- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لن يلدغ أهل السودان من الجحر نفسه مرة أخرى
الخبر:
قال رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور إن مستقبل السودان بيد الشعب السوداني. وشدد عبد الواحد في تغريدة له على أن المجلس العسكري وشركاءه لن يكون أمامهم خيار غير الامتثال لمطالب الشعب مضيفاً أن ذلك قياساً على حجم الاحتجاجات. (سودان ديلي نيوز).
التعليق:
مطالب الشعب هي أن يعيش عيشا كريما في ظل دولة ترعى شؤونه حق الرعاية، دولة لها شخصيتها وكينونتها، دولة همها الأول هو الإنسان توفر له حاجاته الأساسية، دولة ليست تابعة عميلة يخضع حكامها للأعداء بكل ذل!!
وعندما خرج الناس على حكم البشير ليس لأن همهم العيش في ظل دولة مدنية أو عسكرية فهم قد تلظوا بنيرانها أعواما مديدة عانوا في ظلها الأمرين، بل خرج الناس ليعيشوا عيشا كريما بعد أن ضاق بهم الحال من جراء سيطرة النظام الرأسمالي على نظم الحياة سواء في ظل نظام مدني أو عسكري، فقد أوردت الجزيرة نت تقريرا جاء فيه: "ضاقت الأحوال جدّاً على المواطن السوداني وبدأ يظهر عدد من الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية من بدايات كانون الأول/ديسمبر 2018 في ولاية سنار والنيل الأبيض وباقي مدن السودان بسبب الغلاء الفاحش. وكان قرار الحكومة بزيادة أسعار الخبز في ولايات السودان هو القَشة التي قصمت ظهر المواطنين السودانيين وحولت المظاهرات من احتجاجات ضد الغلاء وفقدان الخبز إلى حراك سياسي يطالب بإسقاط النظام، ففي يوم 18 كانون الأول/ديسمبر 2018، تم الإعلان الرسمي عن بلوغ سعر قطعة الخبز ثلاثة جنيهات في ولاية البحر الأحمر والولايات المجاورة، و2.5 جنيه في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور. لم يتحمل المواطنون هذه الزيادة فانطلقت في اليوم التالي مباشرة مظاهرات في عدد من مدن ولايات السودان، مثل: عطبرة، والقضارف، وبورتسودان، والدامر، والنهود والحصاحيصا، ووقتها ظهر الوسم (الهاشتاق) "#مدن_السودان_تنتفض"، ومع أن أسباب الخروج كانت اقتصادية لكن سرعان ما تحول الهتاف للمناداة بإسقاط النظام كنتيجة طبيعية للانهيار الاقتصادي وعدم مقدرة النظام الحاكم على تحقيق أبسط مطالب الشعب مع بقائه في الحكم لقرابة الثلاثين عاماً. ومنذ 19 كانون الأول/ديسمبر 2018 وحتى لحظة كتابة هذه الدراسة، امتدت المظاهرات لتشمل أكثر من 30 مدينة تغطي شرق وشمال وغرب السودان ككل، كما تجاوز عدد المظاهرات الـ500 مظاهرة".
وسيستمر هذا الحال ما بقي هذا النظام قائماً، ولن يلدغ أهل السودان من جحر هذا النظام مرة أخرى، وستلفظ كل حزب ينادي بالعلمانية أو العسكرية، لأنهم يخرجون من مستنقع آسن واحد من وضع البشر، نظام ناقص أذاق أهل السودان الويلات والمحن والإحن، خرجوا عليه مرات ومرات منذ الاستقلال فأسقطوا الحكم المدني والعسكري، وسيسقطونهم إن عادوا مرة أخرى لأن أهل السودان يتطلعون للعيش في نظام يشعرون في ظله بالأمن والأمان والسعادة والاطمئنان، نظام من جنسهم يرعى شؤونهم، نظام ينبثق من عقيدتهم التي بين جنبيهم، وحاكم ينطبق عليه قول النبي الكريم ﷺ عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ». وهذه الصفات لا تنطبق إلا على خليفة راشد يبايع على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ يملأ الأرض نوراً ورحمة وعزة بعد أن ملئت ظلما وفقراً وذلا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان