الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
آلة النقد "دعهم يأكلون كعكة"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

آلة النقد "دعهم يأكلون كعكة"

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

أعلنت شركة بريتيش بتروليوم عن أكبر أرباح ربع سنوية لها منذ 14 عاماً بعد أن ارتفعت أسعار النفط والغاز.

 

وشهدت شركة الطاقة العملاقة أرباحاً أساسية بلغت 8.45 مليار دولار (6.9 مليار جنيه إسترليني) بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو - أكثر من ثلاثة أضعاف المبلغ الذي حققته في الفترة نفسها من العام الماضي.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي يُتوقع فيه أن تصل فواتير الطاقة المنزلية النموذجية إلى أكثر من 3600 جنيه إسترليني سنوياً هذا الشتاء.

 

ودفعت الأرباح الوفيرة الحكومة إلى فرض ضرائب إضافية على الشركات لمساعدة العائلات في ارتفاع الفواتير.

 

وكانت أرباح بريتيش بتروليوم هي ثاني أعلى أرباح للربع الثاني في تاريخ الشركة.

 

يأتي ذلك بعد مجموعة من إعلانات الأرباح من شركات أخرى بما في ذلك Shell وEquinor وTotal Energies وBritish Gas المالكة لـCentrica، والتي جنت فوائد ارتفاع أسعار الغاز والنفط. (BBC)

 

التعليق:

 

صدمة مخزية. استهزاء بالناس، الذين يلتقطون أنفاسهم بعد جائحة رهيبة، ويواجهون الآن ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الطاقة والغذاء، والتضخم والمعاناة التي لم نشهدها هنا منذ الحرب العالمية الثانية. أفاد مكتب الإحصاءات الوطنية أن التضخم في المملكة المتحدة بلغ 9.4٪ في 12 شهراً حتى حزيران/يونيو من 9.1٪ في أيار/مايو. وارتفعت فواتير الطاقة النموذجية بمقدار 700 جنيه إسترليني في نيسان/أبريل، ومن المتوقع أن ترتفع مرة أخرى بمقدار 1200 جنيه إسترليني في تشرين الأول/أكتوبر.

 

اضطر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى إدانة "الأرباح القياسية غير الأخلاقية" لعمالقة الطاقة الكبرى التي حققت أرباحاً "على حساب الأفقر"، والتي بلغ مجموعها 100 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام.

 

كيف تكون أسعار الطاقة مرتفعة بشكل مفرط وقاس في دولة لديها النفط والغاز؟ من أين أتت هذه الأرباح غير الأخلاقية؟ قدم ألوك شارما، وزير الدولة السابق للأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية للحكومة البريطانية التفسير الرأسمالي على سكاي نيوز، في 24 من كانون الثاني/يناير من هذا العام، حيث قال "نحن نواجه أسعار الجملة العالمية للغاز. كما تعلمون، حتى لو كنا نستخرج المزيد الآن من حوض بحر الشمال، فإن السعر الذي سيتم إنتاجه في النهاية سيكون على سعر الغاز بالجملة الدولي".

 

ما هي الرسالة؟ ليس الخطأ خطأ الحكومة. لا شيء تستطيع الحكومة فعله!

 

ما لا يخبرون به الجمهور، هو أن أصدقاءهم الرأسماليين الأثرياء يجرفون الأموال من آلة النقود هذه، ويبيعون بأعلى الأسعار التي يمكنهم توليدها في السوق العالمية، خشية تأجيج الناس.

ووسائل إعلامهم متواطئة في تكريس هذا البؤس. حيث إن الإعلام السائد المملوك لأباطرة الإعلام الرأسماليين، يعملون بجد لتشتيت انتباه الناس عن الغضب والألم وإلهائهم، والسرد الرأسمالي هو: كل شيء آخر عداهم هو المخطئ - الوباء، نهاية الوباء، الطلب، النقص في الطلب، الحرب الروسية في أوكرانيا، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - الأقدار، أي هذا هو الواقع الموجود، لا يمكن فعل أي شيء، وبالمناسبة، فإن بقية العالم يعاني أيضاً من الألم. تضمن وسائل الإعلام السائدة للحكومات أن تحمي وتبرر وتصون أرباحها الفاحشة ومصالحها الأنانية لصالح الأغنياء. الرأسمالية تقوض الديمقراطية التي يدّعونها وتشوه النظام لصالح الأغنياء. هذا خطأ وظلم.

