- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
البنك الدولي يواصل دوره الاستعماري في اليمن
الخبر:
جاء في صحيفة عدن الغد في عددها الصادر يوم الأحد الموافق 3 تموز/يوليو 2022م أن "البنك الدولي يوافق على تقديم منحة إضافية لليمن بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي".
التعليق:
لم تكن أبداً مِنح أو قروض البنك الدولي تعود بالخير والفائدة على الدول الممنوحة بل إن نتائجها دائما سلبية، حيث إن هذه المِنح تكون مصحوبة بشروط وقيود تجعل الاستفادة منها في نهضة البلد مستحيلة. فالجزء الكبير من هذه المنح يذهب إلى جيوب الفاسدين من المسؤولين وغيرهم، ولا يتبقى غير القليل من الأموال التي تكون مشروطة لتصرف في مشاريع محددة كلها استهلاكية، كوقود للكهرباء أو مساعدات رمزية للفقراء لا تحسن من حالهم، بل تبقيهم على مستوى فقرهم نفسه، أو مصاريف تشغيلية أخرى حتى تنتهي بدون أن يشعر الناس بأي تحسن ملموس في أوضاعهم المادية والاقتصادية.
والحقيقة أن مثل هذه المنح ما هي إلا وسيلة من وسائل استعمار البلد الذي يكون مرهوناً لكل أوامر وشروط البنك الدولي، والذي هو مجرد واجهة للدول الغربية على رأسها أمريكا أكبر مموليه. والقروض المأخوذة من البنك الدولي بلاؤها أعظم، حيث إنها تكون مصحوبة بربا لا يقدر البلد على سداده ويتضاعف هذا الربا فترة بعد فترة حتى يتعدى الناتج المحلي للبلد، فيبدأ البنك الدولي بالاستيلاء على المشاريع الحيوية للدولة كالموانئ والمصانع والثروات التي يمتاز بها البلد ويحولها إلى أيادي الشركات الغربية لامتصاصها والتحكم بها كيفما تشاء.
لقد وصل إجمالي الدين العام خارجیا وداخلیا على اليمن إلى أكثر من 25.6 ملیار دولار عام 2017م، بعد أن كانت المديونية العامة لليمن قبل 12 عاماً من الآن في حدود 10.5 مليار دولار، حسب موقع إیكونومیست. ووفقا لتقریر موجز یرصد الأوضاع الاقتصادیة صادر من مجموعة البنك الدولي في شتاء 2019م، فقد بلغت نسبة إجمالي الدین العام 94% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.
فالحذر الحذر يا أهل اليمن من شرور هذا البنك الذي ينفث السم في العسل موهماً الناس أن أهدافه هي تحسين وضع البلد، بينما الأهداف الحقيقية هي إغراق البلد في الديون والاستيلاء على ثرواته، والتحكم بقراراته بدون الحاجة لإطلاق رصاصة واحدة. فيجب البعد كل البعد عن مشاريع البنك الدولي الاستعمارية التي تزيد البلد ضررا فوق ضرر. فالذي سينهض بالبلاد الإسلامية النهضة الصحيحة، ويرعى مصالح المسلمين الرعاية الحقيقية هو النظام الإسلامي الذي أنزله الله لنا، والمتمثل بدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي سترد المظالم بإذن الله وتعطي الناس حقوقهم وتحمي ثغورهم فاعملوا لها مع العاملين تفلحوا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. خالد السراري – ولاية اليمن