الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
«مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا»

بسم الله الرحمن الرحيم

 

«مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا»

 

 

 

الخبر:

 

أعلنت لجنة أمن إقليم النيل الأزرق عن حصيلة الأحداث التي وقعت في عدد من مدن ومناطق الإقليم المختلفة. وقالت إن عدد القتلى بلغ 31 قتيلا و39 جريحاً وإتلاف 16 محلا تجاريا في الأحداث التي وقعت في الروصيرص وقنيص وقيسان وبكوري وأمورا وأم درفا. (سودان ديلي نيوز)، وأورد موقع نبض السودان أيضا تصريحات وزارة الصحة الاتحادية في بيان مساء السبت 7/17 إن التقرير الوارد من النيل الأزرق تحدث عن وصول الوفيات لـ33 حالة و108 إصابة، 5 منها تم تحويلها خارج الإقليم.

 

التعليق:

 

أصبح الاقتتال القبلي في السودان أمرا ليس بمستغرب، فلا يمر شهر أو حتى أقل من ذلك إلا ونسمع مثل هذه الفتن، كيف لا ونحن نعيش حالة اللادولة! فالدولة غائبة تماما وفي كل مرة يخرج الحكام بعد أن تنتهي أحداث العنف، وبعد أن يحصد الموت الناس، يخرجون بتصريحات يخادعون بها الناس على اهتمامهم وحرصهم، وها هو الفريق أحمد العمدة بادي حاكم إقليم النيل الأزرق يصرح بعد أن حصد الموت الأرواح وأزهقت الأنفس وما حصل من خراب ودمار ومناظر قتل والله تدمي القلوب والعيون، يخرج علينا بتصريحات في اليوم الخامس من الاقتتال لا تسمن ولا تغني من جوع، تصريحات قد سئمنا من تكرارها قائلاً: "سنتخذ الإجراءات القانونية ضد مثيري الفتن، وأن حكومة الإقليم تضع أمن واستقرار المواطنين في قائمة أولوياتها وستبذل ما بوسعها من أجل استتباب الأمن بالولاية"، وأضاف "سنتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد مثيري الفتن وسنضرب بيد من حديد على كل المتفلتين". والسؤال هو أين كنتم من هذه الأحداث وهي تندلع على مرأى ومسمع منكم؟!

 

فيا أهلنا في الروصيرص ومناطق النزاع الأخرى: إن المستفيد الأول من هذه الحروب هم أعداؤكم فلا تقعوا صيدا سهلا لهم، فهذا يخدم أجندتهم وهي تفريق كلمتكم، بل كونوا يدا واحدة عليهم، فهذا يغيظهم، وكونوا كما قال فيكم النبي ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» وقوله ﷺ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ». فكونوا عباد الله إخوانا وانبذوا مثل هذه النعرات الجاهلية التي حذرنا منها نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام حين قَالَ: «مَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، فَادْعُوا بِدَعْوَةِ اللَّهِ الَّتِي سَمَّاكُمُ اللَّهُ بِهَا الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ».

 

وإذا تمعنا في خطبة النبي ﷺ في حجة الوداع نجده يحث على تعظيم حرمات المسلم؛ دمه وماله وعرضه، ويحذر من قتل المسلم أخاه المسلم وعن القتال في الفتنة تحت الرايات الجهوية الجاهلية، فعنْ أَبي بكْرةَ رضي الله عنه أنَّ رسُول اللَّه ﷺ قَالَ في خُطْبتِهِ يوْم النَّحر بِمنىً في حجَّةِ الودَاعِ: «إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْتُ؟» متفق عليه. وقد تبرأ النبي ﷺ ممن يحمل السلاح في وجه أخيه، عن ابن عمر أن النبي ﷺ قال: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا».

 

ولا بد أن يدرك أهلنا في الروصيرص أنهم في ظل الحكومات الوطنية ليسوا سوى أدوات رخيصة يتم استخدامهم لقتل بعضهم بعضا، فعليهم أن ينتبهوا لهذه المسألة الخطيرة وأن يعلموا أنهم مسلمون، وإسلامهم كما يمنع الاقتتال القبلي فإنه يمنع ويحرم وجود من يشعل هذه الفتنة بينهم، وهذا لن يكون إلا بهدم ما بناه المستعمر من هذه الحكومات الوطنية وإقامة ما بناه النبي ﷺ مكانها، وهي دولة الإسلام، فبها وحدها يقضى على نار الفتنة ونبقى إخوة متحابين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر تعديل علىالسبت, 23 تموز/يوليو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع