- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أوكرانيا إلى أين؟
الخبر:
اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا بإثارة أزمة الغذاء العالمية، جراء عدم القدرة على شحن المواد الغذائية من أوكرانيا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك الخميس، عقب اجتماعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الروماني كلاوس فيرنر يوهانيس، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي في العاصمة كييف. (وكالة الأناضول)
التعليق:
"أوكرانيا تنتمي إلى العائلة الأوروبية"، هذا ما صرح به المستشار الألماني يوم الخميس 16 حزيران 2022، وأضاف أنه "يؤيد منح أوكرانيا وجارتها مولدوفا صفة مرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".
وفي اليوم نفسه صرح الرئيس الأوكراني أن روسيا تحاول إثبات أن أوروبا الموحدة غير قادرة على أن تكون فعالة، وأن القيم الأوروبية لا تعمل من أجل حماية الحرية، وأكد أن بلاده مستعدة لأن تصبح عضوا كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي، وذلك حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقد استخدم الرئيس الأوكراني الأزمة الغذائية العالمية لصالحه بالقول: "هذه الأزمة أثارتها روسيا يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنع خطة روسيا لإثارة الجوع والفوضى السياسية في البلدان الأفريقية والآسيوية، حيث لا يمكن شحن المواد الغذائية من أوكرانيا".
وهو يحث الأوروبيين لدعمه بالسلاح الثقيل، مع أن الأزمة الغذائية العالمية سببها الأول والأساسي ليس الحرب. وإن كان لها تأثير، فعلى سبيل المثال إجمالي محصول القمح العالمي 785 مليون طن سنويا، حيث يباع ربعه فقط في السوق العالمية والباقي يستخدم في الدول المنتجة كجزء من النظام الغذائي اليومي.
وهناك منصتان عالميتان للتداول (بورصتان للعقود الأصلية للسلع في العالم) CBOT مجلس شيكاغو للتجارة في شيكاغو، ويورونكست في باريس، وهما المتحكم الوحيد به وحسب النظام الرأسمالي وأدواته.
إذاً الأزمة الغذائية العالمية هي نتاج النظام الرأسمالي وجشعه في المقام الأول، أي لو لم تندلع الحرب لكانت هذه الأزمة موجودة كما هي اليوم، وإنما يثيرها الرئيس الأوكراني ليستعطف دول العالم وخاصة الأوروبية لدعم بلاده بالسلاح الثقيل. حيث أضاف بوتين في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ "لسنا من قام بتلغيم الموانئ"، وأضاف "إذا أزالت كييف الألغام البحرية فإن روسيا ستضمن سلامة الصادرات"، كما أوضح أن شحنات الحبوب الأوكرانية كانت ضئيلة على المستوى العالمي حيث لا تتجاوز 5 ملايين طن من القمح وكمية مماثلة من الذرة وهي كمية ليست مهمة للاقتصاد العالمي كما يدعون.
إن الغرب المتسلط بنظامه الرأسمالي الجشع لا يأبه لدماء الأبرياء، ولا لتدمير البنى التحتية وهدم المنازل على سكانها، ما دام ذلك يخدم مخططاتهم ويسوق المال إلى خزائنهم ويوفر التربة الصالحة لإغراق العالم بالفوضى وإضعاف كل الخصوم على حد سواء، لتبقى القوى الاستعمارية المسيطرة والتي لها الكلمة الفاصلة في الوقت الذي تحدده هي.
ولكن دوام الحال من المحال واستمرار هذه السيطرة غير الإنسانية لن يطول ويجب أن تدور الدوائر عليهم ويعود الأمر إلى نصابه وكما يرتضيه الله تعالى.
أيها العالم: ألم يئن الوقت لنحرق الشعارات الكاذبة وأن نتجه للمبدأ الحق فننعم بالطمأنينة والسعادة التي لا يمكن حدوثها مع هذا النظام المهترئ الذي يتحكم بمفاصل القوى؟ فهبوا إلى تغيير الواقع بما يخدم البشرية، وليس هناك حل أفضل من تطبيق نظام رباني أنزله الخالق ليطبقه البشر ويعيشوا في ظله مطمئنين سعداء.
أيها المسلمون في جميع بقاع الأرض: هبوا لنصرة دينكم واعملوا مع العاملين لإعادة الإسلام إلى سدة الحكم بفرض أحكام الله سبحانه حتى لتنتقل البشرية من ظلم الرأسمالية إلى عدل الإسلام ومن الظلمات إلى النور. قال تعالى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نبيل عبد الكريم