الأحد، 24 ذو الحجة 1445هـ| 2024/06/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تضليل الشعوب وحرف مركز تنبهها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تضليل الشعوب وحرف مركز تنبهها

 

 

 

الخبر:

 

تناقلت وسائل الإعلام في لبنان صباح اليوم الخميس 2022/8/11 حادثة احتجاز أحد الأفراد بقوة السلاح لموظفي ومراجعي فرع أحد البنوك في بيروت وإغلاق المبنى من الداخل، مهددا بحرق الفرع باستعمال مادة البنزين وإطلاق النار في حال لم تنفذ مطالبه.

 

والمسلح هو أحد المودعين في هذا البنك وله أموال محتجزة بسبب سياسة المصارف الأخيرة في لبنان، وتبلغ قيمة أمواله ما يزيد عن 200 ألف دولار، وطالب المودع المسلح بتسليمها لأخيه فورا، على أن يسلم هو نفسه للأمن بعد مغادرة أخيه المكان.

 

وقد اختلفت آراء المتابعين حول هذا التصرف، بين متعاطف يلقي باللوم على البنوك ويحملها نتائج نهبها لأموال المودعين، وبين رافض لهذه البلطجة التي تعرض للخطر حياة الموظفين، والمراجعين الذين اتفق وجودهم في الفرع لحظة الاحتجاز، ممن لا ذنب لهم بهذه المشكلة.

 

التعليق:

 

في مثل هذه الحوادث علينا التنبه إلى النقطتين التاليتين:

 

أولا: إن الإسلام قد أعطى لكل ذي حق حقه، وضمن للناس الحفاظ على أموالهم وشدد التحصين في منع الاعتداء عليها، وشرع في ذلك أحكاما صارمة تنفذها الدولة تضمن حفظ المال في المجتمع، ويعين على تنفيذها الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفوق ذلك أعطى الحق لصاحب المال أن يدافع عن ماله، وأن يقاتل دونه إن قُوتل عليه، وجعل المعتدي المقتول في النار والمقتول دون ماله في الجنة.

إلا أن الإسلام لم يعط للمظلوم الحق في الاعتداء على غيره من الأبرياء، ولو بذريعة الضغط للحصول على حقه، فإن الغاية لا تبرر الواسطة.

 

ثانيا: إن السلطة الحاكمة في لبنان استطاعت أن تُخرج نفسها من معادلة الحقوق المنهوبة وتتنصل من المسؤوليات، وأوهمت الناس بأن مشكلتهم في سلب أموالهم هي مع البنوك وموظفيها عوضا عن الدولة ولصوصها الكبار المتسببين بنهب أموال المودعين، كما جعلت معركة الوقود بين الناس من جهة والتجار وأصحاب المحطات من جهة أخرى، عوضا عن الدولة التي ما زال رموزها يتقاسمون حصص الوقود، ويُفشلون مشاريع الاكتفاء الذاتي، وجعلت مشكلة الطاقة والكهرباء بين الناس وأصحاب المولدات الخاصة عوضا عن المجرمين الذين نهبوا المليارات وما زالوا، في ملف محطات توليد الكهرباء، ولا كهرباء!

 

وهذا التضليل المتعمد قد نقل المعركة عن حقيقتها، وصرفها عن وجهتها التي ينبغي للناس أن يخوضوها، فترك الناس البحث في تغيير نظام الحكم الرأسمالي الفاسد، وتغيير حكام لبنان الطواغيت اللصوص، وانصرفوا لملاحقة نتائج المشكلة بطريقة تزيد المشكلة تعقيدا وتضيف ظلما جديدا يصبه الناس على أنفسهم فوق الظلم الذي صبه عليه قادتهم.

 

فهل يستفيق أهل لبنان من سكرتهم، فينتبهوا لما يُمكر بهم، قبل أن يهدموا ما بقي من مقومات حياة في بلدهم المنكوب؟ وهل يعيدون المعركة إلى وجهتها، فيجعلوا مركز تنبههم: معركة تغيير نظام حكم رأسمالي، وحكام لصوص لا أمان لهم، وكيان كرتوني غير قابل للحياة؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ عدنان مزيان

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالسبت, 13 آب/أغسطس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع