الأربعاء، 23 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق
أحداث كلبس في دارفور دموع التماسيح ومتاجرة بأرواحنا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أحداث كلبس في دارفور دموع التماسيح ومتاجرة بأرواحنا

 

 

الخبر:

 

قالت السفارة الأمريكية بالخرطوم في تعميم لها، إن حكومة الولايات المتحدة تشجب بأشد العبارات ما يجري من أعمال العنف في غرب دارفور هذا الأسبوع، حيث قتل في محلية كلبس أمس أكثر من 100 شخص من المدنيين، ونزوح 7 آلاف أسرة. وأضاف البيان، ندعو قوات الأمن إلى تأمين سلامة جميع المدنيين في دارفور والسلطات ومحاسبة المسؤولين عن هذا العنف المؤسف. من جانبه دان فولكر بيرتس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان أعمال العنف في دارفور، ووصفها بأنها "غير مقبولة"، وكتب على حسابه الرسمي على موقع تويتر "إن دائرة العنف المستمرة في دارفور غير مقبولة وتسلّط الضوء على الأسباب الجذرية الواجب معالجتها". ودعا السلطات المعنية وقادة القبائل والتنظيمات المسلحة إلى تهدئة التوتر وضمان حماية المدنيين.

 

التعليق:

 

إن الأهالي في مناطق النزاع ليسوا سوى أدوات رخيصة يتم استخدامهم لقتل بعضهم بعضا بدم بارد، وهم مسلمون والإسلام يحرم الاقتتال أشد تحريم: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾، وقال ﷺ: «أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ»، وقال ﷺ: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ قَالَ إِنَّهُ كَانَ حَرِيصاً عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ»، فمن أجل ذلك لا يجوز التواجه بين مسلمين بالسلاح أبداً، إلا ما جاءت به الشريعة من الأمور المبيحة للدم، وقال ﷺ: «إِذَا شَهَرَ الْمُسْلِمُ عَلَى أَخِيهِ سِلاحاً، فَلا تَزَالُ مَلائِكَةُ اللهِ تَلْعَنُهُ حَتَّى يُشِيمَهُ عَنْهُ» يعني: يغمده في غمده ويخفيه.

 

ولعظم النفس المقتولة عند الله فإنه ﷺ قد بيّن بقوله: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ»، فهؤلاء القتلى والجرحى من الأبرياء أول ما تؤخذ الحقوق لأهل الموقف يوم القيامة تؤخذ لهم، لعظم حرمة دماء المسلمين عند رب العالمين، ويقول ﷺ: « لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ». أخرجه الترمذي.

 

والإسلام كذلك يحرم وجود من يشعل هذه الفتنة، فهؤلاء المتباكون على دماء أهل دارفور هم العدو لأنهم يبكون بدموع التماسيح، وفي الوقت نفسه يغذون الصراعات القبلية في دارفور وغيرها من بلاد المسلمين، التي تروح ضحيتها أنفس بريئة مظلومة، كل ذلك الإجرام الممزوج بإنسانية زائفة من أجل تسويق الأسلحة التي يضخها الغرب في كل مكان في العالم، لأن الشيء في الرأسمالية نفعه يُعزى لما يجلبه من منفعة لأصحابه، فما دامت مصانع الأسلحة تنتج سلاحاً يفتك بالبشر فهذا أمر فيه منفعة. تنتج أسلحة تفتك بالأرواح بكل وحشية لتحقيق أرباح مادية، بل أيضا في كون المتحاربين إنما يخوضون حربا بالوكالة عن الدول الاستعمارية نفسها التي تبيع المتحاربين الأسلحة، يقتل الإنسان أخاه الإنسان وفي بلادهم بأسلحة الدول المستعمرة، أمريكا ودول أوروبا، وبأموال أهل البلد لخدمة مصالح الاستعمار وتحقيق مخططاته القذرة!

 

وإن كان هذا الإجرام الاستعماري، يكشف عن حقيقة حضارة الغرب، ولا أخلاقيته المتناهية، فهو في الوقت نفسه يبرهن ويبرز حجم كارثة العمالة والاسترزاق التي يتصف بها حكامنا، وقادة الحركات المسلحة الذين لا هم لهم سوى مناصبهم وكراسيهم ومصالحهم ومكاسبهم، ولو كانت على جثث الأطفال والنساء، وإن كانت نتيجتها دماء وحرق القرى الآمنة، وتشريد أهلها! فأي إجرام ثلاثي الأبعاد يتعرض له أهل دارفور من الغرب، والحكام الرعاء الحطمة، والحركات المسلحة!

 

لم يكن بالإمكان أن تحدث هذه الجرائم بحق الناس لو كان لنا أمام جنة نقاتل من ورائه ونتقي به، فلتتجه بوصلة العاملين للتغيير الاتجاه الصحيح، وأن يعملوا لتمكين الدين الحق بإقامة دولة على أساسه تقيم الشرع وتقطع دابر المتآمرين، خلافة راشدة على منهاج النبوة تطبق أحكام الإسلام، وتؤلف بين قلوب المؤمنين، وتصهر الشعوب في بوتقة الإسلام.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 22 حزيران/يونيو 2022م 11:28 تعليق

    اللهم نسألك أمام جنة نقاتل من ورائه ونتقي به،

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع