السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أبناؤنا والحملة العالمية للترويج للشذوذ  من يصدّ كيد الأعادي؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أبناؤنا والحملة العالمية للترويج للشذوذ

من يصدّ كيد الأعادي؟!

 

 

الخبر:

 

شهدت مصر خلال الأيام الماضية تحركات متصاعدة إثر منع فيلم Lightyear الذي وُصف بأنه يروج للمثلية الجنسية. وانطلاقا مما وصفها بالتخوفات المجتمعية تجاه أفكار تروج للمثلية الجنسية تتبناها شركات إعلامية عالمية، أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري عن قرب إطلاق مبادرة "الإعلام الآمن للطفل".

 

التعليق:

 

خلال الشهر الجاري، منعت مصر - ضمن 14 دولة في إقليم الشرق الأوسط - فيلم الرسوم المتحركة لايت يير (Lightyear) الموجه للأطفال، كونه يروج للمثلية.

 

 وقد تداول الناس عبر منصات التواصل مقطع فيديو، تؤكد فيه رئيسة المحتوى الترفيهي في شركة ديزني الأمريكية، كيري بيرك، النية لتقديم 50% من شخصياتها الكرتونية من المثليين وغيرهم من المختلفين عرقيا وجنسيا، بحيث لا يكون ظهورهم فقط في مشاهد عابرة ولكن يصبحون أبطالا للقصص.

 

أيضا أثارت مجلة ماجد الموجهة للأطفال في عددها أيار/مايو الماضي استياء واسعا وتمّ سحب النسخ لانخراطها في الترويج للمثلية من خلال رسومات تضمنها العدد.

 

إنّ هذه الحملة العالمية المسعورة للتطبيع مع الشذوذ الجنسي قد اشتدّ سعيرها وبان جليا مدى خبث ونفوذ القائمين عليها. وفي مقابل ذلك انكشفت هزالة المواقف على مستوى الدول القائمة في البلاد الإسلامية، فقد اكتفت بالشجب والاستنكار ومنع الفيلم ومنع العدد من مجلة ماجد!

 

إنّ هذه الإجراءات وحدها لا تحمي ظهر الطفولة والأجيال الناشئة من السهام المصوبة نحوهم، فالأمر جلل، وهو يهدف لتشويه الفطرة وقلب الموازين والمقاييس السليمة، والأهمّ أنّه استهداف لمفاهيم الإسلام العميقة التي تحرّم المثلية وكل شذوذ.

 

إنّ ظهر الأجيال الناشئة مكشوف للعدوّ بسبب خضوع الدول اليوم للاتفاقيات الدولية والإملاءات الغربية في كل شيء، خصوصا في مناهج التعليم والتوجهات الإعلامية، وتقاعسها عن الرعاية الحقة، وفتحها الباب أمام النمط الغربي للحياة، بل وفرض طراز عيشه على أناس مسلمين الأصل أنّ لهم طرازَ عيشٍ مختلفاً جذريا عن الغرب.

 

قد يتمكن الآباء من منع أبنائهم من مشاهدة قناة ديزني وغيرها ممن يروج للفاحشة والشذوذ، ولكن ذلك وحده غير كاف وسط التيّار العالمي الجارف.

 

فالأصل أن تكون الدولة هي الحصن الحصين الذي يمنع عن أولادنا هذه الهجمات المستعرة باعتماد كل السبل المتاحة لديها من تركيز مفاهيم الإسلام في التعليم، ومن الوقوف شوكة في حلق قادة حملة الشذوذ بقطع قنواتهم ومحاربة فكرهم إعلاميا وإيجاد البديل الآمن لأبنائنا، والتحرك الدولي الفاعل لإيجاد رأي عام عالمي يدين المثلية والخروج عن الفطرة، وكذلك عدم الانخراط في الاتفاقيات الدولية التي تستهدف الترويج للفكر الغربي وشذوذه كسيداو ومثيلاتها، والأهمّ هو حمل مفاهيم الإسلام بقوّة للعالم؛ فهي المفاهيم الصحيحة الموافقة للفطرة والمنظمة التنظيم الصحيح لحياة البشر.

 

إن الشجب والاستنكار على حياء، وخوفا من الضغوطات الدولية سببه ضعف الدول الكرتونية الموجودة اليوم وموافقتها لتكون تحت عباءة الغرب، فهي لا تتحرك إلا بإذنه وفي نفس اتجاهه؛ ولهذا نرى المجتمعات في البلاد الإسلامية اليوم كيف غزتها المفاهيم الخاطئة والقوانين الوضعية الفاشلة وصارت تعيش انفصاما في الشخصية.

 

إنّ ما نحتاجه حقا هو وجود كيان قوي يتبنى مفاهيم الإسلام التي يؤمن بها الناس ويحملها للعالم ليخرجه من ظلمات الجاهلية التي يحياها، ففي ظل هذا الكيان فقط سيحيا أبناؤنا في أمان فيردّ عنهم كيد أعاديهم ويحميهم من كل ما يهددهم.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

منّة طاهر – ولاية تونس

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع