الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أفي حد من حدود الله؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أفي حد من حدود الله؟!

 

 

 

الخبر:

 

طالبت 17 هيئة حقوقية بإجراء إصلاحات شاملة في القانون الجنائي، وإلغاء عقوبة الزنا، والعمل على إنهاء العنف ضد النساء، وتأتي هذه المطالبة في أعقاب حكم قضائي صادر من محكمة جنايات مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض في 27 حزيران/يونيو المنصرم، قضت بإعدام امرأة رجماً بالحجارة لإدانتها بممارسة الزنا، وطالبت المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي، و16 هيئة حقوقية أخرى في بيان مشترك القوى السياسية والمنظمات المحلية، بإجراء مراجعات شاملة للقوانين بما في ذلك القانون الجنائي، وإلغاء عقوبة الزنا، والعقوبات (اللاإنسانية).

التعليق:

 

 

إن نشأة وتكوين وتمويل منظمات المجتمع المدني الدولية تكون هي بمثابة بوصلة تشير إلى مكمن القوى التي تستمد منها المنظمات المحلية، وتجعلها تمتلك من الجرأة التي تصل إلى حد الوقاحة، في مهاجمة الحدود الشرعية، ووصفها بالمعيبة، متحدية بذلك عقيدة الأمة الإسلامية بأسرها، ومنها أهل السودان الذين هم في جمهرتهم من المسلمين. فقد نشأت هذه المنظمات في الدول الغربية، حيث ظهر مصطلح المجتمع المدني في مفهومه الجديد على يد علماء وفلاسفة غربيين مثل توماس هوبز، وهيغل، وروسو، وغيرهم. وبعد نهاية الحرب الباردة ظهر هذا المصطلح في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وبالنظر إلى تكوينها بشقيها المحلي والدولي، نجد أنها أذرع الليبرالية الدولية، الرأسمالية والعولمة، ويكشف هذا المفهوم نص زيغينيو برجنيسكي، مستشار الأمن القومي في عهد جيمي كارتر، حيث أشار إلى وجوب أن تخترق أمريكا الحركات القومية والمبدئية والمثقفين، وحتى المزيفين منهم في بلاد الأطراف غير الرأسمالية، حتى تتمكن من تفريغ الحركات التحررية لتصبح حركات جماهيرية بلا رؤية.

 

كما وصف غوتييه بيرت في مقالة له (مفهوم المجتمع المدني) بأنه ظرف فارغ يملأ بمعانٍ معينة للجهات التي تستخدمه وصياغة استخداماته الاجتماعية والثقافية والسياسية. فيملأ هذا الظرف بعناصر استخباراتية، ويتم توجيهه للتجسس، ويملأ بالأفكار فيستخدم لنشر أفكار المبدأ الرأسمالي، ومهاجمة أفكار الإسلام وأحكامه، كما هو الحال في البيان الذي أصدرته هذه المنظمات، وتمول هذه المنظمات الدول الاستعمارية للاستعانة بها في محاربة الإسلام، والحط من أحكامه التي تتعارض مع القوانين الدولية، ووصفها بالمهينة والمخالفة لحقوق الإنسان، ويتم كل ذلك تحت مسميات مختلفة، وبإشراف وتآمر من هذه المنظمات، وبتواطؤ من حكام البلاد الإسلامية.

 

إن محاولة محاربة الإسلام، هي محاولة غير متكافئة، فالدول الاستعمارية تستخدم هذه المنظمات لتكون واجهة في حربها هذه، وفي الكفة الأخرى نجد المسلمين بدون دولة تذب عنهم وعن عقيدتهم، فلا بد من إكمال شطر المعادلة بإيجاد دولة للمسلمين، كما قال ﷺ: «... ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ». لمثل هذا فليعمل العاملون.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس حسب الله النور – ولاية السودان

آخر تعديل علىالجمعة, 12 آب/أغسطس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع