- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام التركي وقادة حماس لا يهتمون لأحكام الإسلام ويفرّطون بدماء ملايين الشهداء
الخبر:
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الخميس إن تركيا ودولة يهود بدأتا العمل على إعادة التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء، في الوقت الذي يسعى فيه البلدان إلى إنهاء توتر في العلاقات استمر لأكثر من عقد. يزور يائير لابيد أنقرة إثر عودة الدفء للعلاقات على مدى أشهر، وقال جاويش أوغلو إنه ولابيد على اتصال وثيق فيما يتعلق بالتهديدات التي تمس يهود في تركيا، وشكر لابيد تركيا على المساعدة في إحباط مخطط إيراني لاستهداف يهود في إسطنبول وقال إن الجهود لا تزال جارية، وقال لابيد: "في الأسابيع القليلة الماضية، تم إنقاذ حياة مواطنين (إسرائيليين) بفضل التعاون الأمني والدبلوماسي بين (إسرائيل) وتركيا" (رويترز، بتصرف).
وفي خبر مشابه، قرّرت حركة حماس استئناف علاقاتها مع النظام السوري، بعد عشر سنوات من مقاطعة قيادتها دمشقَ بسبب معارضتها لحملة رئيس النظام بشار الأسد على انتفاضة ضد الحكم، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن مصدرين في الحركة، وقال مسؤول في الحركة، طلب عدم الكشف عن هويته، إن "الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قيادية عليا لتحقيق ذلك"، وقال مسؤولان في الحركة إن حماس "اتخذت قرارا بالإجماع لإعادة العلاقة مع سوريا" (رويترز).
التعليق:
بعد أن يئست رأس الكفر أمريكا - سيدة النظام في سوريا وربيبة كيان يهود في الأرض المباركة فلسطين - من إيجاد بديل عن النظام السوري الذي يرأسه المجرم بشار الأسد يرضى عنه أهلُ سوريا، فتحبط ثورتهم التي قامت للإطاحة بالنظام العلماني النصيري الجاثم على صدور أهل الشام الأخيار ولإقامة حكم الإسلام في أرض الأمويين، راحت أمريكا تأمر أتباعها وعملاءها في المنطقة بتطبيع علاقاتهم مع النظام النصيري، فراح حكام المنطقة يتسابقون للقاء المجرم بشار، سرّاً وعلانية، ما يعني أن رجوع النظام النصيري إلى الجامعة العربية وحضور رأس النظام في لقاء الجامعة العربية القادم شبه محتم، كما ورد في وسائل الإعلام، وفي هذا السياق أجمع قادة حركة حماس على التطبيع مع هذا النظام، إرضاءً لأمريكا وانصياعا لأوامر قاتل الإخوان السيسي وجهاز مخابراته، الذي استلم ملف تطبيع علاقات دولة يهود مع فصائل المقاومة في غزة، وبهذه الخطوة يكون قادة الحركة قد ساروا على خطا قادة منظمة التحرير وحكام المسلمين في ردهم لأحكام الإسلام التي تحرم موالاة الكفار وأعوانهم من المجرمين ومسالمتهم؛ والتفريط بدماء أكثر من مليون شهيد راحوا ضحية هذا النظام المجرم. ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ﴾.
عندما يئست أمريكا ويهود من قبول الشعوب الإسلامية لتطبيع العلاقات مع كيان يهود، أمرت أمريكا حكامَ المسلمين بتجاهل الرأي العام والدوس على مشاعر الأمة الإسلامية تجاه كيان يهود الغاصب، وساقتهم نحو التقاطر لتطبيع علاقاتهم مع كيان يهود، متعامين عن احتلال يهود للأرض المباركة فلسطين، وتنكيله بأهلها الأخيار صباح مساء، وتدنيسهم لثالث الحرمين الشريفين، وسنّوا ذلك قانونا في دولتهم، ولا زالوا في طغيانهم يعمهون حتى لم يسلم منهم البشر والحجر والشجر. مع ذلك لم يستحيِ هؤلاء الحكام وعلى رأسهم أردوغان من توطيد العلاقات مع دولة يهود، بل والتواطؤ لحماية أرواح المفسدين في الأرض، فصدق فيهم قول رسول الله ﷺ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» البخاري.
إن الذي يدفع بحكام المسلمين للتطبيع مع دولة يهود، والذي يدفع بقادة حماس للتطبيع مع عميل أمريكا بشار الأسد، وعدم اكتراثهم بأحكام الإسلام وبالرأي العام في البلاد الإسلامية، هو خشيتهم من أمريكا بدل خشيتهم من الله وعذابه، ومخافتهم على مصالحهم الأنانية الدنيئة، والذي دفع أمريكا لاتخاذ هذه الخطوات الواسعة هو إدراكُها عجزَها عن اقتلاع العقيدة الإسلامية من نفوس الأمة، وما انبثق عنها من مفاهيم الولاء لله سبحانه ورسوله ﷺ والبراءة من كل كافر وعميل، فأصبحت الأمة لا ترضى إلا بالعدل والحق لا تشوبه شائبة، لذلك ضربت أمريكا ومعها عملاؤها برأي المسلمين عرض الحائط وسارت في طريق تنفيذ مخططاتها التي تمكّن للأنظمة التابعة لها ولدولة يهود، التي أصبحت مرشحة لقيادة حلف مكون من هذه الأنظمة ضد أي تحرك مخلص يقود الأمةَ للانعتاق من العبودية وإقامة دولة الخلافة الراشدة التي بشّر بقيامها رسولُ الله ﷺ؛ ولكن خابت أمريكا وأتباعها وأشياعها وخاب سعيهم، فقد جاء وعد الآخرة الذي يقتضي غلبةَ المسلمين على كيان يهود ومعه الأتباع والأشياع من قادة وحكام عملاء، وإن غداً لناظره قريب.
قال رسول الله ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ» رواه البخاري ومسلم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان