تمديد الهدنة في اليمن لمصلحة من؟!

 

 

 

الخبر:

 

أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أنه يجري اتصالات مكثفة مع أطراف الحرب في اليمن، من أجل تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها. وقال المبعوث الأممي، في بيان اليوم الخميس، إنه كثَّفَ اتصالاته مع الأطراف المعنية "دعما لتنفيذ جميع بنود الهدنة واستكشافا لفرص توسيع نطاقها وتمديد أجلها لما بعد الثاني من آب/أغسطس المقبل". (قناة الجزيرة).

 

التعليق:

 

من الثابت أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، لا يهمه أمر أهل اليمن بحالٍ من الأحوال، وما يهمه فقط هو مصلحة من يدفع له مرتّبه ومكافآته مقابل ما يقوم به من أعمال. ومن ضمن تلك الأعمال إرساء دعائم النظام الرأسمالي الذي ترعاه الدول الكبرى حفاظاً على مصالحها المتمثلة في استمرار الفرقة بين أهل البلد الواحد على أساس طائفي، والفرقة بين الأمة الواحدة على أساس حدود اتفاقية سايكس وبيكو المشؤومة، ليتم من خلال تلك الفرقة الاستفراد بثروات كل بلد على حدة، ولولا ذلك الانقسام لما تم للكافر المستعمر في بلاد المسلمين ما أراد.

 

إن المتأمل في تصريحات المبعوث الأممي يجدها منافية لما يدور في الواقع، فقوله إن تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها سيزيدان من الفوائد التي تعود على الشعب اليمني، واقع الحال يكذبه حيث إن أهل اليمن يعانون من الجوع والعوز سواء في ظل الحرب أو الهدنة؛ فارتفاع الأسعار وقطع المرتبات والتضييق على الناس في حلهم وترحالهم، وابتزاز رؤوس الأموال بدون وجه حق واقع موجود ولا يمكن إنكاره أو التغطية عليه.

 

وأما ما صرح به هانس، من أن الهدف في نهاية المطاف هو المضي قدماً نحو تسوية سياسية تُنهي النزاع بشكل شامل، فلن يكون ذلك إلا حسب التوافق الدولي بين أمريكا وبريطانيا على مصالح كل منهما، وبحلول ترقيعية كما هي عادة النظام الرأسمالي، وذلك لإبعاد المسلمين عن حلول عقيدتهم التي فيها كل الحلول لمشاكل العالم وليس مشاكلهم فقط، وذلك لن يكون إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، عجل الله بقيامها. قال تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله القاضي – ولاية اليمن