المشكلة الجذرية هي أن الرأسمالية تفشل فشلا ذريعا، وتتسبب باضطهاد رهيب عند التعامل مع الاحتياجات الأساسية والضرورية.

حقيقة أن الطاقة هي حاجة ماسة، تجعل منها طلبا غير مرن حيث يحتاج الناس إلى الطاقة لحياتهم اليومية، وهم مجبرون على الدفع بغض النظر عن الثمن. في الواقع هذا شكل من أشكال الاحتكار. وهذا يعني أنه كلما زادت الطاقة الكبيرة التي تقيد الإنتاج، زاد الربح الذي يحققونه! فالرأسماليون يمسكون حياتنا بأيديهم.

إنه مورد أساسي للحياة اليومية، من التنقل والتصنيع والمكاتب والمدارس والمستشفيات فكلها بحاجة إلى الطاقة. عندما يرتفع سعر الطاقة، يتضاعف التأثير ويؤثر على جميع جوانب الحياة، ما يزيد من معاناة التضخم.

 

إن شركات الطاقة الكبرى، تحول يأسنا وبؤسنا إلى ربح صفيق. في الرأسمالية، النفط والغاز، والثروة المعدنية للأمة، لا توضع مواردها في مصلحة الشعب، بل توضع لمنفعة القلة من الأغنياء الرأسماليين. هذه المأساة لا يمكن تصورها في دولة الخلافة، فقد روى ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَاءِ وَالْكَلَأِ وَالنَّارِ».

 

يحدد نظام الإسلام (الشريعة) جميع الثروات المعدنية في نوع ملكية خاص هو "الملكية العامة" أي أنها مملوكة للجميع. فلا يمكن أن يمتلكها الأفراد ولا حتى الدولة. على عكس الرأسمالية والاشتراكية الشيوعية، فإن جميع الثروات المعدنية، بما في ذلك النفط والغاز، هي ملكية عامة للشعب، وتدير شؤونها الدولة نيابة عن الشعب.

 

وخلافاً للعجز الواضح لحكومات الرأسماليين القوية في العالم، فإن الخليفة وولاته سيكونون بالتأكيد مسؤولين بأعيانهم، إذا "نفد" الرعايا من الطاقة، ناهيك عن أن يتعرضوا للمعاناة في حال كانت متوفرة بكثرة. الشريعة، ونظام الإسلام يعتني بكل شيء، ولا سيما الضعفاء والفقراء.

بعد توليه منصبه، خاطب أبو بكر رضي الله عنه الناس، بوصفه الخليفة الأول في الإسلام: "يا أيُّها الناس، قد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حقٍّ فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسدِّدوني. أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم، فإذا عصيتُه فلا طاعة لي عليكم. ألا إنَّ أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحقَّ له، وأضعفكم عندي القويُّ حتى آخذ الحقَّ منه. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم". (البداية والنهاية 6: 305، 306).

 

ليس للأغنياء والأقوياء ولا للفقراء والمحتاجين أن يقرروا الصواب من الخطأ. لم يشهد العالم قط مثل هذه المعاناة والاضطراب العالميين الواسعين في الذاكرة الحية. في فترة حكمهما القصيرة، تسببت الرأسمالية والاشتراكية في الفقر والبؤس في العالم. لقد طبق الإسلام حضارة عادلة ورحيمة ومستنيرة اهتمت بالفقراء والأغنياء وبجميع الأجناس والمذاهب على مدى آلاف السنين.

 

نحن بحاجة ماسة إلى عودة حكم الإسلام لإنقاذ الناس من ظلم الرأسمالية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد حمزة

 

آخر تعديل علىالإثنين, 08 آب/أغسطس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع