- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السودان والأمن المفقود
الخبر:
قالت القوات المسلحة، إنها لن تسمح بانزلاق البلاد إلى الفوضى. جاء ذلك على لسان رئيس هيئة أركان الجيش، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، في تصريحات أدلى بها خلال تلقيه تهاني عيد الأضحى من قادة الجيش. وأضاف الحسين أن "القوات المسلحة تتابع الأوضاع في المناطق المتأثرة بتداعيات الأحداث الأخيرة وتعمل على احتوائها بالتنسيق مع لجان الأمن"، معربا عن أسفه "لما حدث في إقليم النيل الأزرق". وأكد "قدرة القوات المسلحة وجاهزيتها وأنها في أفضل حالاتها لتأمين البلاد ومقدراتها، وأنها لن تفرط في أمن البلاد أو تماسكها". وثمن رئيس هيئة الأركان "التنسيق بين لجان أمن الولايات وقيادات الفرق لحفظ الأمن والاستقرار". (العهد أونلاين، 2022/07/18م).
التعليق:
عن أي أمن تتحدثون؟! فالكل يعلم ما وصلت إليه البلاد من سيولة أمنية لم تشهد لها مثيلاً، فأصبح إنسان هذا البلد مرعوبا حتى داخل منزله لا يأمن على نفسه ولا على من يعول من الأخطار والشرور، وما هذه الصراعات والحروب القبلية التي عمت معظم مدن السودان في دارفور وكردفان والجزيرة وصراع المزارعين وأصحاب الكنابي، وشرق السودان والقضارف وكسلا، وفي بورتسودان صراع بين النوبة والبني عامر، وأخيرا القتال القبلي بين مكونات الفونج والهوسا في النيل الأزرق، وانتقال هذا الصراع إلى ولايات سنار وكسلا والجزيرة والنيل الأبيض التي قتل فيها العشرات وشرد بسببها الآلاف، فقد فشلتم فشلا ذريعا في توفير الأمن واحتوائها وأنتم تشهدون إرهاصاتها ومقدماتها. وخير دليل التقرير الذي أوردته العهد أونلاين يوم الثلاثاء 2022/7/19، حيث جاء فيه: "كشف التقرير الوارد من وزارة الصحة بإقليم النيل الأزرق أن إجمالي وفيات الأحداث بالإقليم بلغ 79 حالة، منها 8 حالات داخل المستشفيات و71 خارجها، و199 إصابة، و10 إصابات تم تحويلها خارج الإقليم"، وتلك السرقات التي تمارس جهارا نهارا على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية.
إن الدولة في وادي وأهل هذا البلد في وادٍ آخر يعانون وحدهم وكأنهم يعيشون في غابة! ولا حديث في مجالس وشوارع الخرطوم هذه الأيام سوى ما تشهده العاصمة ومدن السودان الرئيسة من انفلاتات أمنية مرعبة تمارس في وضح النهار، وليس ليلاً كما هو معتاد، فمواقع التواصل تعجّ بفيديوهات لحوادث سطو ونهب، بعضها تمارسها مجموعات ترتدي لباساً عسكرياً، والأخرى بواسطة أفراد وجماعات تستخدم الدراجات النارية، فأين الأمن الذي صدعتم به رؤوسنا؟!
جاء في دستور دولة الخلافة الذي أصدره حزب التحرير في المادة 70 "تتولى دائرة الأمن الداخلي إدارة كل ما له مساس بالأمن، ومنع كل ما يهدد الأمن الداخلي، وتحفظ الأمن في البلاد بواسطة الشرطة، ولا تلجأ إلى الجيش إلا بأمر من الخليفة. ورئيس هذه الدائرة يسمى (مدير الأمن الداخلي). ولهذه الدائرة فروع في الولايات تسمى إدارات الأمن الداخلي، ويسمى رئيس الإدارة (صاحب الشرطة) في الولاية.". وجاء أيضا في المادة 72: "أبرز ما يهدد الأمن الداخلي الذي تتولى دائرة الأمن الداخلي معالجته هو: الردة، البغي والحرابة، الاعتداء على أموال الناس، التعدّي على أنفس الناس وأعراضهم، التعامل مع أهل الرِّيب الذين يتجسسون للكفار المحاربين.".
فلا مخرج ولا حل إلا بتطبيق هذا الدستور المستنبط من الكتاب والسنة تطبقه دولة الخلافة الراشدة التي ستقطع يد كل من تسول له نفسه بإشعال الفتن والحروب بين المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان