- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تحالف الدفاع الجوي المشترك بين كيان يهود وبعض الأنظمة العربية
لن يعيق قيام دولة الإسلام
الخبر:
قال وزير حرب كيان يهود بيني غانتس، يوم الاثنين، إن كيانه يبني "تحالفاً للدفاع الجوي في الشرق الأوسط" بقيادة الولايات المتحدة، مضيفاً أن التحالف أحبط بالفعل محاولات لشن هجمات إيرانية.
ولم تذكر تصريحات غانتس، التي ظهرت في نسخة رسمية من إحاطة قدمها للجنة الشؤون الخارجية والحرب في الكنيست، أسماء أي شركاء آخرين في التحالف.
وصرح غانتس الأسبوع الماضي بأن على كيانه والدول العربية التي تشاركه المخاوف بشأن إيران أن تعزز قدراتها العسكرية تحت رعاية واشنطن، وذلك قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، والمقررة الشهر المقبل.
وقال غانتس وفقا لنص رسمي "في مواجهة العداء الإيراني... المطلوب ليس فقط التعاون، بل أيضا حشد قوة إقليمية، بقيادة أمريكية، ما سيعزز قوة جميع الأطراف المعنية".
وأضاف "في هذا الصدد، نحن نعمل باستمرار من أجل أمن مواطني (إسرائيل)". (الشرق الأوسط، بتصرف)
التعليق:
- تأتي تصريحات وزير حرب كيان يهود منسجمة تماما مع موقف الدول العربية من هذا الكيان، وإن كانوا لا يظهرون ذلك للعيان، كيف لا وهي من ثبت كيان يهود في فلسطين، فقد تواترت الأحداث والوقائع التي لا تدع مجالا للشك، من حروب مصطنعة ومنع كل حركة تحاول قتال يهود، أو احتوائها، ومن ترك أهل فلسطين لوحدهم في الساحة ضد يهود، بل أبعد من ذلك بكثير بمد كيان يهود بجميع أسباب الحياة والدعم على جميع المستويات، وها هي هذه الدول أضحت إما مطبعة علنا بلا حياء أو في طريقها للتطبيع دونما خوف من رب السماء والأرض، وصدق من قال "إن كيان يهود ظل الأنظمة العربية فإن زال الشيء زال ظله".
- إن اتفاقية الدفاع المشترك المشؤومة هي فتح باب من أبواب الشر على الأمة الإسلامية بهدف معلن أقل أهمية وآخر مخفي، وأظنه السبب الحقيقي، كيف لا وبهذه الاتفاقية يصبح كيان يهود جسما طبيعيا في المنطقة وصديقا يقاتل من ورائه ويذاد عنه وتهرق دماؤنا في سبيله، فيصبح منا بعد أن كان عدونا؟!
- كان لا بد لأمريكا ويهود من صناعة عدو للدول العربية حتى ترتمي هذه الدول في أحضان أمريكا وربيبتها في المنطقة، ولا يوجد شيء أفضل من اللعب على وتر الطائفية؛ سنة وشيعة، فقسمت الدول العربية لقسمين: إيران وأشياعها سوريا والعراق ولبنان واليمن، وقسم آخر تريد أمريكا أن يتزعمه كيان يهود ويضم دول الخليج والأردن ومصر... والباب مفتوح لمن يريد حماية نفسه من إيران وسطوتها في المنطقة! وأمريكا تمسك بحبال الفريقين فتحكم سيطرتها على المنطقة وتقاتل من تريد بالوكالة عنها دون دفع أي ثمن مادي أو معنوي. بل تريد أكثر من ذلك؛ تريد أن تتحكم بالجيوش العربية تحكما تاما وليس في القادة فقط، فتنفذ إلى الضابط الصغير قبل الكبير وتشرف على التدريب والتسلح وكل شيء وتوكل هذه المهمة لكيان يهود.
- أرى أن الهدف الأساسي لإنشاء مثل هذا الحلف الدفاعي بين بعض الأنظمة العربية وكيان يهود هو:
* إكمال عملية دمج كيان يهود وضمان استمرار الحالة التطبيعية معه، وعدم الاكتفاء بتطبيع الحكام وبطانتهم بل محاولة دمج الشعوب وصهرهم في العملية التطبيعية.
* خلق توازن قوى في منطقة الشرق الأوسط، وأظن أن إيران باتت تمتلك أسلحة غير تقليدية أو على وشك، بل إن امتلاكها لها يصب في الصالح الأمريكي لردع المنطقة، بالمقابل يتوجب لتحقيق التوازن تمليك إحدى الدول العربية سلاحاً غير تقليدي، وأمريكا لا تريد لسلاح غير تقليدي في أيدي جيوش المسلمين السنة، فعمدت لكيان يهود لإحداث هذا التوازن فيكون رأس حربة وقائدا للجيوش العربية في المعارك المصطنعة.
* أهم الأسباب وأخطرها هو جعل هذا الحلف خط الدفاع الأول لأي عملية نهضوية للأمة الإسلامية لاستعادة سلطانها وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وهذا هو الهدف الخفي الذي لا يجرؤ أي سياسي التصريح به، بل كلهم يتفقون عليه ويجمعون على منعه.
- لكن على ما يبدو أن أمريكا الصليبية الحاقدة ويهود القوم البهت لا يقرؤون التاريخ جيدا، فهل نسوا أن رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم أقام دولة الإسلام الأولى في عقر دارهم وهم ينظرون، وقد شلت عقولهم وخابت دسائسهم وارتد مكرهم عليهم حتى طردوا من جزيرة العرب؟ بل أكثر من ذلك فإن الله إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، والنصر والتمكين لأمة الإسلام وعد الله ولا يخلف الله وعده، بل يسير الأمور ويجري الأحداث لتحقيق أمر كان مفعولا شاء من شاء وأبى من أبى فهذا وعد الله. قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي