- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام الرأسمالي يتنصل من مسؤولياته ويتاجر بكبار السن
الخبر:
كشف وزير التنمية الاجتماعية آدم أحمد بخيت، خلال مخاطبته الورشة التشاورية للاستراتيجية الوطنية لكبار السن في السودان، والتي نظمتها الإدارة العامة للرعاية الاجتماعية بفندق السلام روتانا، بالتعاون مع منظمة الاسكوا، وقال إن استراتيجية الحماية الاجتماعية قطعت شوطاً كبيراً للدفع بها لإجازتها، بجانب الاتجاه لسن تشريع يلزم الأسر برعاية كبار السن، لتجفيف دور الإيواء الخاصة بكبار السن، على أن يقدم الدعم المالي للأسر التي لا تستطيع رعاية كبار السن لأسباب مالية، كما شدد سيادته على ضرورة الاستفادة من استراتيجيات الدول المتقدمة في مجال كبار السن، وإنشاء أندية خاصة بهم حتى نحقق لهم نوعاً من الرضا، وبالتالي تقديم خبراتهم وتجاربهم للدولة والمجتمع. من جانبه أشار وكيل وزارة التنمية الاجتماعية جمال النيل عبد الله إلى أن المرحلة المقبلة هي مرحلة إدماج كبار السن في سوق العمل. (سودان ديلي نيوز، 8 حزيران/يونيو 2022م).
التعليق:
التعمق في كلام الوزير ووكيل وزارته يري بشكل جلي النظرة الرأسمالية في التعامل مع كبار السن، فالوزير يبشر بتشريع قانون يلزم الأسر برعاية كبار السن لتخفيف الأعباء على الدولة، لأنها تصرف على دور الرعاية! ويذهب وكيل وزارة ما يسمى بالتنمية الاجتماعية إلى أبعد من ذلك بخطة إدماج كبار السن في سوق العمل! وفوق كل ذلك الورشة برعاية الاسكوا، وهي من منظمات الأمم المتحدة التي تروج الحضارة الرأسمالية التي لا تعرف غير القيمة المادية!
لقد حض الإسلام على احترام وتقدير الكبير، حيث قال رسولنا الكريم ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنا»، فلم تنشأ دور للعجزة في بلاد المسلمين إلا عندما تبنى حكامنا أحكام الحضارة الرأسمالية المادية النفعية، فأصبح كبار السن يحسبون في نسب الإعالة، ولا أحد يقبل برعايتهم، فيحشرون في دور الرعاية للتخلص منهم، وربما يموتون ألف مرة من الحسرة والندم!
إن احترام الكبير في المجتمع، وتقديمه على من هو أصغر منه دليل رقي المجتمع، وهذا ما كان سائداً في المجتمع الإسلامي، وهو دليل فهم أفراد المجتمع لقواعد الأخلاق والقيم الإنسانية، وعلامة على سمو نفوسهم وتهذيبها، ومن أجل ذلك كان رسول الله ﷺ يحرص على أن يؤكد هذه المعاني فحث على رعاية الكبير واحترامه، بدءاً بالوالدين ثم الذين يلونهم من كبار السن رجالا ونساء، فالإنسان عند كبره يحتاج للرعاية والعناية، وهذا دليل على عظمة الإسلام الذي لا يُلقي كبارنا في دور الرعاية دون تقدير لما قدموه لنا، ووفاء لماضيهم وجهودهم، فجاء الإسلام يحثنا على احترامهم وتقديرهم للحفاظ على مشاعرهم ورداً لجميلهم: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾.
وحض الإسلام على البدء بإلقاء التحية على الكبير، والسؤال عن حاله، وتقديم الكبير في الحديث، وعدم الخوض في أمر دون الكبير، وقد وجه النبيُّ ﷺ بهذا حين قال لصغير تحدث عنده: «كَبِّرْ الْكُبْرَ، أَوْ قَالَ لِيَبْدَأْ الْأَكْبَرُ»، وأن يُقدم الكبير في المجلس والمأكل والمشرب، والدعاء له بالصحة والعافية، وأن يطيل الله في عمره؛ ويكرمه بالعمل الصالح.
إن استجلاب النسخ الغربية غير الإنسانية في التعامل مع كبار السن، التي تسعى الحكومة إلى تقنينها، هو انحدار وتبعية للحضارة الرأسمالية، التي وصلت درجة الموت لكبار السن، فهل نتبع سبلهم المنحرفة أم نعود لشرع ربنا الذي يكرم الإنسان، ذلكم الشرع الحنيف الذي تطبقه دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي التي ستقضي على أي تشبه بالغير، وتخلص ديننا لله سبحانه، فنعيش في مجتمع مؤسس على عقيدة الإسلام مطبقٍ لشرع الرحمن يحمل الإسلام لإنقاذ الناس من حضارة الغرب غير الإنسانية.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان
#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر