الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مصيدة جعلت منه بطلاً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مصيدة جعلت منه بطلاً

 

 

 

الخبر:

 

اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أن الحرب الاقتصادية التي شنتها الدول الغربية ضد موسكو، جاءت بنتائج عكسية، وأصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقوى من أي وقت مضى.

 

ووصف الكاتب سايمون جنكينز في مقال نشر أمس الجمعة، العقوبات ضد روسيا بأنها القرار الأسوأ من ناحية ما ينطويه من قلة دراسة ونتائج عكسية في التاريخ الحديث. (آر تي العربية)

 

التعليق:

 

إن هذا الكلام صحيح لو كانت هذه القوى مجتمعة ضد المصالح الروسية وبما يمتلكه بوتين من أوراق رابحة ونفوذ دولي، ولكن الحقيقة عكس ذلك؛ فهو مع ما حققه من نشوة في تحسين الأوضاع وقدرته على التلاعب بأوراق اللعب الدولية، ما كان له ذلك، لولا رضا أمريكا وموافقتها لتصرفاته، حيث إن هذه التصرفات في الوقت الحالي بقدر ما تتقدم قوة روسيا ونصر شخصي لبوتين، فهو موجه في اتجاه واحد، وضمن هدف واحد يخدم مصالح أمريكا، وهو الهجوم على أوروبا لتختبئ داخل العباءة الأمريكية، وتسليم مقادير التحكم، وتجبر أوروبا للعب على طاولة الولايات المتحدة كحليف، مع أنها لا تطيق ذلك، وهذه نجدها اليوم تتحقق بشكل بطيء، وكلما اقتربنا من تحقق هذا الأمر نجد أن الأوراق الرابحة التي بيد روسيا بدأت تضعف.

 

وسوف يجد بوتين نفسه متورطاً حتى العظم في مشاكل لا حصر لها، ما سوف يدعوه إلى إيجاد حليف قوي له لينتقم مما سوف تفعله الولايات المتحدة، فلن يجد حضنا أدفأ من الصين.

 

وهذا أيضا مطلب أمريكا للوصول إلى توريط الصين في صراع تحاول عدم الدخول فيه لأنها سوف تجبر مرغمة على توقيع اتفاقيات خضوع وتبعية حتى يضمن الغرب عدم تفوقها الاقتصادي وامتلاكها قوة تحاول فيها فرض بعض التدخلات في الموقف الدولي الذي لا تسمح أمريكا أن يضعف شأنها فيه مهما كلفها ذلك.

 

لذلك نجد اليوم الأعمال التي تعلنها الولايات المتحدة وتنفذ بعضها على أرض الواقع تصب في هذا الاتجاه، والصين ترى ذلك. ومنها زيارة رئيسة مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان.

 

وفي الوقت ذاته الوضع الاقتصادي في كل من أمريكا والصين على وشك الانهيار. فمعدل التضخم يزداد بشكل مرعب، والركود الاقتصادي على الأبواب لا يستأذن بالدخول، بل سوف يقتحم عنوة على عالمنا.

 

هذا غير أن البلدين سوف يخوضان عام الانتخابات، ومن أجل ذلك نجد أن النخب الأمريكية حتى تحقق أهدافها السياسية تعمل جاهدة ومستعدة ليس فقط لإحراق بقية العالم، بل لإحراق الولايات المتحدة نفسها.

 

وأما الصين فهي تسعى إلى توحيد الأمة الصينية وليس فقط السيطرة على تايوان، فالانتخابات سوف تحقق ذلك إذا توحدت الآراء على جين بينغ لفترة ولاية جديدة.

 

إن مصير العالم تتحكم فيه فئة لا يهمها إلى أين تجره، بل الأهم هو مصالحها هي بالمنظور الضيق. عدا أنهما يحملان المبدأ الرأسمالي الفاشل والمنهار، لذلك سوف تكون الأيام المقبلة هي الأصعب على مستوى العالم. وقد نشهد حروباً مدمرة ومجاعات قاتلة وثورات داخلية كبيرة ونزاعات عرقية طائفية تطفو على سطح هذه الأرض.

 

فعلى الواعين في هذا العالم أن يدركوا تماما ما تحوكه لهم أمريكا ونظامها المهترئ.

 

يا أيها المسلمون في جميع بقاع الأرض: يجب أن نستغل كل يوم يمر علينا لنعمل بكل همة وثبات لقيام دولتنا لننهي هذه المهازل ونعيد للأمة عزها وكرامتها ونعيش ويعيش أولادنا في سعادة في ظل حكم الإسلام العظيم.

 

قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

آخر تعديل علىالخميس, 04 آب/أغسطس 2022

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الخميس، 04 آب/أغسطس 2022م 11:09 تعليق

    بوركت يمناك أختنا الفاضلة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع