الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
التغيير الحقيقي لا يمكن ترقبه من خلال الانتخابات الديمقراطية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

التغيير الحقيقي لا يمكن ترقبه من خلال الانتخابات الديمقراطية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قام حزب عمران خان تحريك إنصاف باكستان في 17 تموز/يوليو 2022 بتوجيه ضربة لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – نواز من خلال الفوز بخمسة عشر مقعداً على الأقل، في انتخابات فرعية حاسمة. كانت المقاعد الخمسة عشر ضمن عشرين مقعداً تم إخلاؤها، بعد استبعاد أعضاء حزب تحريك إنصاف، الذين صوتوا لصالح حمزة شهباز من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية لمنصب رئيس وزراء البنجاب.

 

التعليق:

 

كان اتفاق القيادة العسكرية الباكستانية مع الحركة الديمقراطية الباكستانية المعارضة، بما في ذلك حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – نواز، يقضي بعدم الضغط عليهم لترك مناصبهم. وكانت الصفقة تسمح لهم بإكمال فترة المجالس الحالية حتى آب/أغسطس 2023. أما بالنسبة للانتخابات، فقد أرادت أحزاب الحركة الديمقراطية الباكستانية أن تبتعد المؤسسة عن الانتخابات، وكانوا واثقين من قدرتهم على الفوز في الانتخابات بمفردهم. ويفضل كل من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – نواز وحزب الشعب الباكستاني إدارة الانتخابات بأنفسهم، بدلاً من الاستعانة بمصادر خارجية لإدارة المؤسسة.

 

كان قرار المحكمة العليا عدم السماح بحساب أصوات الأعضاء المخالفين في انتخاب رئيس الوزراء ورئيس الدولة، بينما كانت المؤسسة تستعد لإجراء انتخابات مبكرة. ومع ذلك، استخدم صندوق النقد الدولي حق النقض ضد الانتخابات المبكرة. ثم حاولت المحكمة العليا إدارة تداعيات قرارها. وكان حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – نواز واثقا من فوزه في الانتخابات الفرعية، ولذلك وافق على قرار المحكمة العليا لحل الأزمة في البنجاب، أكبر مقاطعة في باكستان.

 

جاء انتصار حزب تحريك إنصاف نتيجة غضب الجماهير من السياسات التي يمليها صندوق النقد الدولي والتي تنفذها حكومة الحركة الديمقراطية الباكستانية. حيث أثرت الأزمة الاقتصادية والتضخم الناتج عنها على الناخبين البنجابيين بشدة. وعد حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – نواز، في إطار جهوده لإزاحة حكومة عمران خان، بتذاكر انتخابية لمرشحين لم يحظوا بشعبية كبيرة في دوائرهم الانتخابية.

 

وقد أثار هذا غضب بعض المرشحين الذين تركوا حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية وانضموا إلى حزب تحريك إنصاف وفازوا في الانتخابات على مقعده.

 

هذه نتيجة مفاجئة لكل من الحركة الديمقراطية الباكستانية والمؤسسة. لم تتخل المؤسسة عن الحركة الديمقراطية الباكستانية. لقد ابتعدت في الواقع عن الانتخابات كما طلبت منها الحركة الديمقراطية الباكستانية، وتفاجأت بالنتائج. غير أن ابتعاد المؤسسة عن الانتخابات سيخفف الضغط على الجنرال باجوا من طرف رؤساء القوات المسلحة، الذين أرادوه أن يستخدم سلطته لإزاحة حكومة الحركة الديمقراطية الباكستانية والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

 

بعد نتائج الانتخابات، لن ترغب أحزاب الحركة الديمقراطية الباكستانية في انتخابات مبكرة، خاصة عندما أدركت أن الجماهير لا تزال تشعر بالتأثير المحبط للتضخم. سيحاول عمران خان الدفع لإجراء انتخابات مبكرة مستشعرا أنه قادر على الفوز بالأغلبية. وسيخبرنا الوقت الآن كيف ستتصرف القيادة العسكرية.

 

لا يتوقع حدوث تغيير كبير في السياسة بفوز حزب تحريك إنصاف في انتخابات البنجاب، فإذا شكل الحكومة هناك ولم يستطع فرض انتخابات مبكرة، فسيضطر إلى العمل ضمن قيود الميزانية التي يفرضها صندوق النقد الدولي. هذه الانتخابات والسياسة الحالية في باكستان ليست أكثر من صراع على السلطة بين المؤسسة التي يقودها الجنرال باجوا وعمران خان وأحزاب الحركة الديمقراطية الباكستانية. ولن يؤدي هذا إلى تغيير حقيقي. إن الانتخابات في ظل الديمقراطية ستعيد السياسيين الفاشلين للحكم بالسياسات القديمة الفاشلة نفسها. إن الخلافة وحدها هي التي ستنهي هذه الحلقة المفرغة من الانتخابات، التي تؤدي دائماً إلى إعادة تدوير السياسيين، الذين رفضتهم الجماهير قبل بضعة أشهر.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس معز – ولاية باكستان

آخر تعديل علىالجمعة, 22 تموز/يوليو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع