- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
الخبر:
تشن نساء إيرانيات حملة للاحتجاج على قواعد الزي الصارمة المفروضة عليهن من خلال خلع الحجاب في الأماكن العامة ونشر مقاطع فيديو تصور قيامهن بذلك على مواقع التواصل. (بي بي سي عربي)
التعليق:
سجلت نساء في شتى أنحاء البلاد مقاطع فيديو لهن في المتنزهات أو الشوارع أو حتى على الشواطئ وقد خلعن الخمار، بل إن بعضهن كن يرتدين قمصانا صيفية وسراويل قصيرة.
ووفقا للقسم الفارسي في بي بي سي، اعتقلت السلطات ما لا يقل عن خمس سيدات نشرن مقاطع مصورة في إطار تلك الحملة الأخيرة، بيد أن الكثير من النساء يعتزمن الاستمرار في احتجاجاتهن رغم تلك التهديدات.
إحداهن قالت في فيديو بثته على مواقع التواصل: "تستطيعون أن تعتقلونا، ولكنكم لا تستطيعون إيقاف حملتنا". "ليس لدينا ما نفقده. لقد فقدنا حريتنا منذ سنوات طويلة، وسوف نسعى إلى استردادها".
وها هي ماسيه ألينجاد قد مر على حملتها الاحتجاجية ضد الخمار الإجباري في إيران خمس سنوات، والتي انضمت إليها آلاف النساء على مدار تلك الفترة. وحققت حركتها انتشارا على وسائل التواصل الإلكتروني على نطاق واسع، وهو ما دفع بالمناصرين لها إلى تنظيم مظاهرات غير مسبوقة في شوارع إيران، لكن بعد كل هذا، هل اقتربت الحركة من تحقيق أهدافها؟
هذه النماذج للمرأة المسترجلة التي كل همها معاداة الرجل بحجة تحقيق ذاتها، ليست جديدة، فقد رأينا منذ زمن ليس بقريب من أوائل تلك النماذج هدى شعراوي، وصفية زغلول، مرورا ببدرية شفيق، وها هو الغزو الثقافي يزداد شراسة.
ولنا في جمال البنا والذي لقب بالمفكر الإسلامي الجريء مثال، فقد كان جريئا على الله وعلى كتاب الله وسنة نبيه، حين قال: "إن الإسلام لا يطلب من المرأة أن تغطي شعرها أو تنزع ذلك الغطاء، فهذا ليس شأنه، وإنما يدخل في إطار حقوقها الشخصية... والقرآن عندما قال: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31] كان ذلك في إطار الحديث عن لباس اجتماعي سائد في مجتمعات ذكورية خصصت المرأة للبيت والرجل للعمل وكسب الرزق، ولم يكن ذلك مزعجا للمرأة فقد وجدت في الأمومة ما يعوضها، لكن مع تطور الحياة في العصر ودخولها مجال العمل ومشاركتها في العمل السياسي مثل الرجل تماما، أصبح لا ضرورة للحجاب".
مكر يتبعه مكر وتشويهات وهجمات تمارس على المرأة وعلى أفكار دينها وبتأثير خفي لهذه الهجمات التي لا تنتهي على شعائرنا الإسلامية والدفع المستمر بالمسلمين لتبرير كل جانب من جوانب الإسلام ليتوافق مع العلمانية الليبرالية، فبذريعة إنهاض المرأة وحرية المرأة والمساواة وبنيّات فاسدة أثاروا الشبهات ولا زالوا ولن يتوقفوا حتى يخرجوا المسلمين عن دينهم إن استطاعوا، أثاروا الشبهات حول النصوص الشرعية المتعلقة بقضايا المرأة الاجتماعية وصاروا يؤولون النصوص المقتطعة من الكتاب والسنة للوصول إلى مبتغاهم رافعين شعار الحرية والعدل.
ليس غير الإسلام دينا حفظ المرأة وكرامتها ورفع من شأنها، ففي اليوم الذي كان فيه الغرب يحتار في المرأة هل هي كائن بشري أم حيواني، كانت الأمة الإسلامية في ذروة مجدها صنعت المبدعات ورعتهن أفضل رعاية، فالمبدأ الإسلامي وخلال الأربعة عشر قرنا أعطى المرأة كامل حقوقها ووضعها بمقام كريم فسعدت وأسعدت.
إن الأمة الإسلامية في صراع مرير مع الغرب، وكيده يتطلب من رجالها ونسائها شيبها وشبابها تكاتفا يقتلع تلك الجذور الخبيثة المعيقة للسير نحو هدفها المنشود الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تحفظ الدين وأهله وتحافظ على نقائه وصفائه وتأخذ بالأيدي نحو ما يرضي الله عز وجل لعلها تكون بطاقة المرور إلى جنات الخلود والنعيم المقيم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله