الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لماذا يندفع العرب المسلمون أو غير المسلمين للقتال في حرب أوكرانيا وروسيا؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لماذا يندفع العرب المسلمون أو غير المسلمين للقتال في حرب أوكرانيا وروسيا؟!

 

 

الخبر:

 

نفى الطاهر سعدون والد الطالب المغربي إبراهيم سعدون المحكوم عليه بالإعدام إلى جانب بريطانيين من جانب محكمة تابعة للسلطات الموالية لروسيا في إقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا، بتهمة "المشاركة في القتال كمرتزقة"، مؤكدا أنه حامل للجنسية الأوكرانية.

 

وشدد والد إبراهيم، في تصريحات صحفية لوسائل إعلام مغربية، أن ابنه البالغ 21 عاما، يحمل الجنسية الأوكرانية منذ 2020، لأنها ضرورية ليكمل دراسته في كلية علم ديناميكا وتكنولوجيا علم الفضاء، كما أنه يحصل على منحة لإكمال دراسته، وكان يدرس قبل اعتقاله في السنة الثالثة، مشددا على أن ابنه "طالب نجيب ونابغة يجب على المغرب أن يفتخر به". (قناة الغد الإخبارية، 11 حزيران 2022)

 

التعليق:

 

بعد أن تبين أن رهان الكرملين على دحر المقاومة الأوكرانية في غضون أيام، وإقامة حكومة موالية له في كييف، لم يتحقق، مضت موسكو باتجاه تجنيد آلاف الأفراد من دول الشرق الأوسط، موافقةً على مقترح لوزير الدفاع، سيرغي شويغو، يقضي بانخراط من سماهم متطوعين عربا في الحرب في أوكرانيا.

 

وقد برر بوتين موافقته عل هذا القرار بالقول إن أوكرانيا، المدعومة من الغرب، تجند مرتزقة من كافة أنحاء العالم خارج إطار القانون.

 

ولنعرف كيف يتم تجنيد المرتزقة، سنستطلع أمر منظمة فاغنر باختصار.

 

هناك مجموعة أو منظمة روسية شبه عسكرية تُسمّى فاغنر، قد وصفها البعض بأنها شركة عسكرية خاصة، أو وكالة خاصة للتعاقد العسكري، التي قيل إن مقاوليها شاركوا في صراعات مختلفة، بما في ذلك العمليات في الحرب الأهلية السورية إلى جانب الحكومة السورية.

 

ويرى آخرون، بما في ذلك التقارير الواردة في صحيفة نيويورك تايمز، أن فاغنر هي حقاً وحدة تتمتع بالاستقلالية تابعة لوزارة الدفاع الروسية، والتي تستخدمها الحكومة الروسية في النزاعات التي تتطلب الإنكار، حيث يتم تدريب قواتها في منشآت وزارة الدفاع.

 

ومن هنا كانت خطة موسكو في استقدام أجانب للقتال إلى جانب جنودها وتجنيد آلاف المرتزقة في سوريا في المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام، حيث طالب بوتين الأسد برد الجميل الذي قدمته له روسيا خلال أكثر من عشر سنوات.

 

وقد شعر الأسد بفضل بوتين في بقائه في قصره آمنا حتى الآن، فأخذ يسعى لرد الجميل ونقل جيشه جوا إلى أوكرانيا، كما منح قادته الضوء الأخضر للتجنيد للهدف نفسه.

 

بالإضافة إلى أن القوات النظامية الروسية تستعين بالمرتزقة التابعين لمجموعة فاغنر العسكرية السرية الروسية في ليبيا، وبحسب تقرير سري للأمم المتحدة، فإن هؤلاء المرتزقة يدعمون القوات الموالية للقائد العسكري خليفة حفتر في معاركها ضد الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها.

 

وكذلك فإن مجموعة فاغنر لها أذرع أيضاً وحلفاء في أفريقيا الوسطى تستعين بهم في حربها ضد أوكرانيا.

 

هذا بالنسبة لروسيا.

 

أمّا في أوكرانيا؛ فكانت تقارير صحفية دولية، نقلا عن شهادات تونسيين في أوكرانيا، قد تحدثت عن عمليات تجنيد رعايا تونسيين موقوفين في السجون الأوكرانية للمشاركة في الحرب ضد القوات الروسية مقابل خروجهم من السجن، مُجبرين على الاحتراق بنيران الحرب.

 

وفي العاصمة السنغالية دكار وجهت صفحة السفارة الأوكرانية على فيسبوك دعوة للسنغاليين للمشاركة في القتال ضد القوات الروسية. وقد أثار النداء الأوكراني سخطا من السلطات في دكار. وطالبت كييف بوقف عمليات التجنيد انطلاقاً من السنغال.

 

وكما وجدت روسيا مرتزقة يعملون لصالحها، كذلك وجدت أوكرانيا مرتزقة من العراق وسوريا سواء أكان سعياً للمال أو انتقاماً للإرهاب الروسي.

 

أمّا عن حكم مقاتلة المسلمين مع الكفار ضد الكفار في حالة نشوب حرب بين دولة غير إسلامية تعيش فيها أقلية مسلمة، فإنه لا يجوز للمسلم أن يعين الكفار على كفار مثلهم إذا لم يترتب على ذلك مصلحة للإسلام والمسلمين، وهذا هو رأي جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.

 

لأن الفئتين حزب الشيطان وحزب الشيطان هم الخاسرون، فلا ينبغي للمسلم أن ينضم إلى إحدى الفئتين فيكثر سوادهم ويقاتل دفعاً عنهم، وهذا لأن حكم الشرك هو الظاهر، والمسلم إنما يقاتل لنصرة أهل الحق لا لإظهار حكم الشرك. ويحرم أن يعينهم المسلم على عدوهم إلا خوفاً من شرهم.

 

على هذا، لا يحل لهم أن يسفكوا دماءهم على مثل ذلك، قال مالك: وإنما يقاتل الناس ليدخلوا في الإسلام من الشرك، فأما أن يقاتلوا الكفار ليدخلوهم من الكفر إلى الكفر ويسفكوا دماءهم في ذلك فهذا مما لا ينبغي للمسلم أن يسفك دمه عليه لقوله تعالى: ﴿وَلَن يَجعَلَ اللَّهُ لِلكَافِرينَ عَلَى الُمؤِمِنينَ سَبِيلاً﴾ ولقوله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَادٌّونَ مَن حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾. وقال رسول الله ﷺ: «ومن قاتل تحت رايةٍ عَمِيَّةٍ، يغضبُ لعَصَبِيةٍ، أو يَدْعُو إلى عَصَبِيَّةٍ، أو ينصرُ عَصَبِيَّةً، فقُتِلَ، فقَتْلُه جاهليةٌ».

 

إن أمثال الطالب إبراهيم المغربي من أبناء المسلمين الذين يقاتلون سواء مع الجيش الروسي أو الأوكراني مغرر بهم وهم مدفوعون للقتال دفعا، ووجدوا من المشايخ من أفتى لهم بجواز القتال، ومن الحُكّام من وجّههم للقتال مع هؤلاء أو أولئك، كما وغرّروا بهم بالمال السياسي القذر.

 

فاللهم نسألك دولة خلافة راشدة تحمي رعيتها من مسلمين وأهل ذمة، يلجأ إليها الآمنون، فلا يتجرأ أحد على الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مُراغم خليل

 

آخر تعديل علىالسبت, 18 حزيران/يونيو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع