- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
المعركة بين الحق والباطل من سنّة الله
(مترجم)
الخبر:
في 29 أيار/مايو 2022، كانت هناك قوافل دراجات بخارية من حركة "خلافة المسلمين" في بريبس جاوة الوسطى، وكوانج شرق جاكرتا. وضعوا لافتات أثناء ركوب دراجاتهم النارية: "أهلا بكم بصحوة الخلافة الإسلامية" و"كونوا رائدين في فرض الخلافة على منهاج النبوة".
هذه المجموعة هي جماعة تعتبر أن لديها خلافة بالفعل، لكنها ترى فيها اتحاداً روحياً وليس دولة. هذه الحركة نشطة في إندونيسيا منذ عام 1997. ثم بعد عملية القوافل تلك اعتقلت الحكومة عبد القادر البراجا بصفته زعيما لجماعة خلافة المسلمين في 7 حزيران/يونيو 2022. وبالمثل، تم اعتقال العديد من أعضائها. بعد ذلك ظهرت اتهامات حاصرت فكرة الخلافة. ففي 2022/6/7 دعا المحامي الكبير روملي أتماسميتا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات ضد من عبّروا عن الخلافة بقوله: "لا يوجد سبب على الإطلاق للحكومة، ولا سيما جهاز التعداد 88 (مفرزة خاصة للإرهاب)، لعدم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. الأنشطة الإرهابية، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، أي نشاط تفوح منه رائحة الخلافة". وقال الوزير المنسق للشؤون السياسية والقانونية والأمنية محمد محفوظ محمود الدين: "إن الخلافة كنظام حكم بدأت بالظهور في الآونة الأخيرة، على الرغم من صغر حجمها". وأضاف: "إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، يمكن لبعض الأطراف استخدامها لإحياء الممنوعات، مثل الشيوعية الجديدة ونظام الخلافة المحموم" (2022/6/16).
التعليق:
1. بغض النظر عن ماهية حركة خلافة المسلمين، فإن اعتقال قادتها وإغلاق مكاتبها شجع على ظهور آراء تشوه فكرة الخلافة الإسلامية. نعم، من ناحية هناك جانب إيجابي حصل من هذا الحدث، وهو أن مصطلح الخلافة ينتشر بشكل متزايد في المجتمع. ومع ذلك، من ناحية أخرى، فإن (بعبع) الخلافة يحدث بشكل متزايد بطريقة منظمة ومنهجية وواسعة النطاق. الادعاءات القائلة بأن الخلافة تشكل تهديداً للدولة وأنها تسبب الانقسام تزداد بشكل متزايد من أولئك الذين ينتمون إلى الإسلاموفوبيا، ويخوفون الناس من فكرة الخلافة حتى يرفضوا نظام الحكم في الإسلام.
2. يدرك الكثير من الناس أن السلطات تطبق حالياً الاقتصاد الرأسمالي الربوي. يتم تسليم سلع التعدين والمياه والطاقة في الغالب للأجانب. وفي الأمور الشخصية، يتم تطبيق الليبرالية بحيث لا يكون الزنا والشذوذ مشكلة طالما أنهما بالتراضي. وكذالك في المجال السياسي، يتم تطبيق السياسة الانتهازية حيث يتم إعطاء الأولوية لمصالح الأوليغارشية (أصحاب رأس المال) كما ينعكس في العديد من القوانين مثل القانون الشامل "خلق العمل". والواقع أن الخلافة من أحكام الإسلام التي ستطبق الإسلام كاملا وتعيد السلطان التي كانت في أيدي أصحاب رؤوس الأموال إلى أيدي الناس أي إلى الأمة. لذلك فالخلافة ليست تهديداً للدولة أو الأمة الإسلامية، لكنها تهديد للرأسمالية والليبرالية والعلمانية والأجانب الذين يستغلون ثروات المسلمين. كيف يمكن أن تكون أحكام الإسلام، بما في ذلك الخلافة، خطرة أو تهدد المسلمين؟! بناءً على ذلك، يمكن ملاحظة أن الدعاية المناهضة للخلافة هي جزء من الصراع بين الرأسمالية والإسلام. وهذا لا يمكن فصله عن الحرب على الإرهاب والحرب على التطرف التي يروج لها الغرب.
3. الحقيقة أن المعركة بين الحق والباطل هي من سنّة الله، وسيكون النصر للإسلام وأهله. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51] ويقول تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً﴾ [الفتح: 28]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد رحمة كورنيا – إندونيسيا