- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بوتين: لقد كان سفيرُك يُمنَعُ من السفر في البحر الأسود
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة الحكومية اليومية الصادرة في صنعاء يوم الاثنين 2022/08/01م خبراً تحت عنوان "بوتين: سنرد بسرعة خاطفة على كل من يقرر التعدي على سيادتنا"، جاء فيه: "صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن البحرية الروسية قادرة على الرد بسرعة خاطفة على كل من يقرر التعدي على سيادة بلاده وحريتها". ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين أمس، قوله: "المفتاح هنا هو قدرات البحرية، فهي قادرة على الرد بسرعة البرق على كل من يقرر التعدي على سيادتنا وحريتنا"، وأضاف أن "البحرية الروسية تنفذ بنجاح وبشرف، المهام الاستراتيجية على حدود البلاد وفي أي منطقة من محيطات العالم".
التعليق:
لقد ظلت روسيا دولة قارِّيَّة ليس لها شواطئ ولا بحار حتى العام 1587م، حين توسعت على حساب بلاد المسلمين من التتار وغيرهم، وظلت تتوسع حتى بلغت اليابان واحتلت جزرها الكوريل نهاية الحرب العالمية الثانية، مع أنها باعت ألاسكا لأمريكا - تقدر بخُمس مساحة أمريكا - بثمن بخس 7.2 مليون دولار ذهبي فقط. وكذلك كانت أوروبا تمنع روسيا من الإبحار في بحر البلطيق باتجاه أوروبا، ولا زالت تضايقها فيه. وكانت روسيا تعيش على نهري الفولغا والدانوب.
كما كان البحر الأسود بحيرة إسلامية خالصة تُمنع روسيا من الإبحار فيه. وفي العام 1702م لم يُسْمَحْ للسفير الروسي بالإبحار عبر بحر رستوف، وسافر إلى بلاده عن طريق البحر، حتى بعد التماس بطرس الأكبر للخليفة مصطفى الثاني، الذي كان جوابه "أسمح للروس أن يدخلوا سرايي الهمايوني، أما جولانهم في البحر الأسود، فإن سماحي الشاهاني، لن يشمل ذلك أصلا". وبقي سفراؤها يحملون رسائل لسفير روسيا "قل لمليكك يراعي الصلح، وإلا تعرض للعقاب" من الخليفة محمد الرابع. وظلت تدفع الجزية للمسلمين بمقدار 60.000 و100.000 قطعة ذهبية سنوياً. وبقيت القرم شامخة أمام القيصر نيكولاي الأول من عائلة رومانوف، حين أرسل الهدايا للخليفة سليمان القانوني، فرد عليه بخطاب قال فيه: "أرسلوا الضرائب التي كانت ترسل في القديم إلى خان قرم كالمعتاد وفي موعدها". ولم يتم التخلي عن القرم - التي احتوت على 21.000 جامع ومسجد وتكية - لروسيا إلا بالأمس القريب (عام 1856م).
على هَوْنِكَ يا بوتين! فلن تكون لروسيا أعظم من بطرس الأكبر. إن غداً لعامله "وليس لناظره" قريب، يوم يأذن الله بتنزيل النصر على المسلمين، فيقيموا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾، وقال رسوله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، فتعود روسيا للحال الذي كانت عليه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن