الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
عوامل الانقلاب الناجع في تغيير الواقع

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عوامل الانقلاب الناجع في تغيير الواقع

 

 

 

الخبر:

 

اقتحم المتظاهرون في سريلانكا، مكاتب رئيس الوزراء ومقر التلفزيون الرسمي.

 

وأعلنت سريلانكا حالة طوارئ عامة اليوم الأربعاء، بعد ساعات على فرار الرئيس غوتابايا راجابكسا خارج البلاد، حسبما أعلن مكتب رئيس الوزراء.

 

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء دينوك كولومباج لوكالة فرانس برس "بما أن الرئيس غادر البلاد، أُعلنت حالة طوارئ للتعامل مع الوضع في البلاد".

 

وأطلقت الشرطة السريلانكية الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين أمام مكتب رئيس الوزراء.

 

وقال مسؤول في مطار ماليه، عاصمة جزر المالديف، لوكالة فرانس برس إنّ الطائرة العسكرية وهي من طراز أنطونوف-32 هبطت في المطار آتية من كولومبو وعلى متنها أربعة أشخاص بينهم الرئيس البالغ 73 عاماً وزوجته وحارس شخصي. (صحيفة الأردن، 2022/7/14)

 

التعليق:

 

إن تفاقم تبعات أزمة كورونا، ووقف تحويلات الأشخاص العاملين في الخارج، والأوضاع الاقتصادية في سريلانكا التي ما فتئت تتحول من سيئ إلى أسوأ خلال الأشهر الماضية، كل هذا نتج عنه خروج الناس في مظاهرات في مناطق عدة، ما أدّى إلى استقالة أعضاء الحكومة باستثناء رئيس الوزراء على وقع استمرار المظاهرات.

 

ثم أُعيد تشكيل الحكومة وسط اعتراضات الناس وفُرضت حالة الطوارئ إثر إضراب أعلنته النقابات.

 

ثم أُعلن انهيار الاقتصاد والعجز عن دفع مستحقات واردات البترول.

 

وفي التاسع من تموز/يوليو، اقتحم متظاهرون مقر الرئاسة وفر راجابكسا.

 

لكن هذه الأزمة عميقة، حيث تعاني سريلانكا منذ أشهر من نقص المواد الغذائية والوقود وانقطاع الكهرباء وتضخم متسارع، بعد نفاد العملات الأجنبية الضرورية لاستيرادها. فهل ستنجح في الانقلاب وتغيير واقعها المرير وتحسين نمط حياتها؟

 

ليست هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها انقلابات عسكرية وإعلان حالات طوارئ، أو هروب رؤساء دول أو سقوطهم صرعى بين يدي متظاهرين ناقمين على أوضاع بلادهم أو دساتيرهم التي أوصلتهم لحالات الفقر والبطالة ونقص الرعاية والتعليم والتضخم وسوء الأحوال، رغم توفر مصادر طبيعية عديدة في بلادهم.

 

لقد عاش العالم منذ أكثر من عقد من الزمان حالات انقلاب كثيرة لم ينتج عنها إلّا زيادة في الانكسار والتدنّي والذّل والقهر.

 

فرغم وجود رأي عام عند الشعوب على ضرورة التغيير لسوء ما وصلت إليه بلدانهم اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ورعايةً، لكن هذه الشعوب المشحونة تفتقد لعاملين مهمّين، قد نجد أحدهما في بعض المناطق وهو وقوف أهل القوة إلى جانب الشعب المُهان المُستضعف ونجاح عمليّة الانقلاب على السّلطة والاستيلاء على مراكز مهمة وحسّاسة في الدولة كالقصور والإعلام.

 

ولكن ماذا بعد ذلك؟

 

هل امتلك أحد الشعوب العامل الأهم لإنجاح عملية التغيير الجذري بعد الانقلاب، ألا وهو وجود مشروع دستور جديد مُتصوّر له النجاح والتطبيق؟

 

كل هذه الشعوب ثارت وهي لا تحمل دستوراً للتطبيق بعد زوال الدستور القديم، وهذا جعل من تلك الشعوب الثائرة مداساً لقوى الاستعمار تقبض عليها وتُلجمها وتُقيّد تفكيرها وتحرّكاتها بعد أن تُغير لها وجوهاً فيها كوسيلة لكبح لجام الشعوب، ثم تكبيل المستعمر لها بقيود من حديد يصعب الخلاص منها.

 

إن الثورات من أجل التغيير تحتاج عوامل عدة مثل الرأي العام عند الشعوب للتغيير، والخلاص من الذل والفقر والسوء، وكذلك عامل القوة، وهو أن يكون الجيش صاحب القوة أو أصحاب القرار والنفوذ واقفاً إلى طرف الشعوب، وأيضاً أن تكون البلاد التي يُراد فيها التغيير مكتفية ذاتياً بالموارد اللّازمة عسكرياً واقتصادياً، قادرة على مواجهة أي حصار عسكري أو اقتصادي. والعامل الأهم هو وجود مشروع جديد قابل للتنفيذ والتطبيق فور حدوث الانقلاب، وأن يكون هذا المشروع فيه حُلول لكل المشاكل التي خلّفها الدستور القديم.

 

فإن نقصت إحدى هذه العوامل، باء الانقلاب بالفشل الذريع السريع، وهو ما حصل في كل الانقلابات السابقة، فلم ينجح أي انقلاب في تغيير أوضاع البلاد وحل مشكلاته ولا حتى بعض المشكلات.

 

وإننا في حزب التحرير نمد أيدينا إليك أيتها الجيوش، ويا أصحاب القرار بمشروع دستور ربّانيّ، من خالق السماوات والأرض، فيه الخير العظيم للناس أجمعين، والعزة والكرامة للمسلمين.

 

ندعوكم لنُصرة الإسلام ودستوره المُستمد من شرع الله الذي ما فيه نقصان ولا عجز ولا تقصير.

 

قال تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مُراغم خليل

آخر تعديل علىالخميس, 21 تموز/يوليو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع