السّجْدَةِ مِنْهَا، فَسَجَدَ ثُمّ قَالَ: «قَدْ سَمِعْت يَا أَبَا الْوَلِيدِ مَا سَمِعْت، فَأَنت وَذَاكَ».
فرغم المغريات بل وحتى ما عرض عليه من منصب رفضه عليه الصلاة والسلام، وسعى هو وصحبه الكرام إلى تغيير جذري، لم يغير أرض الحجاز فحسب، بل غيّر الدنيا بأكملها تغييرا حقيقياً جذرياً، وهذا هو التغيير الذي ينشده أهل السودان، تغيير النظام من جذوره بنظام من خالق البشر، نظام كامل يعالج مشاكل الإنسان ويسعده ﴿أَلَا يَعْلَم مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيف الْخَبِير﴾، نظام يغير حياة البشرية رأساً على عقب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان
#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر